منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور ياسر عبدالله

إسلامـــــــي - تربـــــــــوي - تعليـــــــمي - إجتماعــــــي- تكنولوجـــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبحث عنها ! (قصة قصيرة)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبوطاهر2010
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 27/08/2010

أبحث عنها ! (قصة قصيرة) Empty
مُساهمةموضوع: أبحث عنها ! (قصة قصيرة)   أبحث عنها ! (قصة قصيرة) Icon_minitimeالسبت 28 أغسطس 2010 - 21:36

[ أبْحَثُ عَنْها .. !!]

" بصوا يا عيال ! أهي هناك .. أنا شفتها .. هناك بعد المراجيح شايفينها ؟! قُدَّام بتاع العصير

.. جنب بيَّاع اللعب هناك .. أنا هروح أجيبها .. هتيجوا معايا ولا لأ ؟ لو رُحت لوحدي

هاخدها لوحدي. طيب .. خد بالك من "العجلة" يا [ سعيد ]، وانت يا [ باسم ] امسك

"الجزمة الجديدة" أحسن تتوسخ مني .. خدي بالك من "شنطي" يا [ هناء ]، وانت يا

[ هاني ] راقب الطريق كويس أوى، لو لمحت أبويا من بعيد .. نادي عليَّ بسرعة .. إياك

تسرح يا [ هاني ] .. أبويا هيموتني لو عرف إني رحت أدور عليها"

وفي خفة الغزال انطلق [ وحيد ] - ذو الأعوام الست – نحوها حافي القدمين .. لم يعبأ

بالأرض الملتهبة تحت قدميه .. ولم تعق حركته لدغات الحصى أسفل كعبيه .. وكانت خطواته

تقرع الأرض قرعاً قوياً .. وضربات قدميه في البقعة الموحلة تتطاير من حولها ذرات الطين

لتتشبث بثيابه .. وهو يمزق بقفزاته قيود الحركة الصعبة .. محاولاً أن يتحرر من أغلال

القذارة الآسنة تحت قدميه.

لا تكاد عيناه تفارقها لحظة .. ولا يلتفت إلى شيء سواها .. فصورتها لم تفارق ناظريه .. كما

أنها يوماً لما تفارق تفكيره وأحلامه.

وبينما هو يجري نحوها مسرعاً .. أخذت تسابقه صور الماضي الأليم الموجه نحوها .. تريد

أن تنتزعها منه .. وهو يضرب الهواء بيديه بكل قوة .. يندفع بجسمه النحيل نحوها .. يحاول

أن يتحرر من قبضة الجاذبية .. يُريد أن ينتصر ع ناموس الزمان والمكان.

يطارده شبح العجز والحرمان مسرعاً .. وتأخذُ بتلابيبه أثقال البؤس والشقاء .. وتُلهِبُه سياط

الوحدة .. لكن تنهض به أمنياته .. وتجتذبه متعة الوصول إليها اجتذاباً .. ويستحثه ظمأ

الوَحْدَة.

ها هو وحده – دون بقيّة الأطفال – قرر أن يطير نحوها .. وأن يتكبد كل عناء للوصول إليها

.. يُكَابد مرارة الألم في قدميه .. وتكاد أنفاسه تنقطع ليصل إليها .. والأطفال حوله ينظرون

إليه – غير عابئين – تارة بعين الاستغراب والدهشة التي تعوق حركته .. وتارة بعين

الازدراء والاستهزاء ت تملأ قلبه انكساراً وإحساساً بالمهانة والذل .. فتدفعه إلى حمل جبال من

الكره والحنق والسخط، ورغبة عارمة في الانتقام والتشفي.

وآخرين – قلائل – ينظرون إليه بعين الشفقة والعطف التي تبُثُّ فيه حماسة قوية للوصول إليها

.. وتدفعه دفعاً نحوها .. بعيداً عن أوحال اليأس .. وقيود الحزن .. وأصفاد البؤس والحرمان.

وهو لا زال يعدو نحوها .. لا يُحوِّل بصره عنها .. وكلما اقترب منها خطوة .. كلما اقترب

منها خطوة، كلما ازداد سرعة ..

تصرخ فيه كل ذرة من كيانه أن تقدم .. وتطير به نبضات قلبه المتسارعة تستحثه قائلة: " هي

لك وحدك"

وتهرول به خيل أنفاسه المنقطعة أن لا تهتم لانقطاعنا فما خُلِقنا إلا لنصل بك إلى هناك..

وتشتعل به حرارة الدماء التي تغلي في عروقه فتزداد سرعته .. ويزداد اقترابه

أروع ما في الأمر أنه كلما اقترب منها .. كلما ازدادت جمالاً ووضوحاً .. إنها الآن أكبر

حجماً، وأحلى منظراً، أكبر بكثيرٍ مما كان يتوقعها .. وأجمل مراتٍ ومرَّاتٍ عما كان يراها من

بعيد.

