منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور ياسر عبدالله

إسلامـــــــي - تربـــــــــوي - تعليـــــــمي - إجتماعــــــي- تكنولوجـــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سر حرارة الشوق إلى الأراضي المقدسة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمود ابراهيم
عضو فعال
عضو فعال
محمود ابراهيم


عدد المساهمات : 46
تاريخ التسجيل : 10/07/2010

سر حرارة الشوق إلى الأراضي المقدسة Empty
مُساهمةموضوع: سر حرارة الشوق إلى الأراضي المقدسة   سر حرارة الشوق إلى الأراضي المقدسة Icon_minitimeالأربعاء 21 يوليو 2010 - 18:04

سر حرارة الشوق إلى الأراضي المقدسة

الحمد لله الذي من على المؤمنين بحج البيت العتيق، يأتون رجالا وعلى كل ضامر من كل فج عميق. خرجوا يبتغون بيتا جعله الله تبارك وتعالى للناس مثابة وأمنا.
يرغبون أن يصلوا إلى بيت الله شعثا غبرا. يرجو كل واحد منهم أن يندس بين جمع سيباهي بهم ربهم ملائكته. يقول يا ملائكتي ما جاء بعبادي؟ فيقولون ياربُّ جاؤوا يلتمسون رضوانك والجنة. فيقول لهم يا ملائكتي، إني أشهد نفسي وخلقي أني قد غفرت لهم ولو كانت ذنوبهم عدد أيام الدهر وعدد رمل عالج.
فالحمد لله الذي جعل الحج عبادة العمر وختام الأمر. الحمد لله الذي جعل الحج تمام الإسلام وكمال الدين. فيه أنزل الله عز وجل قوله الكريم (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
فالحمد لله الذي اصطفى واختار منا الطائفين القائمين العاكفين. ونسأله سبحانه أن يمن عليهم بتمام النعمة وكمال الدين. وأن يفيض عليهم بما يليق بجوده ومنه وكرمه في موسم النفحات والرحمات.
والحمد لله الذي عمم في الأرض موسم النفحات والرحمات. نفحات ورحمات يتعرض لها كل مسلم في هذه الأيام المباركات. أيام يقول فيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (ما من أيام العمل فيهن أحب إلى الله عز وجل أفضل من أيام العشر). أيام أقسم الله بلياليها العشر والشفع والوتر. أيام وليال تتنزل فيها الرحمات وتعم فيها النفحات.
يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا)
حسبنا في هذه الأيام أن نتقن التعرض للرحمات. حسبنا أن نحسن التعرض للنفحات.
جزى الله عنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما هو أهله. اختزل أبلغ البيان في كلمتين اثنتين أمر فيهما بالتعرض للنفحات. إذا فهمنا معنى النفحة ومعنى التعرضِ لها أصبنا خيرا عظيما.
النفحة هي النسمة الطيبة الباردة التي يجب عليك أن تغنمها. إذا هبت نفحة طيبة باردة فعليك أن تعترض مسارها وأن تفتح لها نوافذ قلبك. النسمات والنفحات لا يتنعم بها سكان البيوت الموصدة. النسمات والنفحات تطوف على الأرض طوافا رفيقا فافتح لها نوافذ القلب وتنعم. هذه أيام وليال ينبغي أن نزيل فيها قساوة القلوب. هذه أيام ينبغي أن نفتق فيها الأشجان وأن نثير فيها الوجدان.
*لا ينبغي أن نمر مرور الكرام على عبادة الحج التي جعلها الله كمالا للدين وتماما للنعمة.
الحج عبادة مفعمة بالوجدان والعواطف.
وجدان وعاطفة ونفحات ورحمات سيتعرض لها العمار والحجاج. نفحات ورحمات ووجدان هم أعلم منا بأنسها ونعيمها. فماذا بقي للمخلفين عن الحج في موسم الرحمات والنفحات؟
المسلمون في شرق الأرض وغربها تنبعث أشواقهم وأشجانهم في هذه الأيام.
ليس غريبا أن نرى دموع الشوق إلى البيت الحرام سيولا. ليس غريبا أن نسمع حنين المشتاقين نحيبا وعويلا. ليس غريبا لأن الله تبارك وتعالى جعل البيت الحرام قبلة ومحرابا.
ليس غريبا لأن الله تبارك استجاب دعاء أبينا إبراهيم عليه السلام.
خليل الله دعا وقال : (واجعل أفئدة وتعالى من الناس تهوي إليهم). هذه الدعوة البليغة المستجابة هي سر من أسرار حنيننا وأشواقنا ودموعنا.
لما رُزق الخليل وهو في الثمانين من عمره بأول أولاده. ابتلاه الله تبارك وتعالى وأوحى إليه أن يترك زوجته مع رضيعها في ذلك الوادي الذي لا ماء فيه ولا زرع ولا ضرع.
جاء بزوجته هاجر وهي ترضع إسماعيل عليه السلام. وضعهما عند صخرة في مكة ثم أدار ظهره منطلقا. فتبعته أم إسماعيل بحنان الأم وشفقتها وهي تقول: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنيس ولا شيء ؟ وإبراهيم الخليل لا يلتفت إليها، وهي تتبعه وتقول: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي لا زرع فيه ولا ضرع؟
من يعيش مع أمنا في عواطفها وحنانها ووجدانها. تتبعه وهي تعدو برضيعها وهو لا يلتفت إليها. حتى قالت له : الله أمرك بهذا ؟ فالتفت إليها وقال : نعم. فقالت : إذن لا يضيعنا الله.
لا تفرط في معايشة وجدان الأم وحنانها. واستبق شيئا من جَلَدك لتعيش مع وجدان إبراهيم عليه السلام. ترك زوجته وهو في الثمانين من عمره مع طفلها. لم يلتفت إليها وهي تعدو خلفه. دافع رحمة الوالد وحنانه حتى وصل إلى صخرة توارى خلفها عن أنظار زوجته. توقف خلف الصخرة ليستجمع أنفاسه وأشجانه. استقبل البيت الحرام بوجهه. ورفع يديه ودعا دعوة ضمنها حرارة إيمانه وحرقة أشجانه. رفع يديه وقال : { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم (. هذه دعوة بالغة اعتنى خليل الله باختيار ألفاظها. ما قال (واجعل قلوب الناس تهوي إليهم). اختار لفظ الفؤاد لأنه أنسب للحرارة والحرقة. الفؤاد هو القلب عند العرب. ولكن لا يقال له فؤاد إلا إذا اعتبر فيه معنى التفؤد وهو التوقد. العربي إذا شوى اللحم يقول فأدت اللحم. فاختار إبراهيم عليه السلام لفظ الفؤاد ليعبر فيه عن حرارة الوجدان.
ثم دعا إبراهيم لهذه الأفئدة فما قال (واجعل أفئدة من الناس تحن إليهم) ولا قال (واجعل أفئدة من الناس تأتي إليهم). بل قال (واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم). وإذا فتشت عن استعمال هذا اللفظ في كتاب الله تجده خاصا بأسرع أنواع السقوط من العلو إلى السفل. يقول الله تبارك وتعالى (وأما من خفت موازينه فأمه هاويه). ويقول الله تبارك وتعالى: (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق).
هذه دعوة بالغة ستوقد شوي القلوب شوقا إلى البقاع المقدسة. هذه دعوة ما خص الخليل بها العلماء ولا المتدينين ولا الصالحين. بل عمم فيها وقال (واجعل أفئدة من الناس). ونحن نرى آثار هذا التعميم. لا يخلو قلب مسلم من خفي الشوق والحنين إلى البقاع المقدسة ولو كان مقصرا.
هذه دعوة بالغة ستحشر القلوب من كل فج عميق لتهوي بها في واد غير زرع.
هذه الدعوة البالغة هي سر حرقة الفؤاد إلى البقاع المقدسة. هذه الدعوة البالغة أعجزت الناس عن كتمان عواطفهم ومدافعة أشجانهم. من يملك أن يوقف قلبه في انحداره وشوقه وهو يهوي. إذا ذكروا بيت الله في مواسم الحج خرت قلوبهم وانحدرت دموعهم.
كان ابن العريف المالكيُ من علماء الأندلس. كان عالما من علماء الكتاب والسنة اعتنى بالقراءات وجمع الروايات. كان في مثل هذه الأيام بعد وداع الحجيج يكابد من آثار دعوة إبراهيم عليه السلام. كان يعبر عن حرارة الفؤاد وانحداره في شوقه فيقول.
شدّوا المطّي وقد نالوا المُنى بمنّى ... وكلّهم بأليم الشوق قد باحا
سارت ركائبهم تندى روائحها ... طيباً بما طاب ذاك الوَفد أشباحا
نسيم قبر النّبي المصطفى لهم روح إذا شربوا من ذكره راحا
يا واصلين إلى المختار من مضرٍ ... زرتم جسوماً وزرنا نحن أرواحا
إنّا أقمنا على عذرٍ وعن قدرٍ ... ومن أقام على عذرٍ كمن راحا
يا واصلين إلى المختار من مضرٍ ... زرتم جسوماً وزرنا نحن أرواحا
إنّا أقمنا على عذرٍ وعن قدرٍ ... ومن أقام على عذرٍ كمن راحا
هكذا كان علماء الكتاب والسنة يفتحون نوافذ القلوب في أيام الله لتتعرض لنفحاته ورحماته. فهموا عن الله الذي لما قالاستجاب لخليله في تشويق القلوب وإيقادها. فهموا عن النبي يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير)
*أراد الله تبارك وتعالى أن يكون الحنين إلى بيته خالصا. فاختار لمكة وجها خالصا من وجوه النعمة والتكريم والتشريف. أنعم الله على بعض بلاده بأنواع الزرع وأجناس الضرع. وخص مكة بأعظم أنواع التشريف فجعها قبلة ومثابة للناس وأمنا.
اقتضت حكمته سبحانه أن يلفت أنظارنا إلى هذا الوجه الخالص من وجوه التشريف والتقديس. لكن الله تبارك وتعالى بارك في تشريف مكة ببركة عدد من أنبياء الله ورسله. فيها أول بيت وضع للناس. فيه مقام إبراهيم وحجر إسماعيل . فصارت بركة ولادة النبيعليهما السلام. ثم أتم الله تشريف مكة بولادة نبينا محمد مع بركة مقام إبراهيم وحجر إسماعيل على نبينا وعليهم أفضل الصلاة والتسليم.
ببركة يشرف فيها أرضا شرفاويريد الله تبارك وتعالى أن يخص نبينا محمدا خالصا.
يريد الله تبارك وتعالى أن يفرد بركة نبيه على بلد من بلاده فاختار له دار هجرته.
اقتضت حكمة الله تبارك وتعالى أن تكون أرضا ما باركها الله بنبي من قبله.
كان اسمها يثرب. كان اسمها مأخوذا من التَّثْرِيبُ وهو اللَّوْمُ والتَعْيير.
صارت المدينةَ قال هذه طيبة. بهجرة محمد فلما هاجر إليها محمد المنورة.
كان فيها جبل كسائر جبال الأرض. كان سيبقى كسائر الجبال لولا أن النبي قال فيه: هذا أحد يحبنا ونحبه.
كان ترابها كسائر تراب الأرض. شكى أحد مزارعيها من غير قصد فقال هذه تربة ردية. فأخذوه إلى إمامنا مالك فأمر أن يضرب ثلاثين درة وأمر بحبسه. وقال : ما أحوجه إلى ضرب عنقه ! تربة دفن فيها النبي صلى الله عليه و سلم ويزعم أنها غير طيبة.
هذه تربة ما كان يركب فيها إمامنا شيئا من الدواب. يقول : إني أستحي من الله أن أطأ تربة فيها رسول الله بحافر دابة. هذه مدينة منورة في أرض منها روضة من رياض الجنة.
هذه مدينة منورة في أرض منها حوض ماؤه أبيض من الفضة وريحه أطيب من المسك من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا. يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي).
هذه أرض دعا لها النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة).
هذه أرض دعا لها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد)
هذه المدينة المنورة التي كان علماء الكتاب والسنة يعرفون لها فضلها وشرفها.
يقول القاضي عياض: جدير بأرض ضجت عرصاتها بالتقديس والتسبيح، جدير بأرض اشتملت تربتها على جسد سيد البشر أن تعظم عرصاتها.
وجدير بأرض مس جلد المصطفى ترابها أن تقبل ربوعها وجدرانها :
( يا دار خير المرسلين و من به ... هدي الأنام و خص بالآيات )
( عندي لأجلك لوعة و صبابة ... و تشوق متوقد الجمرات )
*رعى الله أياما تقضت بطيبة وحيا ليال ما عرفت لها قدرا
ليالي وصال لو تباع شريتها بروحي ولكن لا تباع ولا تشرى
*خليلي إن وافيتما أرض طيبة وعند رسول الله قد نزل الركب
فقولا له يا أكرم الناس منزلا محب من الزوار
نسأل الله تبارك وتعالى أن يجبر حنين أفئدتنا. نسأله بمحض جوده وكرمه أن يتقبل الحجاج والعمار وأن يبارك لهم في الصحة والعافية. وأن يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا.
واطو اللهم لهم الديار والأسفار، وردهم إلينا سالمين غانمين شافعين مشفعين.
ومن علينا بالتعرض لنفحات الرحمة, واكتبها لنا في العام القادم حجا مبرورا



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سر حرارة الشوق إلى الأراضي المقدسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لو آثرت الشوق
» النبي صلى الله عليه واله وسلم في الكتب المقدسة عند غير المسلمين على الرغم من تحريفها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور ياسر عبدالله :: الدعوة باللغات المختلفة :: الدعوة باللغات المختلفة :: الدعوة باللغة العربية الفصحى-
انتقل الى: