تطوير الذات

       تطوير الذات يقصد منه استخدام الشخص لقدراته ومهاراته لتحقيق أهدافه والوصول إلى ما يريده، يبدأ تطوير الذات من خلال التفكير فى الأفكار والأهداف التى يريد الشخص تنفيذها، ووضع خطة معينة ووقت محدد للوصول إليها، فوضع تلك الخطة يحتاج إلى إبداع ويظهر قدرة الشخص الذهنية، بالإضافة إلى الإرادة القوية التى تحفز الشخص على الوصول إلى أهدافه، فالإرادة هى المحرك الأساسي للإنسان والدافع القوي الذي يجعله يجتهد ويصارع الوقت لتحقيق حلمه، لتحقيق حلمك يجب التعامل بمشاعر إيجابية وروح معنوية عالية، والعمل على استغلال قدراتك وتطوير مهاراتك .

           لكي يطور الشخص نفسه يجب أن يمر بمجموعة مراحل، أول تلك المراحل فى عملية تطوير الذات وأهمها معرفة نفسك من خلال تذكر كل النشاطات التي كنت تقوم بها منذ طفولتك سواء لعبة معينة أو عمل تطوعي يمكن من خلالها الوصول إلى الموهبة التى تتميز بها، وبعد معرفة قدراتك ابدأ في تحديد الأهداف التي تريد تحقيقها، وأبدأ في وضع خطة واضحة ورتب خطواتك وحدد وقت معين لتنفيذها، بعد ذلك ابدأ في تقييم نفسك وتحديد نقاط القوة والضعف الموجودة بك والفرص التى قمت بإقتناصها لتحقيق هدفك والفرص الضائعة .

           بعد قيام الشخص بتحديد نقاط القوة والضعف الموجودة به، تبدأ عملية تطوير الذات من خلال تدعيم نقاط القوة والتركيز عليها والتخلص من نقاط الضعف، وتعد معرفة نقاط الضعف والإعتراف بها خطوة هامة في سبيل التخلص منها، ومن الضرورى استغلال الوقت وبذل مجهود كبير لتحويل نقاط الضعف إلي مراكز قوة وجعلها دافع قوى للإستمرار ومواصلة العمل لحين تحقيق الهدف، بالإضافة إلي بعض الصفات التى يجب توافرها مثل الإلتزام ففى بعض الأحيان قد يفشل الشخص فى عمله نتيجة عدم إلتزامه سواء بمواعيد العمل أو القيام بالمهام الموكلة إليه فى وقتها علي الرغم من أنه يمتلك القدرات والمهارات التى تجعله قادر علي تحققها ولكن عدم انضباطه فى العمل ينتهى به إلي الفشل، ويجب أن يكون الشخص مرن فى تفكيره، قادر علي استيعاب أراء وأفكار الآخرين والإستفادة منها، وكذلك تغيير الخطط التى قام بوضعها فى حالة وجود عقبات أمام تحققها، ومن الضرورى أن يتحلي الشخص بالصبر والدوام علي العمل من أجل الوصول إلي هدفه، فبعض الأشخاص يتركون أحلامهم وأهدافهم بسبب اليأس علي الرغم من قربهم من النجاح، فالشخص الصبور يتقن عمله جدا ويدرك جيدا أنه سيقابل عقبات ومشاكل كثيرة ويجب عليه الصمود أمامها للوصول إلي هدفه، كما يعتبر الملل من الصفات السلبية التى لا يجب أن تتملك الشخص لأنها تقتل الحماس وتقلل من عزيمته .

           يلعب الأهل دور هام وبارز فى مساعدة الشخص علي تحقيق أهدافه والوصول إلي ما يتمناه، من خلال التشجيع والتدعيم فالإنسان يحتاج دائما إلي أشخاص يقفون بجانبه خصوصا فى الأزمات وفى المواقف الصعبة التى يتعرض لها فى الحياة، ولكن فى بعض الأوقات يقوم الأهل ببعض التصرفات الخاطئة التى تفقد الشخص الثقة فى نفسه وتجعله غير قادر علي تحقيق هدفه، مثل إستخدام عبارات أنت فاشل, أنت كسلان، أنت غبى، وبالتالى يجب أن يشعر الشخص بالإحباط والفشل قبل أن يبدأ .

كما أن للأصدقاء دور فى التأثير علي الشخص، فالإنسان بطبيعته يحب التقليد، وبعض الأشخاص يقوموا بتقليد الآخرين حتي فى الصفات السلبية مثل التدخين والهروب من المدرسة وتعاطى المخدرات، لذلك يجب إختيار الأصدقاء بدقة، والتقرب من الأشخاص الذين يتمتعون بصفات إيجابية، بالإضافة إلي الدور الذى تلعبه وسائل الإعلام فى نقل السلوكيات سواء كانت إيجابية أو سلبية، وبالتالى يجب توعية الأشخاص بضرورة إكتساب الصفات الإيجابية فقط، أما العامل الأهم والأكثر تأثيرا فى عملية تطوير الذات هو الشخص نفسه، هو من يستطيع تحديد هدفه ووضع الخطة التى يراها مناسبة لقدراته .