البراءة الناضجة

البراءة الناضجة

عندما كنّا صغاراً كانت البراءة مرسومة على وجوهنا .. تنطق بها ملامحنا ..

وتتحدث بها كلماتنا ..


كبرنا يوماً بعد يوم ، وشهراً بعد شهر ، وعاماً بعد عام ..

غرقنا فى متاهات الحياة ، وعشنا مشاكلها وصعوباتها ..حتى أصبحت البراءة

مجرد ذكرى جميلة نراها فى صورةٍ ، أو حتى فى كلمةٍ كنّا نرددها ونحن صغار .

طغت حياتنا على براءتنا ، وبسماتنا ، وضحكاتنا ..


نضجت براءتنا .. وكبٌرت عقولنا .. واختلف تفكيرنا تجاه الأشياء ، لكن

بقى الاحساس كما هو .. طفولى برىء .. عالى مرهف ..

حتى وإن ظننا أننا لم نعد كما كنّا ، فكل شىء جميل باق ٍ بداخلنا . حتى الأمل

مغموس فى كل كلماتنا ومشاعرنا .

لا أكذبكم القول فأنا حتى الآن ورغم هموم الحياة ، إلا أننى أشعر بأننى مازلت

الطفلة البريئة ذات الضفائر الطويلة التى كانت بالأمس تلعب بالشارع..


وكأن شيئاً لم يتغير ....

أتجاهل كل معوقات الحياة التى تدعونى للتشاؤم ، وتجبرنى على العيش كما تريد

الحياة وليست كما تريد نفسى ، وكما يريد الله ...


وهذا ما يجب أن يفعله كل إنسان ..

التجاهل ... نعم التجاهل ..

تجاهل الحزن وإحساس الهم ..

تجاهل الفقر وإحساس الفشل ...

تجاهل القهر وإحساس الإستبداد ..

تجاهل أى شىء لا يجعلنا نستمتع بحياتنا التى وهبنا الله إيّاها ، والإستعداد لحياتنا

الباقية المخلدة ...

فمرحباً بتجاهل يجعلنا نعى معنى حياتنا ..

*******************************

( بنت النيل R.M.K )

ليس الموضوع هو الرائع ، الأروع تواجدكما وردودكما

( فاطمة_ تسنيم) ..

بارك الله فيكما ...