تقدمت لخطبة فتاة فرفضنى أهلها .....ماذا أفعل؟!

علي- القاهرة:

أنا طالب بكلية الهندسة بالفرقة الثالثة، وأعجبت بفتاة وتكلمت مع أهلي فوافقوا عليها، فذهبت مع والدي لخطبتها، إلا أن والدها غير موافق؛ نظرًا لقرب السن بيني وبينها؛ حيث إنها في نفس سني، ونظرًا لأني ما زلت طالبًا بالجامعة، ولكن مستقبلي إن شاء الله سيكون جيدًا بتدبير الله.



أود أن أعلمكم أني أحببتها كثيرًا، ولا أريد أن أتزوج غيرها.. أفيدوني ماذا أفعل؟!



*تجيب عنها- الداعية سمية رمضان أحمد:

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، وأستغفره وأتوب إليه..

بدايةً.. أحيِّي فيك روح الطهر التي تطل علينا من رسالتك الكريمة، فأنت شاب في الفرقة الثالثة بكلية الهندسة، وأعجبت بفتاة فسلكت الطريق الصحيح، ففاتحت أسرتك وذهب معك أبوك.. هذا الرجل العظيم.. لخطبتها لك، بالرغم من علمه بعدم قدرتك على تحمل أي أعباء مالية، فكما ذكرت في رسالتك أنك ما زلت طالبًا.



وكانت العقبة في والد العروس؛ الذي أراد أن تتريث قليلاً حتى التخرج، ولم نعلم من رسالتك رأي الفتاة، فمن الممكن جدًّا أن تكون رافضةً في الأساس أن ترتبط بك، فتحجَّج الوالد بمسألة السن.



عمومًا بني.. على فرض موافقتها، فإن الأوان لم يحِن بعد، تقول إن مستقبلك جيد، وهذا شيء رائع وثقة كبيرة في قدراتك، ولكني أسرد إليك قصةً عاصرتها لفتى مثلك تمامًا تحمَّس لخطبة فتاة وهو في سنوات الجامعة؛ ولأنه كان متفوقًا كان ضامنًا لمستقبله، ولم يكتفِ بالخطبة، بل صمَّم في السنة التالية على الزواج وكان له ما أراد.



بدأ مستوى هذا الفتى ينخفض، وتحت ضربات متطلبات البيت المادية التي لا ترحم اضطر إلى ترك الكلية والعمل، وهي أكملت دراستها وبعد عدة سنوات، وإنجاب أربعة من الأطفال أصرت هي على الطلاق، والسبب مستواه التعلمي أقل كثيرًا من مستواها؛ فهو حاصل على الثانوية ليس إلا!!.



وكان لها ما أرادت، وتزوجت، وهو تزوج، وأربعة من الأطفال أصبحوا ضحية إصرار الأب على ما أراده بدون أن يتوقف قليلاً ويفكر في تأثر من يحبهم بما يفعل؛ لذلك ليس أمامك في رأيي إلا الجد في المذاكرة والاجتهاد؛ ليكون بالفعل مستقبلك مرموقًا، فتفتح لك البيوت ويتشرفون بتزويج بناتهم لك.



ويمكنك أن تعمل في فترة الإجازة لتوفير بعض المتطلبات المالية؛ بحيث يمكنك الارتباط بمجرد تخرجك، وساهم في تكاليف زواجك فتحترم نفسك ولا تكن عبئًا على أبيك، ولعلك تتزوج نفس الفتاة، أما الانسياق وراء مشاعر الحب حتى تصبح أعمى فهذا من الشيطان لا تركن إليه، وانتظم في دورات رياضية، وأكثر من الصيام، واجعل لك وردًا يوميًّا من القرآن لحفظه، وفي سنتي الانتظار لعلك تختم القرآن لتفيد المسلمين.



أتمنى أن تكون ممن يحب الله ورسوله، وكثير ممن كانت لديهم نفس مشكلتك تخرجوا وتزوجوا بغير من توهَّموا أنهم لا يستطيعون العيش بغيرهنَّ، ويعيشون سعداء جدًّا بل يتعجبون من اختياراتهم في هذه الفترة، نسأل الله أن يختار لك الخير؛ بحيث تكون فتاة رائعة تحب الله ورسوله وتنجب لك المجاهدين والمجاهدات.



سلام الله عليك ودعواتي لك.