منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور ياسر عبدالله

إسلامـــــــي - تربـــــــــوي - تعليـــــــمي - إجتماعــــــي- تكنولوجـــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 د. حمدي فتوح والي يكتب عن: أحكام الحج وآدابه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علاءمحمدحسين خلف الله
عضو ملكي
عضو ملكي
علاءمحمدحسين خلف الله


عدد المساهمات : 1622
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 42

د. حمدي فتوح والي يكتب عن: أحكام الحج وآدابه   Empty
مُساهمةموضوع: د. حمدي فتوح والي يكتب عن: أحكام الحج وآدابه    د. حمدي فتوح والي يكتب عن: أحكام الحج وآدابه   Icon_minitimeالثلاثاء 25 أكتوبر 2011 - 23:44

د. حمدي فتوح والي يكتب عن: أحكام الحج وآدابه




د. حمدي فتوح والي

قارنت بين حال الأمة عندما عاشت عقيدتها ومارست عبادتها واستشعرت لذتها، وجرى في كيانها عزة السجود الخاشع لله، وبين ما أراه اليوم من حياة المسلمين عندما يمارسون العبادات تقليدًا ويأخذون الدين تلقينًا ويكتفون من الإسلام بمجرد الانتساب إليه دون أن يكلفوا أنفسهم ماذا يعني الانتساب إلى الإسلام، ويمارسون عبادتهم دون أن يدركوا معنى واضحًا لكل عبادة من هذه العبادات.



وسأقف اليوم أمام عبادة واحدة من هذه العبادات، وهي شعيرة الحج؛ لنرى كيف تنهض الأمة من كبوتها وتستعيد مكانتها إذا هي أدركت المعنى الحقيقي لفريضة الحج، ووقفت على المقاصد الإلهية التي فرضت من أجلها هذه الفريضة.



إن الحج هو الشعيرة التي أمرنا الله تبارك وتعالى بتعظيمها، وجعل تعظيمها دليلاً على تقوى القلوب وإخباتها لله، قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)) (الحج)، وجعل شعيرة الحج هي المنسك المميز لأمة الإسلام عن باقي الأمم.



وقال تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِ الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)) (الحج).



الحج هو الشعيرة التي ترمز إلى قوة الأمة وتعلن عن جاهزيتها واستعدادها للمواجهة، وقدرتها على التحديات عندما يحدق الخطر، وتحتاج الأمة إلى اجتماع يذكر قوتها، ويوحد كلمتها، ويرفع هيبتها على العالمين.



ومن يتأمل هذه الشعيرة يدرك أنها إذا حسن أداؤها أحدثت في كيان الأمة انقلابًا عميقًا على صعيد الأفراد والجماعات.



فالمؤمن إذا عزم على أداء تلك الفريضة وجب عليه فعل أشياء من شأنها أن تحدث في نفسه الانقلاب.



فأول ركن من أركان الحج هو النية، ويصاحب تلك النية أفعال ينفعل فيها كيان الفرد كله، فكأن كل خلية في جسد الإنسان تعلن العزم والقصد والتهيؤ العميق لأداء الفريضة، فبينما النية محلها القلب، نجدها في الحج لا بد أن يصحبها تلفظ وتعيين لنوع النسك- حجًّا أو عمرة- ثم يتبعها تكبير وتهليل وتلبية بصوت مسموع وبصورة متوالية (لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك).



وهذا الركن لا يتم إلا بأمور تسبقه لتكون تمهيدًا له، وأخرى تلحقه لتكون تأكيدًا لحصوله.



فأما التي تسبقه فالاغتسال، وكأنه به يزيل عن نفسه وقلبه وجسده كل ما علق بها.



والنية في الحج هي الركن الوحيد الذي لا يولد فجأة، وإنما هو حصيلة تفكير وتدبير وتخطيط وحساب. بعدها يعلن الحاج نيته ويسعى إلى تنفيذ مهمته. وعندها لا بد أن يكون مستطيعًا في ماله وصحته، وعندها يطالبه ربه بأن يفد إليه من مال حلال لا شبهة فيه. وأن يستشعر الشوق الصادق إلى القبلة التي يصلي إليها كل يوم خمس مرات. وآن الأوان ليصل إلى الكعبة بكيانه كله بعد أن كان يستقبلها بقلبه فقط، ومن هنا وجب أن يتهيأ لهذا المقام الكريم، وأن يحسن الدخول على الرب العظيم، فيجب أن يغتسل ليتهيأ بجسد جديد وقلب جديد وكيان جديد؛ للدخول في معية الله، مؤديًا له هذه الفريضة.



فإذا اغتسل بدنه ليتقدم وليقف بين يدي ربه مصليًا ركعتين؛ ليكونا غسلاً لقلبه ووجدانه وباطنه. ثم ليعلن النية بلسانه. ثم يتبعها بالتلبية إعلانًا لصدقه واستحضارًا لمشاعره، ثم يتبع ذلك بخلع ملابسه التي اعتاد عليها والتي كان بها من قبل يفاخر ويباهي ليتجرد من ذلك كله في ذل وانكسار وخشوع، وليلبس ملابس بيضاء طاهرة غير مخيطة، تذكره لقاء الرب الكريم.



ولقد أحاط الله تبارك وتعالى تلك الفريضة بعناية خاصة تجعلها إنقاذًا للأمة عند ظهور الفساد في آخر الزمان، فهي صمام أمان الأمة أمام ما يطرأ عليها من نكبات ونكسات.



فمنذ تفكير المسلم في القيام بهذه الفريضة، وقبل أن يتلبس بها لا بد أن يتخير الطيب الحلال من المال؛ حتى لا يدخل في أداء الفريضة شيء من مال حرام، يقول صلى الله عليه وسلم: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا".



وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا خرج الحاج حاجًّا بنفقة طيبة، ووضع رجله في الغرز، فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه منادٍ من السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال، وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز، فنادى: لبيك، ناداه منادٍ من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجك مأزور غير مأجور".



وبهذه الفريضة يعالج الإسلام انحرافات الكسب الحرام من ربا ورشوة واحتيال وشبهة ومتاجرة في المحرمات؛ كالخمر والجنس والمخدرات، وجميع أنواع الكسب الخبيث، وهذا مجال لا ينكر أحد خطورته وضرورته.



فإذا سلم للمسلم مال حلال وكسب طيب بما يكفيه مدة إقامته لأداء الفريضة، راحلة وزادًا وسكنًا، ويكفي أهله مدة غيابه حتى يعود؛ فيبقى عليه أن يتهيأ روحيًّا ووجدانيًّا لأداء تلك الفريضة طالما كان صحيح البدن غير عاجز لمرض أو شيخوخة، وملك الزاد والراحلة والطريق آمن.



فإذا شرع الحاج في أداء الفريضة وملكه الشوق إلى تلبية نداء ربه وإجابة أبيه إبراهيم؛ فليعدّ لذلك كيانًا طاهرًا ظاهرًا وباطنًا. فإذا جاء الميقات الزماني فدخلت أشهر الحج (شوال وذو القعدة وذو الحجة) فليعلم أنه في ميقات الحج الزماني، فإذا أزمع السفر وقد طاب ماله وزاد شوقه واهتاج وجدانه فليأت الميقات المكاني وليبدأ منه الإحرام معلنًا نيته، محددًا نوع نسكه، حجًّا أو عمرة، متمتعًا أو قارنًا أو مفردًا.



وعند الإحرام يبقى أن يلتزم بالآداب التي شرعها الله تبارك وتعالى تهيئة للقلب وتطهيرًا للبدن، فيبدأ بنظافة ظاهره بأن يغتسل ويتوضأ ويقلم أظافره، ويقص شاربه وينتف إبطه ويحلق عانته، ويمشط شعر لحيته ورأسه.



فعن ابن عمر قال: من السنة أن يغتسل إذا أراد الإحرام أو أراد دخول مكة.



وللنفساء والحائض أن تغتسل وتحرم، وتقضي المناسك كلها غير أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر".



ويصاحب هذه النظافة الخارجية نظافة الباطن واستحضار عظمة الخالق سبحانه وتعالى، وكأنه يستأذنه سبحانه ليدخل إلى حِماه، فيتوضأ ويصلي ركعتين ينوي بهما سنة الإحرام، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة "الكافرون" وفي الثانية سورة "الإخلاص".



وفي سورة "الكافرون" البراءة الخالصة من الكافرين بجميع مللهم ونحلهم وأجناسهم، وفي الأخرى شدة القرب وعمق اليقين وتمحيص الولاء والإخلاص كاملاً لله تعالى، ثم ليتجرد من ثيابه ورمز ريشه ورياشه التي هي مظهر هيبته وعظمته.



حتى إذا ظهرت له مكة وخفق قلبه بدخول البلد الحرام في الشهر الحرام، وتذكر أنه في مهبط الوحي؛ حيث شهدت الأرض أسعد أيامها بسفارة الملَك الكريم، يغدو بآيات ربه ويروح بين الأرض والسماء حتى اكتمل للأرض سعدها واستقر دستورها وكمل دينها.



شرفت مكة باختيار مولودها المبارك ليكون أمين الأرض على اتساع مكانها وتطاول زمانها.



فإذا عانقت عيناه مآذن البيت الحرام فليقل: "اللهم زد هذا البيت تعظيمًا وتشريفًا ومهابة وبرًّا، وزد مَنْ حَجَّه، أو اعتمره تشريفًا، وتعظيمًا، ومهابة وبرًّا".



وليدخل من باب السلام.

ولك أن تفخر بهذا الإسلام العظيم وبنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي جعل السلام شعاره، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، وهو القائل: "ما دخل الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه"، وها هو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يشرع لأمته سنة باقية، وهي أن يجعل بداية نسكها ودخولها على ربها من باب السلام إنما هو فتح لمغاليق القلوب، وإشارة إلى هدوء القلب ورهافة الحس، واعتدال الفكر وحب الناس أجمعين.



وإذا طالعت عيناك بهاء البيت وانسكبت في قلبك هيبته ورأيت نفسك أمام الكعبة المشرفة، ورأيت الأيدي متعلقة بأستار البيت خاشعة ضارعة، ووجدت قدميك يخطوان نحو البيت في جلال وخشوع، ووجدت نفسك قطرة ذائبة في محيط الأرواح الطائفة حول البيت في انجذاب إيماني عميق بادئة من محاذاة الحجر الأسود. فقف قبل أن يجذبك الشوق ويحتويك حنين الطواف، وأدِّ للحجر الأسود حقَّه بأن تروي ظمأ قلبك وتطفئ لهيب شوقك بقبلة تضعها مكان شفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يتيسر لك ذلك فأشر إليه بالسلام، وقل باسم الله، الله أكبر، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم اقرأ قول ربك (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)) (البقرة)، ثم ابدأ طوافك مستحضرًا طواف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أدرك عند طوافه أن أعداء الإسلام ينظرون إليه من جبال مكة فاستجمع همته رغم طول السفر ومشقة الطريق والتعب الشديد، وأظهر الكتب والعضد، وبدأ طوافه مرملاً وأمر أصحابه بإظهار قوتهم لأعدائهم قائلاً لهم: "رحم الله امرءًا أراهم اليوم من نفسه قوة" فكان الاضطباع والرمل من سنن الطواف إلى يوم القيامة.



فإذا أتممت طوافك وأديت به تحية البيت الحرام ولهج لسانك بالدعاء وشعرت باتصال الأرض بالسماء؛ فاسكب عبراتك بين يدي مولاك بأداء ركعتين عند مقام إبراهيم تنفيذًا لأمر ربك: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) (البقرة: من الآية 125)، فإن حال الزحام بينك وبين المقام فافعل في أقرب مكان يتيسر لك الصلاة فيه.



ثم توجه إلى "زمزم" فاشرب منه ما استطعت وتضلع، من الشراب فيه وانوْ بشرابك هذا ما شئت من الخير فإن الله مجيب لك بنيتك مصداقًا لقول حبيبك صلى الله عليه وسلم: "زمزم لما شرب له".



وإذا شعرت ببرد اليقين يغمر قلبك، ووجدت حلاوة القرب من ربك وكمل لك طهر الباطن بالخشية، وطهر الظاهر بماء زمزم؛ فازدد قربًا وحبًّا بالتوجه إلى الصفا والمروة، فابدأ بالصفا حيث أمر الله بقوله: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)) (البقرة).



وقبل أن تبدأ الطواف قف متوجهًا إلى البيت الحرام وقل: "اللهم إيمانًا بك وتصديقًا بكتابك واتباعًا لنبيك، اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام"، ثم ابدأ طوافك من الصفا متجهًا إلى المروة؛ فإذا بلغت الميلين الأخضرين فأسرع قليلاً لتصيب سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، فإذا انتهيت من الشوط السابع بالمروة فاحلق شعرك أو قصِّره طاعة لربك وخضوعًا لمولاك واتباعًا لنبيك صلى الله عليه وسلم.



وإن شككت في عدد الأشواط فابن على اليقين وهو الأقل، ولا بأس براحة يسيرة بين الأشواط إن احتجت إلى ذلك، ولا يشترط للسعي وضوء بخلاف الطواف؛ إذ الطواف بديلاً عن ركعتي تحية المسجد، ويجوز للحائض أن تسعى وأن تمكث في المسعى؛ لأنه لا يعد من المسجد الحرام.



فإذا أتممت سعيك وحلقت أو قصرت شعرك؛ فقد أكملت مناسك العمرة فاحلل ثياب الإحرام، والبس ملابسك فقد حل لك كل شيء إن كنت قد نويت التمتع. أما في حالة الإفراد والقران فليس لك أن تحل من ثيابك حتى تنتهي من مناسك الحج كاملة بعد طواف الإفاضة في يوم العاشر من ذي الحجة، ويحل لك كل شيء إلا النساء.



فإذا كنت قد أحللت انتظارًا لدخول وقت المناسك؛ فعليك أن تتوجه يوم الثامن من ذي الحجة إلى "منى" فتصلى بها خمس صلوات وتتهيأ منها للذهاب إلى "عرفات". ويوم الثامن هذا هو يوم التروية، وكان المسلمون يجهزون فيه ما يحتاجون إليه في عرفات من الماء والزاد وغيرها، فإذا طلع فجر يوم التاسع فتهيأ للتوجه إلى عرفات، وعند مرورك على وادي محسر الذي يفصل بين المزدلفة وعرفات فأسرع وتعوذ بالله من العذاب؛ فإن هذا الوادي قد شهد هلاك أبرهة وقومه الذين جاءوا ليهدموا البيت الحرام فأرسل الله عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول، وحمى بيته الحرام من شرورهم، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نمرَّ سراعًا حتى لا يصيبنا ما أصابهم.



فإذا قطعت هذا الوادي فاعلم أنك أصبحت بعرفات الله فتهيأ لهذا اليوم العظيم بحضور قلب وخشوع نفس وزيادة ضراعة وكثرة دعاء.



فهو يوم تُقبل فيه الدعوات وتقال فيه العثرات، وتسكب العبرات لرب الأرض والسماوات، وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الشيطان لم يُرَ أذل ولا أقل ولا أحقر مما هو عليه في يوم عرفة.



ولتعلم أن الله تبارك وتعالى يباهي بأهل عرفة أهل السماوات وأهل الأرض، فإياك وما يُغضِب الله منك أو يصرف وجه الله عنك. بل إياك وما يصرفك عن ربك أو يشغلك عن ذكره وحبه؛ فهو سبحانه وتعالى القائل: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152)) (البقرة).



فإذا غربت شمس هذا اليوم المبارك فتجهز للنفرة من عرفات حاملاً بين جنبيك زادًا من الوجد والحب واليقين والقرب متجها إلى المزدلفة حيث "المشعر الحرام"، فصلِّ به المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا وامكث به ليلتك تلك، حتى إذا طلع الفجر فأكثر من ذكر الله، فأنت في مقام القرب والحب، وتذكر قول ربك يناديك: (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ (198)) (البقرة)، فإذا أسفرت الشمس فالتقط حصياتك وأفض من المزدلة إلى منى؛ عملاً بقول ربك سبحانه وتعالى: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)) (البقرة)، فإذا وصلت إلى منى فأنت مخير بين البدء بأي نسك من أنساك هذا اليوم. إنك في يوم النحر "يوم الحج الأكبر"، "يوم الأضحية"، في هذا اليوم العظيم ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء إلا قال: "افعل ولا حرج"، فلك أن تبدأ برمي الجمرات، أو بالحلق أو بالذبح أو بطواف الإفاضة؛ فكل ذلك جائز.



وعند رمي الجمرة الكبرى يوم العاشر تذكر أنك تستهدف الباطل وحزبه والشيطان وجنده وتنتصر لله سبحانه وتعالى، فتذكر من يكيدون للإسلام وأهله في الداخل، ومن يسعى إلى هدمه سرًّا ومن يسعى إلى هدمه علانية، مجددًا العزم والعهد لله أن تكون سلمًا لأوليائه، حربًا على أعدائه، رافعًا للوائه.



تكون قد أديت حق ربك وأحسنت أداء نسكك، ورجعت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
د. حمدي فتوح والي يكتب عن: أحكام الحج وآدابه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ماذا تقول لمن لم يكتب لهم الحج هذا العام ؟
» الشيخ محمد عبد الله الخطيب يكتب: موجز لأهم أعمال الحج والزيارة
» تعليم براعم الايمان اداب الحج ومناسك الحج
» سنن العيد وآدابه
» سنن الصوم وآدابه (قصة للأطفال)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور ياسر عبدالله :: قسم الموضوعات والآراء المختلفه :: الموضوعات والآراء المختلفه :: الموضوعات والآراء الثقافية والدينيه-
انتقل الى: