" ازدواجــيــــة الـشـخـصـيـــــة "

هناك العديد من الاضطرابات النفسية التى تؤثر سلباً على الوظائف السلوكية أو الانفعالية أو العقلية مما يجعلنا نطلق عليها المرض النفسى أو الاضطرابات النفسية ، واحدة من هذه الاضطرابات النفسية هى ( ازدواج الشخصية ) والتى هى حالة مرضية نفسية تؤثر فى سلوك وشخصية الفرد .
إن ازدواج الشخصية ليس وهماً وإنما اضطراب نفسى حقيقى وهو مفهوم نفسى وليس اجتماعى يملك المصاب به شخصيتين لكل واحدة أسلوبها الخاص بها فى الادراك والتفكير والتاريخ الشخصى والعلاقة بالآخرين .
يمثل الانسجام بين الأفكار والأفعال لدى الأشخاص أحد أهم جوانب الصدق والالتزام القيمي. فالإنسان الذي يتبنى فكرة، ويبشر بها، ويدعو إليها، سيكون منسجماً مع ذاته، وصادقاً مع نفسه، متى انعكست على واقعه الفعلي، وعلى النقيض من ذلك، من يتحدث عن فكرة، ويدعو إليها، ولكنه لا يطبقها ولا يعمل بها، فمثل هذا الأخير يعيش ازدواجية في شخصيته، وتباينا بين فكره وسلوكه، وسينعكس ذلك بطبيعة الحال على نظرة الناس إليه حيث يفقدون الثقة في أفكاره، فلو كانت تلك الأفكار تستحق الاحترام لالتزم بها صاحبها أولاً، وعلى الرغم من ذلك أن الناس سيفقدون الثقة بشخصيته، لأنهم سيعتبرونه غير ملتزم وغير صادق.
يحدث الانتقال من شخصية لأخرى عند وجود ضغط نفسى اجتماعى شديد ويتم الانتقال فجأة خلال ثواني إلى دقائق ، وقد تناقض كل شخصية الأخرى تماماً.
والسؤال هنا، ما أسباب بروز الازدواجية بين القول والفعل لدى بعض الأفراد؟
يبدو أن ذلك عائد لأحد سببين:
السبب الأول: عدم الاقتناع الحقيقي بالفكرة
إن الشخص الذي يتظاهر بإيمانه بفكرة ما، لكنه في حقيقة الأمر قد لا يكون كذلك في أعماق نفسه، فإن سلوكه المغاير لفكرته سيكون فاضحاً له، وهذا ما يعبر عنه الإسلام بالنفاق .
السبب الثاني: ضعف الإرادة في الالتزام
قد يكون الشخص مقتنعاً بفكرة ما ويدعو لها، لكن عند التطبيق قد يواجه الصعوبة، أو تضغط عليه الأهواء والشهوات فتخونه إرادته، ولا يلتزم بما يؤمن به.

هناك حالات لتعدد الشخصية عند الإنسان وهى :-
• يظهر ويتحدد بشخصيتين تظهر على سلوك الفرد الواحد .
• يظهر بأكثر من شخصيتين كلاً منها منفصلة عن الأخرى ولها استقلاليتها
وهذه الشخصيات تظهر بالتتابع والتعاقب لدى الفرد المصاب ، وقد تكون الشخصيتين متناقضتين حتى فى الأفعال ويصل بهم الأمر إلى تقمص شخصيات أخرى وتقليد تصرفاتها وقد تصل خطورة هذا المرض إلى ارتكاب هؤلاء الأشخاص جرائم لا شعورياً دون إرادتهم وقد مرت بعض العائلات بذلك .
ويعانى بعض المصابين بمرض انفصام الشخصية من مشاكل نفسية قد تؤثر سلباً على حياتهم الاجتماعية .
ولا يؤثر هذا المرض على المصابين فقط بل يمتد أيضاً إلى عائلاتهم حيث أصبح مرض أبنائهم يرهق كاهلهم بسبب المشاكل التى تنتج عنه .
وينظر الأشخاص المحيطين بالمصاب بالمرض نظرة سلبية نظراً لقلة الوعى بهذا المرض ، ويؤدى هذا المرض إلى صعوبة الإحساس والتمييز بين ما هو واقعى وغير واقعى
ولذلك فإن هؤلاء المصابين يبدأون فى الانسحاب والعزلة عندما يصابون بهذا المرض ، ويعتبر التغير فى الشخصية هو مفتاح التعرف على مريض ازدواج الشخصية ففى البداية تكون التغيرات بسيطة وغير ملاحظة وبعد ذلك تبدأ الأسرة والمحيطين به فى ملاحظة هذه التغيرات وتصل للمريض أحاسيس غير حقيقية
كأن يسمع أصواتاً لا يسمعها الآخرون ، ويعيش المريض مع صراع دائم مع الذات ويؤدى هذا إلى القلق النفسى والتوتر العصبى وقد يتفاقم الأمر ويؤدى إلى مرض الوسواس القهرى والاكتئاب النفسى . وازدواج الشخصية وسيلة يعتدى بها الفرد على نفسه لا شعورياً عندما يسجن شخصيته الأولى ويمنعها من الاستمتاع بالحياة ويعتبرها وسيلة هروبية ،والأعراض الهستيرية لازدواج الشخصية تستعمل كوسيلة لعزله عن العالم الحقيقى كما أنها تجعل ردود أفعال المريض لا تتلائم نسبياً مع ردود الأخرين ممن حوله وهذا يؤثر على تكوين شخصيته .
إعـــداد/
هـــاله صــالح بــلال صــالح
دبـلـومه خاصة
قسم منـاهـج وطـرق تدريـس