منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور ياسر عبدالله

إسلامـــــــي - تربـــــــــوي - تعليـــــــمي - إجتماعــــــي- تكنولوجـــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أهمية الانفاق فى المجتمع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تيسير عرفات
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 17/04/2011

أهمية الانفاق فى المجتمع Empty
مُساهمةموضوع: أهمية الانفاق فى المجتمع   أهمية الانفاق فى المجتمع Icon_minitimeالأحد 15 مايو 2011 - 18:49

بســـــم الله الرحمن الرحيم
المال والصدقة والنفقة
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .
وبعد: يضــم هذى الموضوع :
أولاً- الصدقة تدفع ميتة السوء:
لعل من أبرز الفوائد التي يجنيها الفرد ويجنيها المجتمع الإسلامي الإنفاق في سبيل الله. والاستجابة لأمر الله تعالى وبما أن الله أمرك بذلك فالله لا يأمر بشيء إلا فيه الصالح لك ولا ينهي عن شيء إلا فيه مضرة. كذلك تقديم محبة الله على محبة المال كان المال محبوب وبذلك يثبت ولاؤك لله سبحانه كذلك شكر نعمة الله لأنه كما أنفقت شكرت الله سبحانه وتعالى كذلك تنمية الأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة لدى الإنسان المنفق. كذلك تنمية الأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة لدى الإنسان المنفق كذلك التطهر من دنس الذنوب والمعاصي فالإنسان يمر بذنوب ومعاصي لكنه إذا بذل وأنفق فإنه برحمة إذا علم صدق نيته تكفر بعض ذنوبه ومعاصيه التي قد يرتكبها ناسياً أو جاهلاً. إن الحسنات يذهبن السيئات وهي سبب في دفع المحن والمصائب ودفع ميتة السوء لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء))(1). وكذلك فالإنفاق يساعد على التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم ويدعو للتعاون بين الأفراد وكذلك محاربة البخل والشح لقوله تعالى: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون(2). وكما ورد ((لا يجاورني فيها بخيل))، كذلك الإنفاق يعتبر من صفات المتقين لقوله تعالى: ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين، يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة، ومما رزقناهم ينفقون(3). وقرن القرآن بين الإيمان بالصلاة والإنفاق كما يدل على أهمية الإنفاق كما يدل على أهمية الإنفاق في سبيل الله سواء أكان ذلك واجباً أو مستحباً. كذلك الإنفاق في سبيل الله يعتبر سبباً من أسباب نزول الأمطار والخيرات(4) والبركات لما ورد : ((ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر))(1). كذلك يعتبر سبباً من أسباب الاستظلال في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله ذكر منهم، رجل تصدق بصدقةً فأخفاها فلا تعلم شماله ما أنفقت يمينه. والحديث : ((إنما يستظل المؤمن يوم القيامة بظل صدقته))(2).
كذلك من الفوائد أن الإنفاق سبب في حصول الأجر والثواب من الله . قال تعالى: والذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار، سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم(3). والإنفاق سبب من أسباب النصر والتأييد : ((وكثر الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتجبروا وتنصروا))(4).
