الشرفة[/size]
[size=24]إلى متى أستطيع الصمت عن كل هذه التصرفات الحمقاء من هذا الجار المتبلد القابع
يراقب كل خلجاتى وبتابع أنفاسى .. كم أحتقره وهو يحدق النظر يومياَ دون إستحياء
تجاه شرفتى .
قالتها " نهال " العروس التى إستأجر زوجها هذه الشقة فى العمارة المقابلة .
كم كانت سعادتها بهذه الشقة بشرفتها الرحبة المطلة على مساحة خضراء فى الحى
الهادئ الجديد .
لم يمض على زواجهما شهراَ حتى أبتليت بهذا الجار الذى كرهت بسببه شقتها
وشرفتها المواجهة لشرفته فى العمارة المقابلة .. كلما دخلت شرفتها وجدته قابعاَ
مصوباَ نظراته تجاهها .
عندما رأته لازال يحدق ناحيتها بصقت تجاهه .. بعد ساعة أرادت أن تعرف نتيجة
فعلتها التى لم تتعود عليها فوجدته لازال هناك يصوب نظراته دون خجل ..
كررت بصقاتها مرات ومرات " ورزعت " باب الشرفة فى وجهه ولا فائدة .
لم تفلح كل محاولاتها بكل ما بها من " رزعات وبصقات " .. فكرت أن تصارح زوجها لكنها
تعرف عصبيته وغيرته وربما إرتكب حماقة مع هذا المتلصص المتبجح .
فى إحدى جولات البصق التى إقترنت بالسباب لمحها زوجها فدخل إلى الشرفة مسرعاَ
ولمحه قابعاَ يحدق النظر تجاه عروسه ، فتحول إلى ثور هائج ..
منذ متى وهذا " السافل " ينظر إليك ؟ ... إرتبكت .. إرتعشت كل أوصالها وهو يقبض
بيده بقوة على يدها .
قالت : هدئ من روعك ..ورغم وجوده فى الشرفة وفى حالة شبه عراك مع زوجته لم
يتحرك الطرف الاّخر من مكانه ، بل لم يعر زوجها إهتماماَا، غير مبال بما يدور أمامه .
إرتدى الزوج حذاءه على درجات السلم وهو يركض مسرعاَ وهى تحاول تهدئته بالإمساك
به ولم يعباَ بتوسلاتها التى أرسلتها خلفه ..بلا فائدة .
بعد ساعة وصلت سيارة الشرطة لتحمل الرجل إلى التحقيق ..
جلس الضابط خلف مكتبه بينما جلس المتهم بنظارته وبكل أناقته فى المقعد المقابل
وقد أنهى الضابط إستجوابه للتو .
إستدعى الضابط الرجل وزوجته .. عند دخولهما حاول الزوج الإعتداء على المتهم مع
كومة من السباب فمنعه الجندى الواقف بجواره بإشارة من الضابط .
جلست الزوجة فى مواجهته ونظرت إليه بإحتقار وتمنت أن تصفعه فهو بلا إستحياء
لازال يحدق بها غير مبال بالضابط ولا بالمكان الموجود به .
قبل أن يتحدث الزوج أو الزوجة أمره الضابط أن يخلع نظارته عن وجهه ففعل .. قام الضابط
من مكانه وحرك يده أمام عينى المتهم ... فلا حراك ... مررها ثانية وثالثة وهو ينظر إلى
الزوجة دون أن يتفوه بكلمة واحدة ...
فتحت الزوجة فمها فى زهول ووضعت يدها عليه من هول ما رأت ... ساد الصمت
المكان وإتجها بعيناهما صوب الأرض ونكسا رأسيهما خجلاَ ...
وضع المتهم نضارته السوداء على عينيه وحرك عصاه يميناَ ويساراَ باحثاَ عن طريق ..!!
ِ