أيها القنائيون ..... لازلتم تعبدون الأصنام والأوثان ..........

أيها القنائيون لازلتم تعبدون الأصنام

مقالي الذي لم ولن يُنشر بعد

في كل محاضرة لأستاذ في الجامعة أو في كل درس ٍ لشيخ ٍ في المسجدِ أو في كل حلقة

لإعلامي في برنامجه في الـمخلوق الذي يُدعى التلفزيون ,, نكرر ونقول إننا في عصر العلم

والتكنولوجيا والسرعات الرهيبة وإن زمن الجاهلية قد قذفناه ورائنا بأصنامه وأوثانه ولم يعد

بيننا من يعبد اللات والعزى أو يسجد لهُبَلْ وقد نسينا " وداً وسواعاً ويغوثَ ويعوقَ ونسرا "

فانتهى الشرك إلى غير رجعة .

ولكن الذي جئت به إليكم اليوم أنكم لازلتم عُبَّاداً للأوثان فلها تسجدون وتركعون ومن أجلها

تحرقون البخور وترتلون التسابيح والابتهالات في كل يوم .

أنتم لازلتم بالفعل في زمن الجاهلية الأولى حتى ولو تحدثتم بلغة الأرقام أو مشيتم على تراب القمر

أنتم حقاً عبدة أوثان وأصنام لا حصر لها ولكن ليست كأصنام الكفار – حاشا لله – وإنما

اختلفت صور الأصنام ونوعيتها وتسترت تحت ثياب الألفة وغطت وجوهها تحت قناع زائف .

حتى الآن – كالعادة في مقدمتي أبدوا غريباً – ولكن دعني أن أدعو الله أن يشرح صدري لكي تصل فكرتي لأذهانكم .

بداية ً ماذا يختلف زمانكم وزمان الجاهلية بالنسبة لأخذكم بالثأر أو بالمصري ( التار ) ؟؟

فالثأر ما هو إلا صنم وقرتموه ورفعتموه إلى مرتبة الإله المعشوق المرتجي .

فلقد أصبح أسمه ماركة مسجلة في أي حادثة تحدث أو أي خناق يشتد !!

دعونا من ذلك – فليذهب الثأريون إلى الجحيم – فنتخذ مثلاً صنمكم الآخر فلعله ذلك المعبود

الذي ينجلي له الابتهال والتسبيح العصري فتسفح في معبده الدموع وتُنشد الأناشيد وتُرتل

المزامير والأغاني والرباعيات والخماسيات والسباعيات وتؤلف المسلسلات والحلقات فكل حلقة

تشحذ الذهن وتثير انتباه وشهية المستمع والمتفرج ألا وهو كرسي عرش

" التفريق بين الولد والبنت "

فالولد مخلوق من عاج والبنت من فقر ونحس وعار !! تلك معتقداتكم !!!

دعونا من ذلك فلنركز قليلاً في صنمكم الثالث – لعلي أبلغ الأسباب – ما رأيكم في الابن الذي

يقتل أباه والموظف الذي يختلس والصانع الذي يغش والصراف الذي يزور والتاجر الذي

يخدع والمزيف الذي يزيف ,, ستقولون وتلك الصفات منتشرة في كل زمان ومكان سأبتسم

ضاحكاً قائلاً : أولن تكونوا الأفضل يوماً ؟؟

أولن تتركوا التهجد الذي تسهرون عليه طوال ليلكم تصلون من أجل التخطيط لجيرانكم القبائل

ذات الجلال والإكرام !!

دعونا أيضاً من ذلك

فلنتحدث قليلاً عن الشارع الذي شرًع لكم عاداتكم وتقاليدكم وجعل من نفسه الدكتاتور والحاكم

المطلق والطاغية المستبد الجالس على عرش السلطة ومن حوله بلاط الهاتفين والمصفقين

وحملة المباخر وعيدان ( الشوَم ) المرتفعة بأيدي تتدلل من معصمها بقايا الجلباب الأسود الذي ترتدونه وكذلك المسبحين بالحمد والمنافقين

والكذابين وقارعي الطبول ونافخي الأبواق

للتجمع على عادات الزواج عندكم أو عادات تسرب الأطفال من مدارسهم كي يلقنهم ذلك

الحاكم الرازق الذي يطعمهم من جوع ويؤمنهم من خوف ويكسوهم من عرى – يلقنهم دروساً

في الفهلوة والفتونة بعد كل درس تسبيح وتحميد في ( كُتَّاب ) صناعة صنم الذات !!

أولم تعلموا أن العبودية لله وحده لا شريك له وأن له القلب بلا منازع وذلك هو الدين القيم ؟؟

أم لم تعلموا أنكم لو جلستم إلى أنفسكم وصارحتموها في لحظة صدق وتركتم الأصنام التي

تعبدون وأغلقتم الخانات التي بها تسبحون دون أن تدروا ,, لكنتم فعلا ً خير أمة أخرجت

للناس وحققتم مراد القنائيين المحمديين الايجابيين ,, فياليتنا جميعاً ندرك أهمية رجوعنا للحق

برحلة من الشك إلى اليقين ومن الظلمات إلى النور ولنكن نحن النور الذي يضيء طرق

الرحلة !!!!