العلماء كلهم يجمعون على أن العالم يواجه خطرا داهما خلال العقود القادمة ويقولون إن اختلالا هائلا في النظام المناخي ستترتب عنه اضطرابات قصوى في الأحوال الجوية مما سيؤدي لكارثة فظيعة تشمل فيضانات جارفة وموجات حر مميتة وسنوات جفاف طويلة.فالاستغلال الجائر وغير المدروس لمصادر الطاقة المستخرجة من باطن الأرض مثل الفحم والنفط، والاجتثاث المكثف للغطاء النباتي جراء تسارع حركة العمران حول العالم، أديا إلى ارتفاع خطير في نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الهواء مما يرفع درجة حرارة الغلاف الجوي يوما بعد يوم ويقربنا أكثر فأكثر من حدود الكارثة.وهناك العديد من التغيرات التي يشهدها كوكب الأرض تحضر لهذه الكارثة مثل ذوبان الأنهار والجبال الجليدية, وابتعاد بعض أنواع الحيوانات عن مواطنها الأصلية باتجاه المناطق القطبية وتفاقم العواصف القوية وفترات الجفاف الطويلة ، واللافت أن عدد الأعاصير من الدرجة الرابعة والخامسة تضاعف خلال الأعوام الـ30 الماضية. وظهر 30 نوعا من الأمراض الجديدة مثل فيروس غرب النيل وإنفلونزا الطيور.وأدى الجفاف الطويل على الخط الأفقي الرابط بين دارفور (غربي السودان) والنيجر إلى جفاف العديد من البحيرات مثل بحيرة تشاد، مقابل أمطار قوية نتجت عنها فيضانات مهولة في سويسرا والهند والصين والولايات المتحدة.ويحذر العلماء من أن استمرار تزايد حرارة الغلاف الجوي سيرفع عدد الوفيات إلى 300 ألف شخص سنويا. وسيؤدي ذوبان الثلوج بجزيرة غرينلاند إلى رفع مستوى مياه المحيط الأطلسي أكثر من سبعة أمتار، وسيغرق بالكامل جزيرة مانهاتن وولاية فلوريدا الأميركيتين وشنغهاي بالصين وكلكتا بالهند ودولة بنغلاديش. وبسبب الحر سينقرض أكثر من ألف نوع من الحيوانات بحلول عام 2050.لكن هل يمكن وقف مثل هذه الكوارث؟ الجواب -حسبما يؤكد الخبراء- هو نعم, بالتأكيد! فهم يرون أن وقف هذه الكوارث قبل زحفها هو مسألة أخلاقية تتحق بإرادة سياسية. وتتم بواسطة تغيير أسلوب التعامل مع محيطنا البيئي، والبدء بتطبيق اتفاقيات المناخ مثل بروتوكول كيوتو وغيره لضمان أمن مستقبل أبنائنا وأبناء الأجيال القادمة.