كذلك الإنفاق في سبيل الله سبب في زيادة العمر كما ورد في الحديث: ((إن صدقة المسلم تزيد في العمر))(5). وزيادة العمر هذا يحتمل أنها زيادة حقيقية أو ليحتمل أنها زيادة البركة في عمره. كذلك الإنفاق سبب للتيسير لليسرى لقوله تعالى: فأما من أعطى واتقى، وصدّق بالحسنى، فسنيسره لليسرى(6). وكذلك الإنفاق في سبيل الله سبباً من أسباب زيادة المال لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما نقصت صدقة من مال بل تزده بل تزده))(7). وكذلك الإنفاق سبب من أسباب دفع المصائب والبلايا لقصة الإخوان الثلاثة قبل الإسلام الذين قرروا أن يصوون نخلهم قبل طلوع الشمس حتى لا يأتيهم الفقراء والمساكين فعاقبهم الله سبحانه بإهلاك مزرعتهم لقوله تعالى: فطاف عليهم طائفٌ من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم، فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين(8). الآيات. والشاهد فطاف عليهم طائف من ربك أي أهلكها بسبب نيتهم السيئة كذلك الصدقة والإنفاق سبب من أسباب إطفاء الخطايا لما روي: ((الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار))(1). وهناك فوائد كثيرة لا يمكن حصرها في هذه العجالة وأنواع افنفاق المهمة إنها متعددة وكثيرة وأهمها الصدقة الجارية لأن الإسان يتمنى أن يستمر هذا الإنفاق حتى بعد موته والله تعالى يقول: إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم(2). وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوله))(3). فالشاهد قوله: ((صدقة جارية)) لأنها تبقى حتى بعد موته ولذلك من أفضل الأعمال التي تقدم دفع الزكاة في مصارفها التي وردت منها الأوقاف وغيرها وعن عمر أنه أصاب أرضاً بخيبر لم يصب مالاً أنفس منها وذهب إلى رسول الله يستشره ويستأمره فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها))(4). فتصدق بها عمر في سبيل الله. وهذا هو الوقف الخيري الذي يمتد بعد وفاتك، والوصية في الدنيا أن الإنسان المفروض لا يبيت ليلتين في الدنيا إلا ويكتب وصيته حتى إذا جاءه الموت يكون مستعداً قد كتب وصيته وما ينفعه بعد وفاته وأفضل شيء الصدقة على المحتاجين. وهذه من أربح التجارة قال تعالى : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون(5). وعندما نزلت هذه الآية جاء أبو طلحة وكانت له حديقة قبالة مسجد رسول الله تسمى (بيرحى) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب الماء منها. وقال طلحة عندما نزلت هذه الآية فإن أحب المال إلي (بيرحى) فإنها صدقة لوجه الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((بخ بخ ذاك مال رابح بخ بخ ذاك مال رابح، لقت سمعت ما قلت والأفضل أن تكون في الأقربين وقسمها على أقاربه وأبناء عمه))(6).
ومن وسائل الإنفاق تأمين المياه وبناء المساجد وإصلاح طرق المسلمين وغير ذلك ولما قدم المسلمون المدينة كان بها بئر تسمى بئر رومة فاشتراها عثمان. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من حفر بئر رومة فله الجنة)) فحفرها عثمان رضي الله عنه(1).
 الإنفاق في بناء المساجد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من بنى مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة))(2). وكذلك دفع المال في سبيل الله فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك ولفت الأنظار إليه ولما جهز عثمان بن عفان بماله جيش العسرة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ما على عثمان ما فعل بعد ذلك وعددها ثلاثاً))(3).
 مساعدة الهيئات الخيرية التي تعنى بالفقراء والمحتاجين والدعوة إلى الله كالمراكز الإسلامية وغيرها إذا تأكدت من سلامتها وصحتها وأنها تنفع المسلمين فما عليك إلا أن تساعدها بشيء من زكاة مالك وغيرها.
 آداب يجب على المسلم أن يتحلى بها وهو يقوم بعملية الإنفاق في سبيل الله.
1. النية الصالحة: إياك أيها المسلم والرياء فهو مصيبة كبرى وعظيمة فما دخل إنساناً إلا وزلزله وخلخله وجعل أعماله كلها في أسفل سافلين وكلما كنت تستطيع أن تخفي الصدقة يكون أفضل وأحسن لأنها تبعدها عن الرياء وكما ورد في الحديث من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ((رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه))(4). لكن إذا حصل ضرورة بإعلان الصدقة فهنا أمرك إلى الله ولكن بشرط أن تكون النية صادقة وصالحة. قال تعالى: إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير(5). وكما ورد: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى))(1).
2. أن تعطيها المحتاج بدون أن تشعره بأنك أحسن منه أو بدون (منة) وأن تعطيها إليه وهي حق من حقوقه كزكاة واجبة أو تطوع دون أن يدخل ذلك منّةً أو حسد أو غير ذلك وأود في النهاية أن ألفت النظر إلى عالمنا الإسلامي حيث يعيش المسلمون في حالة يرثى لها وهم بحاجة إلى تعاونكم ومد يد العون إليهم خاصةً الذي أعطاهم الله من المال كما ورد في الحديث ((المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص))(2). الحديث والمنفق قد لا يستطيع العثور على الفقراء فرداً فرداً ولكن هناك من يهتمون بهؤلاء وهم الجمعيات الخيرية ونحو ذلك وهم يوصلون هذه الأموال إلى هؤلاء المحتاجين والفقراء والأيتام فهل ترضون أنه في كل ثانيتين يموت إنسان مسلم من الجوع، وأكثر من 5 ملايين يتيم في العالم معرض للكفر و 9 ملايين مسلم مهجر في العالم وهناك الهيئات التي تساعد على فعل الخير جزاها الله ألف خير، وسأتطرق لها باختصار مع ذكر أسمائها وعناوينها ومقارها وذلك من أجل التعاون على فعل الخير والإنفاق:
1). رابطة العالم الإسلامي.
