الحنين إلى رحاب الرب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحنين إلى رحاب الرب

رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

عندما تحب شخصا ً قبل أن تلقاه .. أو تعشق مكان قبل أن تراه ..

فذلك يؤكد تماما ً أن ذلك الإنسان المحبوب أو المكان المقصود هما في أعمق أعماق قلبك ..

وترسل لنا بواعثك وأحاسيسك بأنك تؤمن بهما تمام الإيمان ..

ذلك بالفعل هو ما شعرته بحنيني إلى رحاب ربي في موطن بيته الحرام

ومجلس مقام حبيبه المصطفى ..

أشعر بأن الحالة التي أكون فيها في ساعة الصفاء حينما تنقشع الغواشي عن القلب

و تنجلي البصيرة، و أرى كل شيء أمامي بوضوح

أشعر بأن علي َّ أن أظهر حبي وشوقي لذلك الرحاب المقدس ..

فعندما تشاهد بؤرة عيني الكعبة الشريفة ثلاثية الأبعاد في التلفاز

يضطرب قلبي وجسدي كله ..

لا أعلم لماذا .. أو كيف !!

لكن ذلك الإحساس يجعلني في سكينة و طمأنينة و راحة بال

و تفاؤل و همة و إقبال و نشاط و عمل بلا ملل و بلا فتور و بلا كسل

و تلك ثمرة ((لا إله إلا الله)) في نفس قائلها الذي يشعر بها و يتمثلها،

و يؤمن بها و يعيشها فالحنين إلى البيت الحرام يجعلني أتأمل منظر العليل في العيادة

حيث يذهب للطبيب كي يتداوى من كل الأوبئة والأسقام التي تسكن جسده ..

فما بالك بالأدواء والأسقام التي تعشش في القلب لا في الجسد ..

أنا كذلك تماما ً عليل أريد أن أتداوى

عند بيت الله الحرام

عند مقام حبيبي وشفيعي ..

عند مقام إبراهيم عليه السلام ..

عند الحجر الأسود ..

عند المسجد النبوي ..

عند الروضة الشريفة ..

عند جبل أحد ..

عند الصفا والمروى ..

عند كل مكان في أي زمان هناك

فذلك هو الرحاب النوراني الذي أسعى جاهداً أن ألقي بقلبي وروحي في حضنه

و تلك هي الصيدلية التي أجد فيها دواء لكل أمراض النفوس

و شفاء لكل علل العقول و براء لكل أسقام القلوب.

و تلك هي صيحة التحرير التي تحطم أغلال الأيدي و الأرجل

و الأعناق والقلوب والعقول والأنفس والأرواح

و هي أيضا ً مفتاح الطاقة المكنوزة في داخلي

و كلمة السر التي تحرك جبال دوافعي و تشق بحور أهدافي

و تغير ما لا يتغير فيَّ .

و لم يخلق إلى الآن العقار السحري الذي يُحدث ذرة واحدة من هذا الأثر في النفس

إلا في ذلك الرحاب الطاهر !!

و كل عقاقير الأعصاب تداوي شيئا ً و تفسد معه ألف شيء آخر..

و هي تداوي بالوهم و تريح الإنسان بأن تطفئ مصابيح عقله

و تنومه و تخدره و تلقى به إلى قاع البحر موثوقا ً بحجر مغمى عليه شبه جثة.

أما كلمة لا إله إلا الله هناك في البيت الحرام لها طعم آخر في نفسي

فإنها تطلقني من عقاله و تحررني من جميع العبوديات الباطلة

و تبشرني بالمغفرة و تنجيني من الخوف و تحفظني من الوسواس

و تؤيدني بالملأ الأعلى و تجعلني أطول من السماء هامة و أرسخ من الأرض ثباتا ً..

فعلك تشعر مثلي ذلك الشعور لأننا نتفق معا ً على أنه من استودع همه و غمه عند الله

بات على ثقة و نام ملء جفنيه.

فلأن الله موجود فإنني لستُ وحدي..

و إنما تحف بي العناية حيث سرتُ و تحرسني المشيئة حيث حللتُ.

و ذلك معناه شعور مستمر بالأنس و الصحبة و الأمان.. لا هجر.. و لا غدر..

و لا ضياع.. و لا وحدة..

و لا وحشة و لا اكتئاب.

ذلك حال أهل لا إله إلا الله ... الذين أتمنى أكون مثلهم

فهم يشمون شذا الفردوس الأعلى في الدنيا قبل أن يحسوها في الآخرة

وتراهم كما أراهم ملوك بلا عروش و بلا قصور

و هم الراسخون المطمئنون الثابتون لا تزلزهم الزلازل و لا تحركهم النوازل.

تلك هي الصيدلية الإلهية لكل من داهمه القلق.. فيها علاجه الوحيد..

وهو اطمئنان القلوب

فهذا هو حنيني إلى الرحاب الطاهر ...

الرحاب النوراني الذي به ماء زمزم الرباني الذي لا يظمأ بعده شاربه ..

الرحاب العلاجي الدائم الذي ينتشل القلوب

ويصفيها من شوائب الدنيا وغواشيها بشهواتها وشهواتها ...

أتمنى أن أكون يوما ً من زائري بيت الله الحرام ..

أتركك صديقي وأنا في قمة الشوق واللهفة إلى لقاء ربي هنا أو هناك ..

فأنا أحن إلى ذلك الرحاب

فأدعو لي بالله عليك بأن يتحقق مرادي ..

وقل لي كما قال صديقي وتوأم روحي المهندس (( محمود هلال )) " عقبال العودة "

كلنا فى هذا الحنين .. وما أجمله من حنين !

عندما أجد روحى هائمة ، وقلبى معلق بهذا الحنين ..

أشعر أن على ّ فعل الكثير والكثير كى أصل إلى رحاب ربى ..

**********************

جزاك الله خير الجزاء أخى طه ..

سد الله خُطاك ووفقك دائماً إلى مايحبه ويرضاه .

شكرا ميس حنين على مرورك الطيب المبارك

بارك ربي فيكِ

قصيدة خذوني يا احبائي خذوني

جميلة جداااااااا بجد

REPLAY

» مكبلون نحن بأطواق الحنين
» في رحاب عاشوراء
» أين الحنين الذى ملأالقلب ساعتها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
» رحاب نفادي الكربان
» محمد حسن جاد الرب