وبعدييييييييييييييييييييييييين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!

وبعدين

بعض الأحيان تكون جالس منتظر دورك في الحلاقة عند الكوافير ,, أيدك على خدك وذراعك

مسنود على فخذك ويبدو على عينيك انك مهموم أو شغلاك الدنيا ,,,

أو ربما تكون منتظر دورك في الكشف عند الدكتور وجالس بنفس الطريقة وعليك نفس الحالة

أو لربما تكون ساند ظهرك على الكرسي الإسفنج اللي اودام جنب السواق في العربية

المكروباص ومنتظر وصولك المكان المقصود أو لربما تكون واقفا في احد طوابير العيش أو

الأنابيب أو التموين الشهري أو حتى المعاشات وعلى وجهك علامات الحيرة والقلق والاكتئاب

إذ ترى بقلبك مثل عينك في تلك المواقف السابقة حيث ترى من يجلس بجوارك في الكوافير

أو حتى اللي هيكشف بعدك أو قبلك عند الدكتور أو ربما اللي واقف أمامك أو خلفك في

الطابور فتجد علامات وجهه هو أيضاً تدل على نفس حالتك التي تسيطر على وجدانك فتبدأ

أنت بكسر الحاجز الموجود بينك وبين نفسك أو بينك وبين من بجوارك فتأخذ نفساً عميقاً

ويكأنه خارج من بئر هموم وغموم وكروب كثيرة وتقول بصوت مسموع قليلا تكاد همساتك

تصل لمترين فقط : وبعديييييين ؟؟؟ فتجد ردا سريعا ممكن يجلس بجوارك فيقول

" خليها على الله " أو يقول " ولا قبلين اهوه قاعدين مستنين لا عارفين فين رايحين ولا منين

جايين وأدينا في الدنيا متخبطين " أو لربما تجد شخصا متفائلا " حبتين" ينظر إليك ورأسه

في الأرض وعينه لفوق فيقول " مسيرها تروق وتحلى" أو تكاد كلمة بعدين تصبح عنوانا

لمحاضرة أو اجتماع أو مناقشة حادة بينك وبين من بجوارك فتستغلون فرصة انتظاركم في

تلكم المناقشة الحادة في أحوال المدن والبلاد أو أحوال ما دارت به شئون العباد وتجد نفسك

تدخل في دوامة ليس لها نهاية إلى أن ينتهي هذا الاجتماع المفاجئ بمجيء دورك أو دوره في

الكشف أو الحلاقة أو الطابور " حسب اللي دخل الأول " كل ذلك بسبب كلمة وبعدين !!!

أيها القارئ المتمحص المتفحص في كلامي يبدو عليك الدهشة والاستغراب ولكن دعني أيقظ

عملاقك الذي يجول داخلك ويهز وجدانك وأقول لك لا تتعجب فقد قالها بعض رجال الدين من

أمثال الشيخ يعقوب فقد قال في إحدى حلقاته إذ يفاجئني شخصيا بكلمة " وبعدين؟ "

والغريب أنني أمامك اكتب ذلك المقال بنفس الكلمة بل والأغرب أن جوابها يخشى أن يخرج

من فمي لأنني لا أجد عجباً في قولنا جميعا " وبعدين " لأنك – سيدي المندهش – إذا

استأصلت تلك الكلمة العامية من اللغة الأم ستجدها تعني " وماذا بعد حالنا؟ " إذاً هي كلمة

تستحق وقفة مع النفس ... اقصد موقفك من نفسك من أسرتك من مجتمع من بلدك كلها ,,

ها آنت اليوم هنا فهل تعلم أين ستذهب غدا وماذا تريد في حياتك وما أهدافك وهل حققت مرادك؟

هذا ما اقصده – ورب محمد – حتى لا يختلط عليك الأمر فتظن أن مس عقلي جنوناً أو يكاد .


لأنك إذا تفحصت جيدا هذا السؤال ستجد انك بالفعل في حاجة إلى أن ترتب أوراقك

وان تعيد هيمنة أفكارك في كل جوانب حياتك ...


أقوم اكشف أنا بقا ؟؟