ولم يتبقَّ الآن إلا أن يمسكها بيديه .. ويحتويها بين ذراعيه، لتصبح له وحده، ويستأثر بها دون

بقية الأطفال.

قفزة أخيرة .. وتكون مِلكهُ، ولكن قبل خط النهاية، وقبل أن يمُدَّ يده نحوها .. تعثرت قدماه في

حجر صلب .. ليهوي على الأرض

وترتطم رأسه بالسطح الرخامي الأملس ليفيق من نومه مذعوراً على بشاعة الواقع المؤلم ويفتح

عينيه على " أكياس المناديل" المتناثرة حوله، وتكاد تُصِمُّ أُذُنه صرخات أبيه ولعناته المُنصبَّة،

" قوم يا بن الــ... نايم وسايب البضاعة والناس نزلت من المترو وطلعوا من النفق؟!"

رفع رأسه وهو ف أشد حالات الرعب والفزع ينتفض جسده الضئيل كعصفور سقط في بئر ماءٍ

في ليلةٍ شاتيه، يكاد الألم يُفتِّتُ عظامه من شدة الضربة التي تلقاها من والده، وأيقظته من حُلمه،


وفي لمح البصر كانت يده المرتعدة تحول أن تلتقط كل " كيس مناديل" وتُعيد ترتيبه مرة أخرى

على "القفص المقلوب"

أراد أن يُبرر لأبيه سبب نومه، أو أن يعتذر عما حدث، لكن التراب الذي ملأ فاه، أخرس

براءته، وحبس أنفاسه، فنكَّس رأسه المُغبرَّة في ذلَّةٍ وخضوع، وهو يتابع شبح والده عائداً إلى

صندوق الورنيش الذي يجلس به على الجانب المقابل، وقد تلفَّعَ كُل شيءٍ فيه بالسواد، ذلك اللون

الذي لم يعرف في حياته لوناً سواه.

أسند ظهره على الحائط .. حاول أن يعتدل لكن الألم يكاد يطحن عظامه الصغيرة .. كانت

أقصى أمنياته في هذه الأثناء وهو يختلس النظر إلى أبيه، أن يُسقِط من عينيه دمعة تغلي تحت

جفونه، لكنه يعلم تماماً أنه محروم من كل شيء حتى من إهراق الدمع، فلا يمكنه التأوه، ولا

يجرؤ على البكاء وإلا فهو "عيِّل مِدلَّع .. وخايب .. وعمره ما هيبقى راجل .. لأن الراجل

ميعيطش"

كانت هذه هي أولى قواعد السجَّان التي فرضها عليه في حصار الحرمان الذي لا ينقطع. كان

تدفعه الغريزة الطبيعية أحياناً كثيرة إلى اشتهاء حضن أمه الدافئ، يُريد أن يرتمي بين ذراعيها،

ويصرخ بكل قوة معترضاً على ظلم الحياة الواقع على كاهله، ولكنه كان دوماً ما يصطدم

بالقاعدة الثانية حين يجرؤ على ذكر اسمها، أو يطلب رؤيتها " إياك تجيب سيرتها تاني على

لسانك .. أنا قلت لك إنها غارت في داهية ومش راجعة تاني"حبس أنفاسه .. وتحشرجت

غصص الألم في حنجرته .. ورفع رأسه ناحية المحطة ، يرتقب في يقظة - هذه المرة -

وصول القطار التالي.

وأدرك [ وحيد ] أنه كان يحلُم، وأنه لم يكن هناك [سعيد] ولا [باسم]، ولا [هناء]، ولا

[هاني]، فهو لم يعرف في حياته القصيرة البائسة معنى الصداقة، ولا مشاركة الأطفال اللعب

وأنه لم تكن هناك "عجلة" غير تلك التي اعتاد أن يراها مع الأطفال يلعبون بها على جانب

الطريق، وأنه لن يملكها أبداً، ولا يجب أن يعرف في حياته غير "عجلة" الحياة التي تطحن

بكلكلها كل شيء جميل يحلم به ويتمناه، وتدور به يومياً من قُبيل الشروق وحتى ينقطع أصوات

قرع نعال الناس على الأرض خارجة من المحطة ، ولا يبقى إلا أصوات الكلاب تعوي في

ظلام الليل، وصرصرة الحشرات في كل مكان، وحينها فقط يمكنه أن يستريح لأن "الزباين

خلصت، والمحطة قفلت، ولازم تنام عشان تصحى بدري للشغل"

