خطيبي جد متشدد في الأمور الدينية، بالإضافة إلى أنني أعلى منه في المستوى العلمي، لكن في المستوى الثقافي متقاربين نوعا ما, وأحس دائماً بأنه يتضايق من شهاداتي, بمعنى آخر يحس بأنه أقل مني، مع أني لا أبين له ذلك على الإطلاق. فما رأيكم؟
الــــــــــــــــــرد:
أجاب على هذه الاستشارة الأستاذ يسرى المصري - المستشار التربوي بالموقع
الأخت الفاضلة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذه النوعية من الاستشارات كثيراً ما تأتي إلينا وكثيراً ما تحدث مثل هذه الأمور وتتوارد على الذهن هذه الأسئلة والخواطر..
أختي الكريمة
لمعالجة هذا الأمر وهذا الشعور...أنصحك بالأتي:
لا تتكلمي في حضرته عن الدراسة والشهادات، وأظهري الحفاوة به والافتخار، وشاوريه في الأمور الصغيرة والقضايا الكبار، وعودي نفسكِ الحديث بصفة الجمع، كأن تقولي: نحن فعلنا, ونحن.......
واعلمي أن الرجل لا يُقاس بما يحمل من الشهادات، وإنما بطاعته لرب الأرض والسماوات، وبمواقفه المشهودة ودوره ونشر الخيرات..
ولا شك أنه شرف للفتاة أن ترتبط بصاحب الدين والأخلاق؛ لأنه سوف يصونها ويكرمها ويغار عليها، ولن تستفيد الفتاة من صاحب الشهادات ولا من صاحب الأموال والعقارات إذا لم يكن عنده دين وأخلاق، ولا تلتفتي إلى ما يقوله بعض الجهلاء.
واعلمي أن العلم الضروري هو ما يصحِّح به الإنسان عقيدته وعبادته، وما زاد عن ذلك هو فرض كفاية، وفي الناس مَن نجحوا رغم قلة علمهم وتدني مستوى شهاداتهم العلمية، وربما وجد في الناجحين مَن رسب في الدراسة، بل وفيهم مَن طُرد من المدرسة وأصبحت له براعة واختراعات.
والرجل بحاجة إلى علم الحياة والذي يتعلم من خلاله أساليب التعايش مع الناس.
وأشعريهِ بأنكِ متواضعة، وإن كنتِ أرفع منه في مجال فهو سيكون أرفع في مجالات أخرى، وهكذا حتى يتزن ميزان الحياة الزوجية، وتسير القافلة ولا يعطلها مثل هذه الأمور.
هذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بضرورة تذكر الأمور التي تجمع ولا تفرق، واصطحاب المعاني الأصلية والانطباع الجيد الذي حصل عند أول لقاء؛ وذلك لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
وأتمنى أن يزول من مجتمعاتنا العربية والأسرية خصوصاً مقولة (الرجل لا يعيبه إلا جيبه) ونقدم مقولة (لا يعيب المرء إلا دينه ولا يشرفه إلا دينه, أما غير ذلك من الأمور فهي زائلة فالمال يفنى ويبقى الدين, والجمال أيضاً يفنى ويبقى الدين)
ونسأل الله لكِ التوفيق السداد.