وكما يقولون المعني في بطن الشاعر ولسنا كلنا شعراء لكن في بطوننا معاني كثيرة مختلفة ومتشعبة
أصبحنا نأخذ وقتا لا بأس به في الوصول لقصد فلان.
والكلمة قديما كانت تحمل معني واحدا واضحا للجميع أصبحت الآن تحمل معاني كثيرة ومبهمة أيضا للجميع.
زادت مساحات التعبير عن الرأي وزادت المفردات والمصطلحات ورغم ذلك فقد الرأي قوته ومصداقيته وصار له طعم المياه المثلجة....المياه عموما ليس لها أي طعم لكنها تروي عطشنا جميعا...غير أن كلام أكثرنا لا يروي عطش احد
أصبحنا نتكلم أكثر ونفهم اقل
نكذب ونتجمل أكثر مما نصدق الآخرين القول..ربما لا نصدقهم أبدا.
صار الوضوح عيبا يجتهد الآخرون في إصلاحه بإحاطة قليل من الغموض حولهم.
البعض يكره أن يكون كتابا مفتوحا يقلب الجميع صفحاته هكذا دون اكتراث أو اهتمام..يريد لنفسه بعض الأوراق المطوية.....الأمر أشبه عنده ببيت مفتوحة جميع نوافذه ومن بالخارج يمر ويطل عليه من هذه النوافذ دون إذن
البعض يغلق الكتاب بقفل حديدي تاركا الآخرين يجتهدون في معرفة محتوي الكتاب من عنوانه فقط ولا سبيل آخر لديهم.
البعض يترك الكتاب مفتوحا دون أوراق مطوية أو أقفال حديدية لكن يحتفظ لنفسه ببعض المعاني والأسرار وسط السطور وبينها.
لم يعد كما كان من قبل"تكلم حتى أراك
الكلام أصبح مشوشا وأصبحت هناك فئة من الناس بارعون في الكلام وترك انطباعات أولي وأخيرة جيدة...فئة من الناس يجيدون التمثيل بجميع فنونه...ولا سبيل لمعرفة حقيقتهم سوي المحن والشدائد التي تظهر معادن الناس...
لا ادري ربما عاد السفسطائيون مرة أخري والسفسطائي لمن لا يعرف شخص يستطيع أن يقنعك بالشيء وضده في نفس الوقت ....لكن من يمتلك عقلا راجحا لا يصدقهم
اتسائل أين ذهبت عقولنا...
أرجوك لا تتكلم كثيرا فكلامك يشويش علي عقلي وعيني...دعني أراك من أفعالك والتزم الصمت قدر الإمكان حتى لا يصيبني التشويش ..ولا تتكلم إلا إذا كنت صادقا.
"اصمت حتى أراك"
منقول