وأدرك أنه لم يعُد يملك " جزمة جديدة" لا لأنه استيقظ من حلمه قبل أن يأخذها من [باسم]،

ولكن لأنه لم يمتلك يوماً في حياته "جزمة" ولم يكن يعرفها ولا يراها إلا في أقدام الأطفال حين

يتزحلقون بها فرحين على الأرضية الرخام في المحطة، أو يقفزون بها على الأرض لتُصدِر

أصواتاً موسيقية عجيبة مع كل خطوة تخطوها

وأيقن [ وحيد ] أنه ليست هناك "شنطة" تنتظره بها [هناء]، لا لأنها هربت بها أو استولت

عليها، ولكن لأنه لا يعرف أصلا كيف يقرأ أو يكتب، ولا يذهب إلى مدرسة من الأساس

وعرف [ وحيد ] أنه لم يكن في حُلمه من الواقع شيء إلا حقيقتان: الأولى: هي شبح " أبيه"

الذي كان عليه أن يتنبه له قبل أن ينام، لأنه لم يكن هناك ثمت [ هاني ] يراقب له الطريق

وأما الحقيقة الثانية: فكانت نظرات الأطفال له أثناء جريه نحو ما كان يحلم به ويبحث عنه، فقد

كانوا أولئك الأطفال في مثل سنه يراهم كل لحظة خارجين من المحطة مع آبائهم، وعندما تلتقي

عيناه بأعينهم فبعضهم ينظر إليه باستغراب ودهشة " كيف يجلس هكذا طوال الوقت دون لعب،

ولماذا يحمل كُل هذا الكم من الهموم التي لعلها أكثر من أيام عمره لو قُسِّمَت عليه؟

والبعض الآخر .. ينظرون إليه بازدراء، يحتقرون شكله، ويمتهنون هيئته القذرة، وثيابه

المهترئة، وقدمه العارية، فهو في أعينهم " ولد وسخ ومش بيحافظ على هدومه، وبيلعب في

التراب، ومش بيسمع كلام ماما"

وهم لم - ولن - يُدركوا أبداً أنه لم يكن لديه "هدوم" غير تلك التي يرتديها، كما أنه خرج إلى

هذا العالم ولم يملك يوماً "ماما" لتأمره فيسمع لها ويطيع.

وأما الذين ينظرون إليه بعين الشفقة والرحمة، فهو يكاد يعدهم على أصابعه - إلا أنه لم يكن

يعرف العد - يمرُّون عليه، ينظرون إليه في عطف، ثم يلقون إليه ما تبقى معهم من

"سندوتشات" و "حلوى" بعد المدرسة، لأنهم عرفوا من آبائهم وأمهاتهم أنه "ولد غلبان وفقير

ومش لاقي ياكل"

لكنهم - جميعاً - لم يُدركوا أن [ وحيد ] لم يكن يجد الطعام والشراب فقط، لكنه أيضاً لم يكن

يملك لُعبة، ولا حذاء، ولا حقيبة، ولا حتى ماما.

كما أنهم لم يعرفوا أن هذه الأشياء جميعاً لم تكن هي التي كان يبحث عنها في حلمه، وأن أحداً

في هذا العالم لن يعرف أن الشيء الذي كان يُهرول نحوه، وتخلى من أجله عن "الشنطة" و

"الجزمة" و "العجلة" .. وتكبد من أجل الوصول إليه كل أنواع الألم .. وخاض الوحل ..

وحارب الحاضر وطارده شبح الماضي والمستقبل.. كل هذا حتى يضع يده عليها .. حينما رأى

من بعيد - في منامه - الصورة التي تخيَّلها لـ"طفولته الضائعة".

تمت،،،

الجمعة 30/4/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالفتاح جمعه
مشرف سابق
مشرف سابق
عبدالفتاح جمعه


عدد المساهمات : 607
تاريخ التسجيل : 10/06/2010
العمر : 40

أبحث عنها ! (قصة قصيرة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبحث عنها ! (قصة قصيرة)   أبحث عنها ! (قصة قصيرة) Icon_minitimeالإثنين 30 أغسطس 2010 - 1:59



قصة جميلة وطبعا انا بحكم بحكم العاطفة لاني مش متخصص

وموفق بإذن الله أبوطاهر2010
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.shtary2010.hostwq.net/vb/
 
أبحث عنها ! (قصة قصيرة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصه قصيرة..
» قصه قصيرة رااااائعه
» قصة قصيرة عن الصداقة
» ثم لا شيء بعد ذلك .. ( قصة قصيرة محتاجه لنقد حضرتك )
» قصه قصيرة مؤثرة جدا جدا جدا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور ياسر عبدالله :: الترويح عن النفس :: الترويح عن النفس :: جنة المواهب والابداعات-
انتقل الى: