ثقافة التـطوع :
على الرغم مما تشهده مؤسسات العمل التطوعي من انتشار واسع و اهتمام حكومي يتفاوت بتفاوت درجات التقدم في مجتمعات العالم إلا أن نجاح هذه المؤسسات يستلزم توافر إرادة النجاح لدى القائمين عليه , كما يتطلب التوسع في دائرة المشاركة الجادة لأبناء المجتمع في إنماء العمل التطوعي ، إذ أثبتت الخبرات و التجارب المتتالية أن مشروعات الإصلاح و التنمية لن تتأصل في حياة المجتمع ولن تؤدى الفائدة المرجوة منها مالم يشارك فيها أفراد هذا المجتمع و جماعاته , ومرجع ذلك أن المواطنين في مجتمعٍ ما هم أكثر دراية من غيرهم لما يصلح لمجتمعهم وما لا يصلح له ,ومن ثم فاشتراك المواطنين في تخطيط برنامج معين يضمن اختيار ما يتلاءم مع طبيعة هذا المجتمع (24) ، ومن خلال نظرتهم البسيطة و الواقعية يمكن أن يصلوا إلى أنسب الحلول لمقابلة الاحتياجات الفعلية للمجتمع بأسلوب الشورى والتناصح كما يضمن توفير عناصر النجاح لمشروعات التنمية(25) .
وبحكم أن حيوية المجتمع أو ركوده رهن بمستوى الثقافة السائدة لديه ، ولما كانت ثقافة التطوع تعد جزءاً لا يتجزأ من مفهوم الثقافة بالمعنى العام فإن مدى الإقبال على العمل التطوعي و المشاركة في فعالياته يتوقف على انتشار ثقافة التطوع في الساحة الاجتماعية , وفى هذا السياق يشير واقع ثقافة التطوع إلى ما يلي :
حدد الإسلام الأبعاد و المنطلقات الأساسية و الغايات السامية التي يرتكز عليها العمل التطوعي بما يؤكد تفرده و خصوصيته في هذا المجال ، يقول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون " (26) .
• " فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا و أنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون "(27)
• " إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً" (28)
• " فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير" (29)
• "فمن تطوع خيراً فهو خيرٌ له " (30) .[right][center][left][justify]