2). هيئة الإغاثة الإسلامية.
3). الندوة العالمية للشباب الإسلامي
5). جمعية تحفيظ القرآن الكريم التي تتبع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،.
6). مشروع التزويج الخيري: نادى له سماحة الشيخ المرحوم عبد العزيز بن باز، والشيخ المرحوم ابن عثيمين، نادوا بالتعاون ودفع الزكاة له لتحصين أبناءنا وبناتنا بالحلال حيث ساهموا في جمع 10 ملايين و 500 ريال لزواج 700 شاب محتاج للزواج من يتيمة وكفيفة أو عانس أو بكر ففيه احتساب بالأجر والثواب.
ثانياً: المال وسيلة .. لا غاية:
إن هناك أناساً يسرفون في النفقة وهذا لا ينبغي ولذلك نهى الله هؤلاء الذين يسرفون في ملبسهم ومأكلهم بينما لهم إخوان في الدين يموتون من العري ولا يجدون ما يأكلون ويلبسون ويشربون. وفي هذا سوء أدب. وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))(1). فلا ترمِ ما يزيد عن حاجتك وأنت ترى عن يمينك وشمالك أناساً يحتاجون لهذه الحاجات وقوله تعالى: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين(2). ويقول تعالى: : إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين(3). وقال صلى الله عليه وسلم: ((كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة))(4). وهذا فيه دلالة قطعية على تحريم الإسراف ونود أن نلفت النظر للذين تحصل عندهم زيجات ثم يأخذون الفائض ويرمونه في سلة المهملات، فلو اقتصدوا لكان أجدى لهم ولو بحثوا عمن يأخذها لكان أفضل والتحذير من الفتنة في الدنيا ومن المال حيث أن المال غراريسوق صاحبه إلى جهنم من حيث لا يشعر حيث قال تعالى: زُيّن للناس حب الشهوات من البنين والنساء والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا(5). ويقول صلى الله عليه سلم محذراً من الدنيا وموصياً بالتعاون ومسح الدموع عن اليتامى والأرامل ومساعدة الغير فقال: ((وأن هذا المال خضرة حلوة من أخذه بحقه فنعم المعونة هو، وإن أخذه بغير حقه فكأنه الذي يأكل ولا يشبع))(6).
فروي عنه صلى الله عليه وسلم: ((فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم))(1). فلأن تكونوا في حالة فقر أحسن لأنكم تعرفون الله وتخشونه وتتواضعون وتتلاينون .. ولكن مع المال وعدم الشكر فإنه وبال عليكم وخراب عليكم آجلاً أو عاجلاً فلننتبه ولنعتبر هذا المال وسيلة لإرضاء الله، وليكن سبباً إن شاء الله بعد التوحيد في إدخالنا الجنة وإبعادنا عن النار وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال))(2). إذن المال فتنة واختبار وإذا وجد في يدك المال فاعلم أن الله يختبرك كما يختبرك في الصحة أو في الشباب أو في الفراغ وغيره. والإسلام كما تعلمون لا شك أنه طالب الأغنياء بأن يهتموا بالفقراء والمساكين والذي شدت عليهم الدنيا لأي سبب من الأسباب والمؤمن الذي ينفق في هذه الدنيا أحب إلى الله من الذي لا ينفق، والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى، وأبدأ بمن تعول واليد المنفقة في سبيل الله يرجى لها الخير والإسلام يحرص على عملية التوازن بين الناس ويحرص على عدم وجود الحسد والحقد بين الناس وترى الإسلام يراعي حق الفقراء والمحتاجين ويلفت نظر أهل المال إلى الاهتمام بهم وإلى الصدقة الجارية والتطوع عليهم لكي يهدم التمايز في المجتمع. وهذه بعض اهتمامات الإسلام بالفقراء قال تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وبن السبيل فريضةً من الله)(3). أشار إلى الاهتمام بالفقراء وغيرهم في الآية الكريمة. قال تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)(4).
