حالات الادعاء

وهذا النوع يحتاج لذكاء المعالج وحكمته في آن واحد حيث أن هناك بعض من الناس عندما يصاب بنوع من الضغوط من المحيطين به يحاول أن يهرب من الواقع فيتصنع بأنه مصاب بحالة من المس حتى يكسب عطف من حوله ويقوم ببعض الأعمال التى تثبت ذلك مثل الإغماء الصراخ الشديد وغيرها0
وقلنا أن هذا النوع يحتاج للذكاء حتى تكتشف أنه شخص سليم أو فتاة سليمة ولكن هذا العمل من باب الإدعاء والهروب من الواقع وعدم الصدام مع الأهل 0
ويحتاج للحكمة بمعنى أن المعالج عندما يتيقن من أن هذا الشخص سليم ولكنه يدعى المرض فلا يصدم الجميع بهذا القرار ولكن يحاول أن يفهم منهم ماذا حدث مع المريض ؟
وكيف بدأت تظهر عليه الأعراض ؟
ومتى بدأت ؟
ويحاول أن يربط بين هذه الإجابات فلعله يصل إلى مشكلة زواج أو سفر أو عمل أو دراسة ومن هذا المنطلق يبدأ يحاور المريض ويساومه بإسلوب خفي يفهم منه المريض بأن هذا المعالج قد اكتشف أنه يمثل على أهله أو يطلب المعالج من أهل المريض إذا كان رجلاً أن يتركوهم وإن كانت إمرأة أن تختار أحد محارمها ليبقى معهم وتختاره هى لأنها طالما اختارته فمعناه أنها ستقبل أن تتكلم أمامه لماذا هى صنعت هذه التمثيلية الكبيرة 0
ومن هنا يقوم المعالج بدوره كداعية وكمصلح اجتماعى لا كمعالج بالقرآن فقط ،حتى يصل إلى الجرح ويداويه بإسلوب حكيم يحافظ على إنسجام الأسرة 0

*اعراض حالات الإدعاء :
1-تجد المريض يحاول أن يثبت لك أنه مصاب بصورة ملفته للنظر وكلما هونت له من شىء عاد يكرره عليك حتى تثبت من خلاله أنه مريض 0
مثلاً إذا سألته عن الكوابيس قال لك اشاهد احلام مفزعة
فإنه قلت: له :كل كم تشاهدها ؟
فإن قال لك كل شهر اشاهدها خمس مرات او أكثر 0
فإن قلت: له : هذا ليس شاهد قال لك : بسرعة ولكنى هذه الأيام أراها كثيراً وباستمرار 0
وهكذا في كل أسئلة المناقشة يتعامل معك بهذا الأسلوب .
2-ومع أهله تجد أنه طبيعى تماما ولا تظهر الأعراض أولا تشتد عليه إلا عندما يحتكوا معه في القضية المختلف عليها بينهما سواء كانت زواج أو سفر أو دراسة وغيرها.
3-ومع اصدقائه لا يخبرهم بأى شىء مما يحدث معه لأنه مقتنع من داخله أن هذه كلها تمثل فهو من داخله يستعيبها ولا يستطيع أن يتكلم بها أمام أحد من أصدقائه أو المقربين له 0

كيف تكتشف أن الذى أمامك مدعى للإصابة ؟
يستطيع المعالج أن يكتشف أن الذى أمامه يدعى الإصابة وذلك بعدة اختبارات وهى :
1-فتبدأ معه بقراءة الرقية الشرعية وحبذا لو أخذ زميلك في العلاج يناقشه ويسأله عن عدة أشياء في حياته وعن عمله وعن أصدقائه حتى يتبين لك الأمر فإن كان هذا الأمر من الجن فعلاً فإنه سوف ينشغل عن كل شىء ويلتفت إلى القراءة الموجهة إليه أما إن كان ذلك تمثيل فسيحدث له تشتيت فكرى ولن يستطيع أن يفكر بأسلوبين مختلفين في وقت واحد ولو استطاع التفكير فلن يستطيع التمثيل ولو استطاع فلن يستطيع اتقان ما يريد وحينها سيكون الموضوع مكشوفاً بالنسبة لك كرجل معالج ويتبين لك حقيقة هذا الموضوع 0
2-الماء المقروء عليه آيات الرقية :
وأيضاً فإن المدعى كما قلنا سابقاً يحاول إثبات الإصابة بكافة الطرق ومن هذه الطرق الماء المقروء عليه حيث يقول لك : أنه مر وهنا تقوم بإجراء هذا الإختبار حتى يتبين لك صدقه من كذبه وهو احضار ثلاث أكواب من ماء وتقرأ عليهم سراً بحيث تقرأ على كوب واحد من الثلاثة والبقية توهمه بأنك تقرا وبعدها تعطيه الثلاثة أكواب وقل له تذوق طعمهم فإنه في هذه الحالة إن كان مصاب بجن فإنه سوف يستخرج لك الكوب المقروء عليه القرآن من بين الثلاثة ويقول لك هذا مر وهذان ليس فيهما شىء أما المدعى فإنه سيرتبك ولن يستطيع تمييز المقروء عليه من غيره

3-القراءة السرية :
وهذا الأختبار مفيد جداً حيث أن الإنسان عندما يدعى الإصابة فإنه يتجاوب مع الأمور الظاهرة أما الجن فإن يتأثر بالقراءة السرية والجهرية وهنا تبدأ عليه بالقراءة الجهرية ثم تسأله عن الأعراض فسوف يقول لك مثلاً عندى صداع وتنميل في اليدين والقدمين فقل له : إذا هذا الجن يحتاج لقراءة سرية ولكن لا تقرأ عليه قرآن بل تحرك شفتيك بأى كلام آخر حتى يعتقد أنك تقرأ قرآن ثم بعد مضى بعض الوقت تسأله عن الأعراض فإن قال لك نفس الأعراض السابقة مثل التنميل والصداع أو زاد عليها فاعلم إنه مدعى 0

4- مناقشة الأعراض :
وفيها أيضا تعيد عليه أسئلة الأعراض وتناقشه وتخيره بين عرض موجود وآخر غير موجود حتى تتبين صدقه من كذبه مثلاً تقول له هل ترى كلاب تهاجمك فإن قال : نعم تقول له وبعد أن تهاجمك تطير في الهواء أم تختفي في الأرض وهنا لا يجد أمامه إلا أن يختار أحد الأمرين وكلاهما خطأ أما المصاب حقيقة فإنه يقول لك لا يحدث هذا بل يحدث أن الكلاب تهاجمنى حتى نهاية الكابوس 0
وهكذا في كل الأعراض حتى توقعه في الخطأ وتبين حقيقته0

5- اختبار الإغماء :
وقد يحاول المدعى اثبات الإصابة فيتصنع الإغماء أمامك أثناء القراءة فعليك بإجراء اختبار الإغماء وهوماء مقروء عليه
الفاتحة وآية الكرسى والإخلاص والفلق والناس وذلك في كوب صغير ثم تضرب بهذا الماء وجه المريض أو تأمر أحد المحارم بدهن وجه الحالة بزيت زيتون فبكلا الأمرين سيفيق المصاب بشىء من الجن أما من يستمر في الإغماء فكرر له الأمر فإن استمر فهذا إما مريض بالطب وإما مدعى حالتين لا ثالث لها وذلك أن المصاب بشىء من الجن يفيق من أول مرة بهذا الماء أو الزيت المقروء عليه 0
6- سورة البقرة :
وهذا الأختبار يقوم به أهل البيت قبل حضور المعالج للحالة للمرة الثانية بحيث يطلب منهم أن يتحينوا فرصة غفلة من المريض ويقوموا بتشغيل شريط سورة البقرة فإن المدعى لن يلتفت لهذا الأمر أما المصاب حقيقة حتى لو كان في غفلة ما أوكان نائماً سيتأثر بقراءة السورة في داخل البيت وسيحاول إيقافها وذلك لأن الجن هو الذى يدفعه على ذلك وهذه هى بعض من الاختبارات التى تستطيع أن تكشف بها المدعى ولعل مع الأيام يمن الله عليك بأساليب غيرها وأكثر منها في هذا المجال وكلما كان الإخلاص لله أكثر كلما كان توفيقه أكبر 0
ملحوظة :
وأحياناً في بعض حالات الإدعاء يحدث فيها أو يمثل فيها المدعى كأن الجن حضر ويتكلم على لسانه فإذا ناقشته تجد المريض –أوالجن كما يمثل هو –يطلب أشياء هى أساساً في صالح المريض أو هى طلبات المريض حقيقة قبل حدوث المشاكل بينه وبين أهله 0

*كيف تتصرف أنت كمعالج في حالات الإدعاء ؟
ولكن أنت بصفتك معالج إذا اكتشفت أن الذى أمامك مدعى فعليك أن لا تشعل المشاكل في البيت بهذا التشخيص ولكنك عليك أن تصلح بصفتك داعية وتحاول معرفة المشكلة وإيجاد حلاً لها وإن تبين لك أن المدعى مظلوم فحاول أن تساعده في رفع الظلم عنه ولوحتى قلت : لأهله : لا تكون قاسين عليه حتى لا تعود له هذه الحالة مرة أخرى ومريضكم يحتاج لمعاملة حسنة حتى تقوى نفسه ولا يستطيع الشيطان أن يتغلب عليه 0
وكذلك لو كانت امرأة وزوجها يعاملها بقسوة وأرادت أن تهرب بهذا الأسلوب من بطشه وعذابه فعليك أن تنصح زوجها أن لا يكون شديداً معها حتى لا يصيبها الخوف الشديد ويتمكن منها الشيطان وتعود لها الحالة مرة أخرى 0
أما الحالات التى يجب أن توضح لأهلها أنه مدعى فسوف تلاحظها بنفسك وستجد الموقف لا يحتمل إلا أن تقول للذى أمامك أنت مدعى للإصابة وليس مصاب 0
ملحوظة : حالات الإدعاء هى - آخر مرة - بمعنى أن الشخص إن لم يصنف مصاباً بسحر أو مس أو حسد تبحث معه الجوانب النفسية فإن لم تجد فيه لا إصابات بالأمراض النفسية فليس أمامك إلا الإدعاء.
لماذا صنف هذا الفصل في الأمراض النفسية ؟
ولقد صنفت هذا الفصل هنا لأن حالات الإدعاء جميعاً تتصف بضعف الشخصية وعدم القدرة على المواجهة فلذلك يحاول الشخص الهروب من الواقع ويقوم بتمثيل شخصية المصاب بحالة المس والسحر فذلك الباب هو الأنسب له وأيضاً فإن هذا المدعى لو لم تفلح معه هذه الوسيلة وهى تمثل حالة مصاب بمس أو سحر فإنه سوف يصاب بنوع من الإكتئاب والكبت النفسى ويتحول في النهاية إلى مريض نفسى 0 والله أعلم 0