منذ ثلاثة ايام تقريبا كنا مع مجموعة من الدعاة ،فى أحد الغرف الدعوية على النت ،وهى غرفة الهداية للدفاع عن الإسلام كمشروع حضارى للأمة ودحض الشبهات الثارة حوله ،وبينما نحن ندافع ونزيل اللبس إذا بأحد الأخوة يطلب الحديث فأعطيناه الفرصة ليتكلم ،فإذا به أحد الدعاة عندما سمع بموضوع اللقاء وأننا ندافع عن الإسلام حضر وأخذ يتكلم ويزيل الشبهات كأحسن واحد فينا من غير إعداد ولا ترتيب مسبق ،رغم أن ظروفه المرضية التى كان فيها جعلته يترك بلاده وعيش غريبا عن وطنه وأولاده وأهله حتى لايتسبب فى إذية أحد بسبب مرضة،وبالأمس كانت عندى محاضرة على نفس الغرف الحاورية ،وقبل أن تبدأ المحاضرة إذا بالأخ مسئول الغرفة يعلن عن وفاة هذا الأخ الذى حدتثكم عنه ،وأنه كتب وصيته وأوصى ان تقرأ فى هذه الغرفة رغم أننا لم نتعرف عليه إلا منذ يومين،وكان لآخر حياته يدعو إلى دين الله عزوجل، ولم يصلى عليه صلاة الجنازة إلا رجلين من المسلمين لقلة المسليمن فى هذا المكان،ترى كيف حالنا ؟ وماذا سنفعل بعد هذا الكلام هل سنفيق من غيبوبتنا ،ونقوم من ثباتنا ،ونرفع الغبار عن وجوهنا ونعود إلى ربنا تائبين منيبين مستغفرين عاملين للإسلام حتى آخر مماتنا؟؟؟
أترككم مع وصيته التى كتبها واأوصى أن تقرأ فى المكان الذى كان يدافع فيه عن دين الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد
اهلي غرفة هداية بكل كياني أحببتكم وتمتعت بوجودي القصير معكم، عرفتكم عن بعد ونلت من رقراق قلوبكم الصادقة ،ورايت فيكم عزما وهمة لا تلين..
إخواني واخواتي اعلموا اني احبكم في الله من غير اأحام بيننا :
فانتم الأهل والخلان ولعلني مقطوع في غربتي هاجر لوطني وانتم من حللتم مكانهم فكنتم الأب والأم والأخ والأخت والحبيب وكنتم سلوتي في خلوتي..
من بينكم من تعلقت به تعلق لا ينفك ورابطة لا تنتهي وتمنيت أن أبقى بينكم ،ولكن قد وعدت رفيقة دربي أن الحق بها ووعد الحر دين كما يقال، فسامحوني لاني اثرت أن أترككم دون وداع.
ولكن عزائي أنني أتمنى لقياكم في جنة عرضها السماء والارض لا تنسوني من خالص دعائكم.
وأعلموا أن من جمعنا في دنياه هو من يجمعنا في جنته.
وابشروا فلقد شعرت انني قريب مما تمنيت، ولعلني إن رحمني ربي وغفر لي أن يستجيب لي دعائي الذي طالما دعوت به .
والحمد لله رب العالمين.
إنا لله وإنـــــا إليه راجعون ..
نسأل الله تعالى أن يتقبل أخانا في رحمته ويسكنه فسيح جنانه وأن يجمعنا به والمسلمين جميعا في عليين اللهم آمين ..