1)الأمر بالفتنة والوسوسة:-
ذكر بن أبي الدنيا عن عاصم الأحول قال :سألت الربيع بن أنس ،فقلت :أرأيت هذا الشيطان الذي مع الإنسان لا يموت ، قال : وشيطان واحد هو : إنه ليتبع الرجل المسلم في الفتنة مثل ربيعة ومضر .
وكذا يتعاون مع شياطين الإنس للوسوسة لابن آدم قال ابن عباس – رضي الله عنه - :" إن الشيطان يكون من الجن فيوسوس في النفس ،ويكون من الإنس فيقول كلاماً تسمعه الأذان وكلاهما يتعاونان قال الله تعالي {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإنس وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } الأنعام112 وكلاهما يوسوس .
2)يتعاون مع السحرة والمشعوذين :-
وهذا القرين الكافر يبحث دائماً عما يفسد ابن آدم لدرجة أنه يتعاون مع السحرة والمشعوذين عليه ليضله ضلالا كبيراً ،فحينما يدخل الأدمي على الساحر أو المشعوذ فبمجرد أن يقف أمام هذا الساحر إلا ويخبره باسمه ومن أين هو ، وماذا يريد وما بداخل جيبه من أموال ......إلخ فيظن أن هذه كرامة له وما ذلك إلا ليفتنه ويضله .
قال الشيخ حامد الفقي :والواقع أن ذلك من تآلف روح الشيطان القرين مع روح قرينه الإنسان الخبيث فيتناجيان ، ويتكلم الشيطان مع قرينه بما يحب من الأخبار التي يتلقاها الشيطان عن الشيطان الآخر قرين الإنسان الآخر ،وهكذا فإن لكل إنسان قريناً من الشيطان كما جاء ذلك في القرآن والسنة
فيخبر شيطان الإنس بما أوحى إليه شيطان الجن من أخبار الرسائل في منزله ،وخصوصية نفسه مما ألقاه إليه الشيطان القرين ،فيظن الجهلة والمغفلون أن ذلك عن صلاح وتقوى وكرامات ،وأنه بصلاحه قد كشف الحجاب عنه ،وهكذا من أضل الضلال ومن أعظم الخذلان ،وإن اعتقده وخدع به كثير ممن ينتسب إلى ظاهر العلم والصلاح .
3)إفشاء الحديث:-
قال ابن عباس – رضي الله عنه – إن وسواس الرجل يخبر وسواس الرجل ،ومن ثم يفشوا الحديث .
وذكرأن الحجاج بن يوسف الثقفي أتي برجل رمي بالسحر فقال : أساحر أنت ؟ قال:لا ، فأخذالحجاج كفاً من حصى فعده ، ثم قال له في يدي كم من الحصا ؟
قال : كذا وكذا فطرح الحجاج الحصا ثم أخذ كفاً آخر ولم يعده ثم قال : كم في يدي ؟ قال :لا أدري ، قال الحجاج : كيف دريت الأول ولم تدر الثاني ؟ قال: إن ذلك عرفته أنت فعرفه وسواسك ، فأخبر وسواسك وسواسي وهذا لم تعرفه فلم يعرفه وسواسك فلم يخبر وسواسي فلم أعرفه.
وربما تفاجأ بشخص يحدثك بأمر في نفسك ، فعن عبد الله بن حنظب أن عمر بن الخطاب ذكر امرأة في نفسه ولم يبح بها لأحد ،فأتاه رجل فقال :ذكرت فلانة إنها لحسنة شريفة في بيت صدق قال :من حدثك بهذا ؟ قال الناس يتحدثون به ، قال :فوالله ما بحت به لأحد فمن أين ثم قال:بلى عرفت : خرج به الخناس .
4)يساعد الجني أوالشيطان ليمس صاحبه :-
رغم أن القرين من الجن وملازم للإنسان إلا أنه بمنزلة العدو اللدود له ، فهو يساعد السحرة والمشعوذين كما قدمنا ،ويفشي الحديث ،ويوسوس ،بل ويساعد الجني أوالشيطان أن يدخل جسم ابن آدم ،بل ويخبره بأماكن ضعفه ،وحينما تسنح الفرصة بتهيئة الأدمي لأن يمس الجني بدنه يشير القرين إليه بالدخول ،فالقرين له أضرار كثيرة فالنبى –صلى الله عليه وسلم – كان قبل الإسلام قرينه كان يقول : (بسم الله وضعت جنبى اللهم إنى أعوذ بك من واجس شيطانى )
(من رواية أبى الأزهر )
* وهو يساعد الجنى أو الشيطان على المس للتالى :
- لأنه وكل بابن آدم وتكفل بضلاله وغوايته .
- أن وجود شيطان أوجني معه أدعى للتمكن من إضلال ابن آدم .
- لتوافق الوازع عندهما والهدف ،وتوافق أرواحهما معاً فقال – صلى الله عليه وسلم – " الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " رواه البخاري ومسلم .
- اشتراكهم في العداوة لابن آدم وخاصة إذا كان الجني الكافر
- اشتراكهم في الخلقة أدعى للمؤانسة والتوافق بينهما.
(الصواعق الحارقة صـ92-93)