16- سبحان الذي سخر لنا هذا
عن المنهال بن عمرو عن علي بن ربيعة أنه كان ردفا
لعلي رضى الله عنه فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله
فلما استوى على ظهر الدابة قال الحمد لله ثلاثا والله أكبر ثلاثا
سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين الآية
ثم قال لا إله إلا أنت سبحانك إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي
إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم مال إلى أحد شقيه فضحك
فقلت يا أمير المؤمنين ما يضحكك قال أني كنت ردف
النبي صلى الله عليه وسلم فصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما صنعت فسألته كما سألتني فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليعجب إلى العبد
إذا قال لا إله إلا أنت أني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي
إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال عبدي عرف أن له ربا
يغفر ويعاقب(صحيح مسلم).
(المستدرك على الصحيحين ج2/ص108)
17- حكاية سواد بن قارب
عن البراء رضى الله عنه قال بينما عمر بن الخطاب رضى الله عنه
يخطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذ قال أيها الناس أفيكم سواد بن قارب قال: فلم يجبه أحد تلك
السنة فلما كانت السنة المقبلة قال أيها الناس أفيكم سواد بن قارب
قال :فقلت يا أمير المؤمنين وما سواد بن قارب قال:
فقال له عمر رضي الله عنه إن سواد بن قارب كان بدء إسلامه
شيئا عجيبا قال فبينما نحن كذلك إذ طلع سواد بن قارب قال
فقال له عمر رضى الله عنه يا سواد حدثنا ببدء إسلامك
كيف كان قال سوادرضى الله عنه فإني كنت نازلا بالهند وكان لي رئي
من الجن قال فبينما أنا ذات ليلة نائم إذ جاءني في منامي
ذلك قال قم فافهم واعقل إن كنت تعقل قد بعث رسول من لؤي بن غالب
ثم أنشأ يقول :
عجبت للجن وتحساسها وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما خير الجن كأنحاسها
فانهض إلى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إلى رأسها
قال : ثم أنبهني فأفزعني وقال يا سواد بن قارب إن الله عز وجل
بعث نبيا فانهض إليه تهتد وترشد فلما كان من الليلة الثانية
أتاني فانبهني ثم أنشأ يقول :
عجبت للجن وتطلابها وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ليس قداماها كأذنابها
فانهض إلى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إلى قابها
فلما كان في الليلة الثالثة أتاني فأنبهني ثم قال:
عجبت للجن وتخبارها وشدها العيس بأكوارها
تهوى إلى مكة تبغي الهدى ليس ذوو الشر كأخيارها
فانهض إلى الصفوة من هاشم ما مؤمنو الجن ككفارها
قال: فلما سمعته تكرر ليلة بعد ليلة وقع في قلبي حب الإسلام
من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله قال فانطلقت
إلى رحلي فشددته على راحلتي فما حللت تسعة ولا عقدت أخرى
حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بالمدينة
يعني مكة والناس عليه كعرف الفرس فلما رآني النبي صلى الله عليه وسلم
قال مرحبا بك يا سواد بن قارب قد علمنا ما جاء بك قال قلت يا رسول الله
قد قلت شعرا فاسمعه مني قال صلى الله عليه وسلم
قل يا سواد فقلت :
أتاني رئي بعد ليل وهجعة ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة أتاك رسول من لؤي بن غالب
فشمرت عن ساقي الإزار ووسطت بي الدعلب الوجناء بين السباسب
فأشهد أن الله لا رب غيره وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيل إلى الله يا بن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل وإن كان فيما جاء شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة سواك بمغن عن سواد بن قارب
قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه
وقال لي أفلحت يا سواد فقال له عمر رضى الله عنه
هل يأتيك رئيك الآن فقال منذ قرأت القرآن لم يأتني
ونعم العوض كتاب الله عز وجل من الجن
(تفسير ابن كثير ج4/ص169)
18- ألا تبايع يا سلمة
حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا عكرمة بن عمار اليمامي
عن إياس بن سلمة عن أبيه سلمة بن الأكوع رضى الله عنه
قال قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونحن أربع عشرة مئة وعليها خمسون شاة لا ترويها فقعد
رسول الله صلى الله عليه وسلم على جباها يعني الركى
فإما دعا وإما بصق فيها فجاشت فسقينا واستقينا قال ثم إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى البيعة في أصل الشجرة فبايعته
أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط الناس
قال صلى الله عليه وسلم بايعني يا سلمة قال: قلت يا رسول الله قد بايعتك
في أول الناس قال صلى الله عليه وسلم وأيضا قال ورآني
رسول الله صلى الله عليه وسلم عزلا فأعطاني حجفة أو درقة
ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال صلى الله عليه وسلم
ألا تبايع يا سلمة قال: قلت يا رسول الله قد بايعتك في أول الناس وأوسطهم
قال : صلى الله عليه وسلم وأيضا فبايعته الثالثة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك
قال قلت يا رسول الله لقيني عامر عزلا فأعطيتها إياه فضحك
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال إنك كالذي قال الأول
اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي.
(تفسير ابن كثير ج4/ص188)
19- بيعة النساء
وعن عبادة بن الصامت قال كنت فيمن حضر العقبة الأولى
وكنا اثني عشر رجلا فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
على بيعة النساء- وذلك قبل أن يفرض الحرب- على أن لا نشرك بالله
شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه
بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف وقال فإن وفيتم فلكم الجنة
رواه بن أبي حاتم وقد روى بن جرير من طريق العوفي عن
بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب
فقال :قل لهن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعكن على أن لا تشركن
بالله شيئا وكانت هند بنت عتبة بن ربيعة التي شقت بطن حمزة
متنكرة في النساء فقالت إني إن أتكلم يعرفني وإن عرفني قتلني
وإنما تنكرت فرقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت النسوة اللاتي
مع هند وأبين أن يتكلمن فقالت هند وهي متنكرة كيف تقبل من النساء
شيئا لم تقبله من الرجال فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال لعمر قل لهن ولا يسرقن قالت هند والله إني لأصيب من أبي سفيان
الهنات ما أدري أيحلهن لي أم لا قال أبو سفيان ما أصبت من شيء مضى
أو قد بقي فهو لك حلال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعرفها فدعاها فأخذت بيده فعاذت به فقال أنت هند قالت عفا الله
عما سلف فصرف عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال ولا يزنين فقالت يا رسول الله وهل تزني امرأة حرة قال لا والله
ما تزني الحرة قال ولا يقتلن أولادهن قالت هند أنت قتلتهم يوم بدر
فأنت وهم أبصر قال ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن
قال ولا يعصينك في معروف قال منعهن أن ينحن وكان أهل الجاهلية
يمزقن الثياب ويخدشن الوجوه ويقطعن الشعور ويدعون بالويل والثبور .
(تفسير ابن كثير ج4/ص354)
20- الخيط الأبيض من الخيط الأسود
حدثنا أبو كريب قال ثنا بن نمير وعبد الرحيم بن سليمان عن مجالد عن سعيد
عن عامر عن عدي بن حاتم قال أتيت رسول الله فعلمني الإسلام ونعت لي
الصلوات كيف أصلي كل صلاة لوقتها ثم قال إذا جاء رمضان فكل واشرب حتى
يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتم الصيام إلى الليل
ولم أدر ما هو ففتلت خيطين من أبيض وأسود فنظرت فيهما عند الفجر
فرأيتهما سواء فأتيت رسول الله فقلت يا رسول الله كل شيء أوصيتني قد حفظت
غير الخيط الأبيض من الخيط الأسود قال وما منعك يا بن حاتم وتبسم كأنه قد
علم ما فعلت قلت فتلت خيطين من أبيض وأسود فنظرت فيهما من الليل
فوجدتهما سواء فضحك رسول الله حتى رئي نواجذه ثم قال ألم أقل لك من الفجر
إنما هو ضوء النهار وظلمة الليل.
(تفسير الطبري ج2/ص172)