فالآية الكريمة توصي بأداء الزكاة الواجبة من الحبوب والثمار وزكاة النقدين وزكاة العروض وغيرها. قال تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)(5). أما دليل الزكاة وضرورة أداؤها وأنها من أركان الإسلام من السـنة: قال صلى الله عليـه وسلم فيما يرويه عمر: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله)(). وفي هذا رد على القوانين الوضعية التي تقول أن الإسلام لا يهتم بالمساكين وغيرهم وجعل الاهتمام بهم ركن من أركان الإسلام وفي عهد عمر بن عبد العزيز يبحث عمن يستحق الزكاة ولا يوجد لقد اغتنى الناس في عصره ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله افترض عليهم صدقة من أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد لفقرائهم))(). وهناك أدلة تبين الإنفاق العام واجباً أو تطوعاً قال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء))(3). هذا دليل على مضاعفة الأجر للمنفق في سبيله وقال تعالى: (وما تنفقوا من خير يوف إليكم)(4). أي في الدنيا والآخرة وفي الدنيا أن الله يخلفه عليك، وأما في الآخرة فتكسب رضا الله والبعد عن النار قال تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين)(16). أي أن الإنسان إذا أنفق لوجه الله فالله يبارك له ويبدله بخير منه. قال تعالى: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله، إن الله بما تعملون بصير)(5). دلالة على أن الإنسان إذا قدم خيراً فإن الله يعطيه خيراً مما أنفق ولذلك نهى الإسلام عن كنز المال وإخراجه قال تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)(1). فالإسلام أمر بتحريك هذا المال لينتفع منه الفرد والجماعة.
وحرص المسلمين على المسارعة في عمل الخيرات قال تعالى: (سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنةً عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين)(2). وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيعٌ فيه ولا خلة ولا شفاعة)(3). وهذا دليل للمسارعة في الإنفاق في المشاريع الخيرية حتى لا يأتيك الموت على غرة وإنما ينفعك الذي قدمت في هذه الحياة الدنيا وفي الحديث القدسي: ((أنفق ننفق عليك))(4). أي أنك إن قصرت وجه الله فباشر بالخير، وإن كنزت فابشر بالعقوبة. والرسول يلفت النظر إلى أهمية النفقة وجعل المال وسيلة لا غاية. عن ابن مسعود رض الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا من أحب إلا ماله أحب الله من مال وارثه فقال فإن ماله ماقدم ومال وارثه ما أخر)(5). أي مالك الحقيقي الذي تبذله في الدنيا وفي سبيل الخير . أما الذي تبقيه فهو للورثة فاغتنم خمساً قبل خمس: غناك قبل فقرك، لأنك بعد الموت تصبح فقيراً فأنت بأمس الحاجة إلى من يدعو لك ويتصدق عنك حيث روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذبح شاةً فتصدق بها سو الكتف فقال عليه الصلاة والسلام بقيت كلها غير كتفها))(6). أي أن الذي خرج هو الذي بقي أي أن الله سيشفع بها لنا يوم القيامة وسنستفيد يوم القيامة وكما جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم Sadما من يوم يصبح العباد إلا وفيه ملكان ينزلان فيقول أحدهما أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر أعط ممسكاً تلفاً)(1). وورد((لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي ويعلمها الناس ورجل آتاه الله مالاً فسلط على هلكته في الحق))(1). وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصدقة أعظم أجراً قال: (أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخش الفقر وتأمل الغني حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا)(2). ومن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((اغتنم خمساً قبل خمسٍ)) والشاهد فيه غناك قبل فقرك.(3)



ثالثاً- اغتنم خمساً قبل خمس:
أهمية الإنفاق في سبيل الله ودوره في دعم المشاريع الخيرية في العالم الإسلامي مثل هذا الموضوع يحتاج إلى مقالات كثيرة نظراً لأهمية هذا الموضوع وانعكاسه على المسلمين في العالم ويحسن التذكير بهذا الموضوع المهم في هذا الشهر العظيم المبارك.
وقبل الدخول بالتفاصيل نود الإشارة إلى مقدمة للدخول في هذا الموضوع ونقول فطرالإنسان على حب المال كما قال تعالى: (وتحبون المال حباً جماً)(1). وقال تعالى: (وإنه لحب الخير لشديد)(2). ففي الآيات دلالة على أن الإنسان جبل على حب المال وعلى الحرص عليه وجمعه لكن تمكن أهمية الإنفاق في التخلص من الشح والبخل والحرص على الدنيا وهذا الذي يسمح به الإنسان. أما الجمع مع الحرص والبخل فإنه يذم عليه الإنسان كما سيأتينا إذن المال في الإسلام يعتبر وسيلة إلى غاية وليس المال بحد ذاته غاية إنما هو وسيلة إلى غاية وسيلة يستفيد منها المسلم ويتبين من الطرق الحلال ويصرفه بالطرق الحلال لأجل يعبر به من هذه الدنيا إلى الآخرة لكي يرضي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وهذا ما أشار إليه القرآن في قوله تعالى: (والذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)(3). ففي هذه الآية لفت نظر إلى أن المال عبارة عن وسيلة إلى غاية وهي البحث عن الأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى ولذلك أرشد الإسلام إلى أن هذا المال قد يكون وسيلة من وسائل الحب والإخاء في مجتمعات المسلمين التي بدورها ترضي الله سبحانه وتعالى. فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى ذلك في قوله: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً))(). وعن النعمان بن بشير عنه صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))(1). ففي هذه الأدلة لفت نظر للمؤمنين إلى أن يستغل هذا المال النافع لمصلحة إخوانه المسلمين وأنه بقدر ما ينفق عليهم سواء بالزكاة المفروضة أو زكاة التطوع أو صدقة التطوع فإنه بقدر ما ينشر بينهم المودة والإخاء والرحمة والمحبة والصدقة في الله وإذابة التفاوت الاجتماعي في المجتمع المسلم وهناك أدلة في القرآن الكريم تذم الدنيا وتزم المال فما هي هذه الأدلة وكيف توجه هذه الأدلة؟
من هذه الأدلة على ذم المال والحرص عليه قوله تعالى: (ألهاكم التكاثر، حتى زرتم المقابر)(2). وقال تعالى: (إنما الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد)(). قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدنيا ملعونه ملعون ما فيها إلا ما ذكر الله وما والاه))(). وما روي عنه: ((الدنيا جيفة وطلابها كلاب))(). فهذه الأدلة صريحة في ذم المال والدنيا فهل معنى ذلك أنه لا ينبغي لمسلم أن يجمع المال ولا يبحث عنه ولا يحرص عليه الجواب لهذه الأدلة السابقة فيما إذا استخدم الإنسان المال فيما حرم الله أو جمع هذا المال من طريق حرام أو صرفه في طريق حرام ولم يراع فيه الحديد والأحكام الشرعية ففي هذه الحالة يذم وتنطبق عليه هذه الأدلة أما إذا أخذ هذا المال بطرفه الشرعية والوسائل التي أباحها الله في الكتاب والسنة وصرفه بالطرق الشرعية التي أشار إليها القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم ففي هذه الحالة لايذم المال بل يمدح ولقد بين الإسلام قال تعالى [ فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابغوا من فضل الله ] يعني التجارة [ وآخرون يضربون في الأرض بتغون من فضل الله ] والرسول صلى الله عليه وسلم قال لأحد أصحابه : ( نعم المال الصالح للرجل الصالح ). فهنا قيد المال بأنه صالح أي جاء من خلال طرف في طريق حلال أو واجب أو مسحب ففي هذه الحالة أنعم به وأكرم وما أحلاه وما أعظمه ولاشك أن المال يعتبر عصب الحياة وبدون المال تظل الحياة راكدة وجامدة ويظل الناس في حالة فقر وجوع وأنتم تعلمون أن الرسول عليه السلام تعوذ من الفقر والكفر وقرنهما معاً كما روى عنه ذلك : ( وكاد الفقر أن يكون كفر ). فهذا يدل على أن الأمة الإسلامية لابد أن تكون طاقات عاملة وبناءة بشرط ألا تضييع حقاً من حقوق الله مثلاً أن يبحث الإنسان عن المال في زراعته أو صناعته أو تجارته أو معلمه أو في مدرسته ولكن إذا قال المؤذن الله أكبر ينبغي على جامع المال أن يقف ويترك كل شيء في يده ويذهب للمسجد لأداء حق الله تعالى عليه ومثلاً آخر إذا حال الحول ووجبت الزكاة على عروض تجارته أو على حبوبه وثماره أو على دوابه أو ما تجب فيه الزكاة من المال فعليه أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يخرج هذه الزكاة من المال بدون تردد وشح