بسم الله الرحمن الرحيم
(دقائق الليل غالية)
دخل السري السقطي سوق النحاسين قال فرايت جارية ينادى عليها البراءة من العيوب فاشتراها بعشرة دنانير فلما انصرفت بها الى المنزل عرضت عليها الطعام فقالت لي والله يا سيدي ما رايت احدا في دارنا اكل طعام قط فخرجت فلما كان العشاء اتيتها بطعام فاكلت منة قليلا ثم قالت يا مولاي هل بقيت لك خدمة قلت لا قالت دعني لخدمة مولاى الاكبر فانصرفت الى بيت تصلي فيه وصليت انا العشاء ورقدت فلما مضى من الليل الثلث ضربت الباب علي فقلت لها ماذا تريدين فقالت يا مولاي اما لك حظ من الليل قلت لا فمضت فلما مضى النصف منه ضربت علي الباب وقالت يامولاي قام المتهجدون الى وردهم قلت يا جارية انا بالليل خشبة وبالنهار جلبة فلما بقي من الليل الثلث الاخير ضربت علي الباب ضربا عنيفا وقالت اما دعاك الشوق الى مناجاة الملك قم لنفسك وخذ مكانا فلقد سبقك الخدام فهاج مني كلامها خاطرا وقمت فاسبغت الوضؤء وركعت ركعات ثم تحسست اليها فوجدتها ساجدة وهي تقول بحبك لي الا غفرت لي فقلت لها يا جارية ومن اين علمت انه يحبك قالت لولا محبته لي ما انامك واقامني فقلت اذهبي فانت حرة لوجه الله لله فدعت ثم خرجت وهي تقول هذا العتق الاصغر بقي العتق الاكبر