اطاع هواه حتـــــــــــــــــــــــــــــي اضاع هداه

هـــــــــــــــــــــــــــــــــوى النـــــــــــــــــــــــــــفس

فلتعلم أن النفس مهما صعدت في مرقاة التزكية، وأشربت من نعيم محبة الله، وتغلبت عليها

مشاعر تعظيمه وخشيته، فإن خطر انحدارها إلى ما كانت عليه من الركون إلى أهوائها

والبحث عن خظوظها، يظل قائماً.

إذ النفس البشرية تظل نفساً بشرية فيما جبلت عليه من الطبائع والرغائب، ليظل معنى التكليف

سارياً في كيانها، ولتبقى مؤهلات الثواب والعقاب مصاحبة لها في كل أحوالها.

وإلاّ لتحولت عن طريق التزكية وأسبابها عن بشريتها، واندمجت في صنف الملائكة الذين لا

يعرفون للفجور معنى ولا يحفزهم إلى الانحراف عن الالتزام بعبادة الله والنهوض بأوامره أي

حافز غريزي مما يشعر به الإنسان، ولما استحقوا حينئذ أي مثوبة على طاعة، ولما داخل

أفئدتهم شيء من مشاعر الخشية ولما استبدّ بها شيء من مشاعر الحنين مع الخوف من سوء

المصير.

فلا يقولن قائل عن نفسه أو عن شيخه إن نفسه نالت حظها من التزكية وتحولت من عهدها

السابق إذ كانت أمارة بالسوء إلى شأنها الجديد راضية مطهرة مطمئنة. فإن نوافذ الشيطان إلى

النفس، أياً كانت، تظل مفتحة، ولن يتحول عن شأنه الذي أمكنه الله منه، إذ يظل يجري من ابن

آدم مجرى الدم، ما دامت له أنفاس في حياته الدنيا تجوب وراء صدره.

فليحمد الله من رأى أن الله وفقه فأعتق نفسه من أسر أهوائها، وليرح نفسه عندئذ من تلمس ما

تستثقله وتعافه ليختار التوجه إليه

وقد كان من شأن العارفين والصديقين من عباد الله تعالى، أنهم كلما ازدادوا سيراً في مدارج

الصعود والقرب من الله، ازدادوا خوفاً من التحويل. فاللهم إنا نسألك أن تكرمنا بنعمة الاستقامة

على هديك وأن تجنبنا آفة الانحراف والتحويل، بمنّك وفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين

من كتاب الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

الحكم العطائية - ج4

مما راق لي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اللهم إنا نسألك أن تكرمنا بنعمة الاستقامة على هديك ...
وأن تجنبنا آفة الانحراف والتحويل، بمنّك وفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين
*************
بارك الله فيك أ/أشــــــــرف

بورك فيكِ استاذه دعاء اشكر مروركم العطر

وجزاكم الله خيرا

الحكم العطائية من عشقي ليها طبعت كتاب الدكتور البوطي كله

لانه مش موجود في قنا

بجد رااائع استاذ اشرف ربي يبارك فيك

اكثر من رااااائع

الرائع مرورك الكريم اخي الحبيب طه

ربنا يكفينا ويكفيكم شر هوى النفس

الأماره بالسوء

جزاك الله خيراً ياأبوشريف

اللهم امين

جزاك الله خيرا استاذ خالد