أو بخل إذن تبين لنا أن حق الله سبحانه وتعالى والعبادة والدين مقدمة على المال فيمدح المال فيما إذا كان من طريق شرعي لاغش فيه ولا تدليس ولا ربا ولا قمار ونحو ذلك من الأعمال المحرمة وذلك فيما أخذه عن طريق بيع أو شراء أو إجارة أو كد أو تعب أو غرث أو كنز أو نحو ذلك من المباحات فإن ذلك لاغب عليه وكان بعض الصحابة يملك أموالاً طائلة كعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهما من الصحابة الأجلاء الذين كانوا يملكون بين عفان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهما من الصحابة الأجلاء الذين كانوا يملكون أموالاً طائلة ولم ينكر عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا يعرفون قيمة هذا المال ولأنهم كانوا يأخذونه بالطرق الشرعية ويصرفونه في الطرق الشرعية التي تقوي الأمة الإسلامية وتنشر راية الإسلام خفاقة في كل مكان وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المسلمون خاصة التجار منهم إلى أن تقوم الساعة . ولذلك هذا المال الذي بين يديك لا تفكر أنه مجرد مالك فقط لن تناقش عنه لن تسأل وتحاسب واعلم أنك ستوقف بين يدي الله سبحانه وتعالى ليحاسبك ويناقشك عن هذا المال من أكسبه وأين حرفته فهذا ما روي عنه صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( لا تزولا قدما ابن آدم من عند ربه يوم القيامة حتى يسال عن خمس عن فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ذا عمل فيما علم ) . والشاهد قول الرسول ( وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ) أي هل كسبه من حلال أو حرام وهل أنفقه في حلال أو حرام . والإنفاق في سبيل الله ينقسم إلى قسمين واجب ومستحب أما الواجب فهو الإنفاق على النفس وعلى الأولاد والزوجة والوالدين أيضاً دفع الزكاة المفروضة أما الإنفاق المستحب فينقسم إلى عدم أقسام منه التوسيع على النفس والأولاد بحدود منهج الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما روي عنه ( إذا توسع الله عليكم فأوسعوا على أنفسكم ) بشرط ألا يلازم هذا التوسع إسراف ولا تبذير من الإنفاق المستحب نفقة التطوع كلا نفاق في وجوه البر والخير وسائل المشاريع الخيرية التي تخدم الإسلام وهذا ما سنركز عليه هنا إن شاء الله . أما بالنسبة للتمتع بالطيبات في الدنيا عن طريق الحلال فلا مانع من ذلك فالمسلم له الحق في ذلك قال الله تعالى : [ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والوايبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ] هذا فيه دلالة على أن الإنسان إذا تمتع بحدود ما أوجب الله فلا حرج عليه وكذلك إن الله يجب أن يرى أثر نعمته على عبده فبعض التجار تجدهم يبخلون بأموالهم على أولادهم وعلى زوجاتهم ولا ينفقون إلا وهم كارهون وتجد أكثر لايملكها هؤلاء الأطفال والزوجات خاصة في حدود كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والإنفاق على النفس والأولاد يجب أن يبدأ بنفسه وبمن يعول لقوله صلى الله عليه وسلم ( أبد أيامك وأبيك وأختك وأخيك والأدنى فالأدنى ولا تنسوا الجيران وذوي الحاجة ). وقوله صلى الله عليه وسلم : (دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقية ودينار أنفقته تصدقت به ودينار أنفقته على أهلك وأعظمها أجراً دينار أنفقته على أهلك) . وخير الصدقة مكان على وجه غني أي فاض عمن تعول وهل ينفق الإنسان ماله بحيث لايبقى لأولاده شيء فلا ينبغي ذلك لأنهم قد يصبحون عالة على الغير في يوم من الأيام هناك محض الناس يسرفون في النفقة على أنفسهم وعلى أولادهم بحيث يخرجون عن الحد اللازم .
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .
د / فهد العصيمى / كلية المعلمين/ الرياض

تيسير عرفات اسماعيل
دبلومة عامة
شعبة تجارة
المجموعة 5
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهمية الانفاق فى المجتمع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أهمية الانفاق فى المجتمع
» أهمية الانفاق فى المجتمع:
» أهمية الانفاق فى المجتمع
»  أهمية الانفاق فى المجتمع
» أهمية الانفاق في المجتمع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور ياسر عبدالله :: العلوم التربوية :: أرشيف وسلة الدبلومة للأعوام السابقة-
انتقل الى: