قال تعالى :
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم
ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون،
وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن"
(النور 30-31).
خطاب رباني من الله عز وجل لفئة من الناس وليست أي فئة ,
إنها فئة المؤمنين به والمقربين منه
فلم يقل يا أيها الناس ولا يا أيها المسلمون
بل اختص النداء بالمؤمنين ليبين إذا كان هَذا الخطاب
لمن آمن واتقى وتيقن ووصل إلى منزلة عالية
من الحب لله ولدينه ولرسوله ,
فما بالنا بمن هم دونه من الإيمان .
أمرنا الله عز وجل بغض البصر لأنه مفتاح
لكل الشرور والآثام والمعاصي
فجميعنا يعرف مدى تأثير العين والنظرة في القلوب والنفوس
ولذَلَك امرنا الله نساء ورجالا بغض البصر
وأتبع النداء سبحانه وتعالى بعد غض البصر
إلى حفظ الفروج لأن العين تمهد للشهوات
والشهوات مسارها الطبيعي الفرج كي تفرغ شحنتها
من خلاله سواء كان حلالا أم حراما
فغض البصر أول درجات التحصين والحفاظ على الإيمان
والنفس والطهر والنقاء
فالنظرة سهم من سهام إبليس
والنظرة الأولى لك أما الثانية فعليك
وقال تعالى أيضا :
(وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ)
أَيْ عَفِيفَات لَا يَنْظُرْنَ إِلَى غَيْر أَزْوَاجِهِنَّ كَما قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا
فالعفة هنا تكون في الجنة من الحور العين
هدية من الله سبحانه وتعالى إلى عباده المؤمنين
ومعنى أن الله خص الحور العين بتلك الصفة
فهذا دليل على تميزهن وعفتهن فكانوا نعم الجائزة
ولا تقتصر العفة على الحور العين في الدار الآخرة فقط
بل في الدنيا أيضا تتضح معاني العفة والطهر
عندما تغض الزوجة طرفها على زوجها فقط
فلا تتطلع إلى رجل غيره ولا تنظر إلى سواه
ولا تتمنى غيره
فالخيانة ليست بالجسد فقط إنما هي بالتفكير والنظر والتمني
سواء كان النظر إلى رجل في الحياة أو على الشاشة
في المسلسلات والأفلام أو على الشات والنت
ومن لم تتزوج تعف نفسها ونظرها عن الحرام والنظر إلى الرجال
لأنها تطيع الأمر الرباني لتؤجر عليه بالجنة إن شاء الله