مقدمة:
توجد ظاهرة اسمها ( المشاهرة ) عند النساء ، وهي واحدة من كثير، من الظواهر المنتشرة خاصة عند النساء وخاصة في المجتمعات الأمية أو بمعنى اصح الفقيرة من العلم الديني والشرعي ، حيث ينساقون خلف كل غريب دون أن يردوه إلى الشرع ليعلموا أصله وحقيقته ، لو أني حصرت لحضراتكم عاداتنا وأعرافنا في المجتمع، لوجدتنا لا نعرف من الإسلام إلا اسمه ،ومن هنا فعلي أهل العلم أن يهبوا من نومتهم ويفيقوا من غفلتهم ويدركوا المجتمع من الضياع.
مظاهر وصور من المشاهرة المنتشرة عند النساء:
1 - إذا جاء رجل من سفر أو جاء من سوق أو غيره ودخل فجأة على امرأة وضعت حملها قريبًا، رُفع منها اللبن، ولم يجد الطفل لبنًا يرضعه إلا إذا رأت هذه المرأة قفا هذا الرجل أولاً.
2 - إذا دخل نفس الرجل على طفل مختون قريبًا لا يبرأ جرحه إلا إذا كان في رقبته خاتم من فضة أو ذهب معلق في خيط. وإذا كانت طفلة فإنها لا تحبل في المستقبل إلا إذا رأت طفلة أخرى وهي مختونة.
3-إذا أرادت المرأة أن تفطم رضيعها فإنها يشترط لها أن تفطمه آخر الشهر العربي، وقبل ذلك لا، وإلا يصبح هزيلاً ضعيفًا، ولا بد كذلك أن يكون هذا الأمر سرًّا.
4 - إذا أسقطت الأم جنينًا، ثم توقفت عن الحمل يقال عنها: إنها ( مشاهرة )، ولا بد لكي تحبل مرة أخرى أن تدخل على امرأة أسقطت حملها حديثًا، ثم تتوقف الأخيرة عن الحمل... وهكذا.
5 - من مظاهر المشاهرة في الزواج :
- إذا توقفت العروس عن الحمل فلا بد أن ترى القلم الذي كتب لها القاضي به وثيقة الزواج.
- يستحب أن يكون كتب الكتاب ( كتابة العقد ) آخر الشهر.
- عمل خيط به سبع عقد، يعلق بها حتى هلال الشهر الجديد، خوفًا من المشاهرة.
أولاً: نعتذر عن هذا الاستطراد، بالرغم من أن غير ذلك كثير جدًّا عندنا.
مناقشة موضوع المشاهرة عند النساء
موضوع المشاهرة منتشر جداً في الأوساط الأمية وخاصة عند النساء حيث يعتقدون أو يظنون أن البنتين لو تزوجتا في ليلة واحدة فقد تصيبهما المشاهرة ، أو الولدين لو تم ختانهما في ليلة واحدة فقد يصبهما المشاهرة ، والمرأة التي في النفاس لو دخل عليها أحد القادمين من السوق فدخل بوجهه فقد تصيبها المشاهرة وهكذا ............ ولذا كان لزاماً علينا تشخيص هذه الحالة ووضع العلاج المناسب لها بإذن الله تعالى . وموضوع المشاهرة هو عبارة عن حسد بكل أقسامه السابقة الذكر ( حسد صرف – حسد يترك أثر طبي – حسد يترك أثر نفسي – حسد مقترن بمس ) بمعنى أنه لو عرض على المعالج حالة مشاهرة ، فعليه أن يتعامل معها كتعامله مع حالات الحسد وإليك الأمثلة :-
1- تزوجت الأختان في ليلة واحدة فلم تمر عدة سنوات إلا وإحداهما قد أنجبت والأخرى لا . فهنا يظن الناس أنها قد شاهرت ، وهنا نقول : هذا حسد ترك أثر طبي وهو عدم الإنجاب فعليها أن تذهب للطب وتستمر على علاج الحسد .
2- امرأة في النفاس دخل عليها أحد القادمين من السوق فانقطع عنها اللبن ، نقول هذا حسد صرف ، وتستمر على علاج الحسد وسوف يعود لها اللبن بإذن الله تعالى .
3- تم ختان الولدين في يوم واحد ، فترتب على ذلك عدم شفاء الجرح لأحدهما أو كليهما وهنا نقول حسد ترك أثر طبي فلابد من متابعة الطب والاستمرار على علاج حسد الأطفال الصغار.......... وهكذا
شبهات تثار حول هذا الموضوع :-
1- يقول الكثير من الناس أننا ذهبنا للطب ولكن دون فائدة ، فكيف تنصحنا بالذهاب للطب وهو قد أثبت فشله معنا ؟
الجواب وبالله التوفيق : نقول لكم أنكم خالفتم التشخيص الصحيح وهو أنه حسد وهذا يعنى أنه لابد من استخدام علاج الحسد مع كل هذه الحالات مضافاً إليه الذهاب للطبيب حيث الطب وحده لا يكفى ، وهذا هو السبب الذي جعل الناس يعزفون عن الطب ويلجأون للسحرة والمشعوذين لعلهم يجدون عندهم الدواء .
2- يقول الكثير عندما صنعنا ما قاله السحرة من الذهاب للأسواق أو المقابر ، أو النظر في مكان عالٍ أو التخطية فوق ثعبان ميت وهكذا ..... فإننا قد تحسنا وزال العرض وشفى المرض ؟
الجواب وبالله التوفيق : هذا الأمر يحدث أحياناً وليس دائما بدليل ليس كل حالات المشاهرة - كما يسمونها - قد شفيت تماما بل البعض فقط والغالبية العظمى مازال يتخبط في ظلمات الجهل والحيرة ، ولذا النادر ليس له حكم ، وكذلك أمر الله في الاستدراج للضالين قد يترتب عليه شفاء بعض المرضى إما استدراجاً للساحر والمشعوذ ، ليستمر ضلاله أو لاستدراج المريض ، لسوء معتقده وهكذا . والله أعلم بالصواب .