قضية اقتناع ... موضوع ارشيفي خطير

(( موضوع من ارشيف مقالاتي في مجلة ابداعات 16-5-2009 ))

قضية اقتناع
******

سلام من الله عليكم ورحمة منه وفضل وبركات

رب اشرح لي صدري ويسر لي امري وأحلل عقدة يفقهوا قولي

أهلا وسهلا بكم احبائي في الله

تريد شراء قميص او بنطلون جديد فتذهب للمحل وتختار وتلبس وتقيس

وتخرج هذا من الشماعه وتدخل ذاك لمكانه

وتختار طبعا لون يليق بك وبمكانتك وباهتمامك وذوقك وادبك و رقتك ولون بشرتك

ولون يعجب ((المدام اللي في البيت)) او بالأحرى (( الحكومة))

ولون يعجب ((الحجه في البيت)) او حتى صاحبك اللي بيشاورلك على (( استايل جديد ))

وتظل حائرا ً كثيرا ً ما بين ذلك (( ابو كــُم رفيع )) أو ذاك (( أبو كروهات ضيقة ))

ويضيق بك الاختيار حتى تختار (واحد) باقتناع تام انه المناسب لك وانه الذي سيسعد الجميع برؤيتك به وبرؤيته بك ..

ويذهب بك خيالك ان هذا الملبس الجديد إنما هو الروح التي تبعثك لتلك الحياة من جديد

وان فناء لذتها لن تأتِ اطلاقا ً لأنه (( لسسسسه جديد وكمان تمنه فيه ))

وتمضي في لبسه باقتناع تام انك الأكثر (( شياكة )) في الشارع ..

ليس غروراً ولا غطرسة ..

كذلك بالمثل الذي ينظر بعين العقل لتلك الدنيا الذائلة وتمضي فيها بكل قوتك

وبكل ما اوتيت من كل شيء ٍ

حتى تملك أكثر فأكثر وتكون من ثلة الاولين السباقين في الدنيا

أو حتى من الناس المعروفين في الدولة ... او من الناس ( التقيلة ) في البلد

او من اصحاب الشاليهات او مديري بريمات البترول ..

او من ممتلكي المحلات التجارية ببضائعها الثمينة

الكل يشعر بكل تلك الطموحات ولكل واحد منا اسلوبه وطريقه واهدافه وموارده وطاقاته

والاختلاف في النهاية سيكون للافضل ..

تلك هي النظرة التي ننظر بها فعلا الى تلك الدنيا

رغم اننا اذا تلفتنا حولنا في تلك الغرفة التي تقرأ فيها ذلك المقال

نعم انظر لتلك الغرفة بكل محتوياتها ستجد ان كل ذلك ذاااائل نعم ذاااائل


سيأتي عليه اليوم بالفناء والانتهاء

والعاقل فقط هو من يمضي في حياته باقتناع تام انه سيرحل مثل محتويات تلك الغرفة

ومثل ذلك القميص

فلن ينفع الحجرة مكيفا يبردها او حائطا يزينها او سجادا يزخرفها ...

ولن ينفع القميص براعة لونه وشياكة (( استايله )) فالكل ذائل

وتلك الحياة ما هي الا مجرد ممر لا مقر

ومجرد قنطرة سنمر عليها كي نصل للحياة الحقيقية ..

اذا العاقل منا لن يهتم بلون القميص او مدى شياكته

لأنه على اقتناع تام بأنه إذا ارتدى قميصه سيحقق مطمعه وهدفه

وهو ان يستر نفسه والسلام !!

فهو لن يبحث عن أي مهاترات دنيوية مثل ذلك ..

إذا ً القضية ... قضية اقتناع تام بأن حياتنا هي تلك اللحظة العابرة في تاريخ البشرية

وهي المشهد الأول والأخير في فيلم الحقيقة واما ان تكون مؤثرة او لا !!

فجميعنا كومبارسات ولسنا ابطال

وعلى الكومبارسات ألا يتقمصوا أدوار الابطال حتى لا تنقلب الآية رأسا على عقب

××××××

يارب يكون مقصدي وصل حتى لو لم تصدق كلامي

فأنا ميت وأنت ميت وكلنا ميتون

واستدلالي بأن الله رب الكون عز وجل قال لمن خلقت لاجله الدنيا كله

( إنك ميت وإنهم ميتون )

فالحياة لحظة وستنتهي بالفعل

فإذا أقتنعت سيتغير تفكيرك 360 درجة مئوية وسيليزية

وسيتغير شعورك وبالتالي سلوكك ويتحدد مصيرك

أما الى الجنة التي تستحق الحياة

أو إلى النار التي لا خلااااااص منها

وما بين هذه وتلك

كل راحة النعيم

وكل شقاء الجحيم

فعليك الا تحتار وان تقرر وتختار

×××××

طــــــــــــــه محمد T.M