الطالبة / سارة عبد الباسط عبد الباقي متولي
دبلومه / نظام العام الواحد شعبة اللغة الانجليزية
مجموعة (4)
مادة / قياس وتقويم
لكي تصبح ايجابي لا بد من توافر هذه السمات الايجابية :
السمات الست للشخص الايجابي :ـ
1. الشخص الإيجابي والأبعاد الزمنية.. كلنا يعيش حاضرا ويحمل ماضيا ويسعى لمستقبل. إن الشخص السلبي المكتئب يعيش في بعد الماضي، فهو دائم التفكير في ما حصل؟ وكيف حصل؟ ولماذا حصل؟ والشخص السلبي القلق يعيش في بعد المستقل، فهو دائم التفكير فيما قد يحصل، وكيف لو حصل؟
أما الشخص الإيجابي فهو الذي ينظر إلى الماضي كصندوق تجارب يستفيد من صوابه وأخطائه، وإلى الحاضر كميدان للتحدي والدافعية، وإلى المستقبل كجسر مضيء يحقق فيه طموحاته. لذا فإن الشخص الإيجابي السعيد هو المستفيد من ماضيه، المتحمس لحاضره، المتشوق لمستقبله.
2. الشخص الإيجابي ومواجهة الأحداث.. صاحب الشخصية الإيجابية عندما تأتيه مشكلة، فإنه ينظر إليها على أنها لن تدوم فلا ييأس، وعلى أنها في هذا الجانب من حياته فحسب فلا يعممها، وعلى أنه مجتهد وقد يخطىء وقد يصيب فلا يؤنب نفسه ويحيل عليها كل الأسباب.
إن الشخص الإيجابي يستقبل الأحداث على أنها تحمل رسالة، وينظر إلى المشاكل على أنها فرص للتغيير، والإيجابي يتفهم الآخرين ويعذرهم على اجتهاداتهم الخاطئة مع حرصه على نفسه وغيره.
3. الشخص الإيجابي وتعامله مع نفسه.. لا تجد شخص ايجابي سعيد وهو لا يحسن التعامل مع نفسه وذاته. إن الشخص الإيجابي هو الذي يقدر نفسه ويحترمها، فهو يقدر لله خلقه، والله سبحانه قد أحسن خلقه وكرمه، وقد يخطئ في اجتهاداته أحيانا وفي رغباته أحيانا أخرى، لكنه سرعان ما يتوازن ويعذر نفسه ويرسم خطه.
ولأن صاحب هذه الشخصية يحترم نفسه ويقدرها ويحبها فإنه يعطيها حقها من الراحة والمتعة، والثقافة والعلم، والصحة والرياضة، والصحبة مع الإيجابيين، والنهضة الروحانية.
4. الشخص الإيجابي وتعامله مع الآخرين.. إن الإيجابي ليس بالفدائي الذي يهب نفسه ضحية للآخرين، لكنه أيضا ليس بالأناني الذي لا يفكر إلا في نفسه، فهو جزء من أسرة ومجتمع وأمة وعالم، فلديه أعمال واهتمامات يخدم بها أسرته ومجتمعه وعالمه، وهو بذلك يوازن بين نفسه والآخرين. فصاحب الشخصية الإيجابية لديه قبول للآخرين، فهو يقبل جهلهم واجتهاداتهم وطرق تعاملهم واختلاف سلوكياتهم، فهو لا يقسم شخصيات وسلوكيات الناس كما يشاء بل يقبلها كما هي، وهو يعمل على اختيار الأنسب له في المعاشرة والصداقة، كما أنه يسمح للآخرين بأن يختاروا من يناسبهم أيضا.
5. الشخص الإيجابي وتعامله مع مشاعره.. إن الإيجابي إنسان يعتريه القلق لكنه في معظم أوقاته مسترخ، يكتئب لكنه في معظم أوقاته فرح، يبكي لكنه في معظم أوقاته مبستم، يتعب لكنه في معظم أوقاته مستريح، يضطرب لكنه في معظم أوقاته متزن، يتشكك لكنه في معظم أوقاته مستيقن.
إن صاحب هذه الشخصية بمعنى آخر لا يستنكف أن يكون إنسانا بمشاعر وأحاسيس، وهو عندما تأتيه يتقبلها ويعطيها وقتها لتتعبير، لكنه لا يرضى أن يكون ضحية، بل يتقبل واقع مشاعره وأحاسيسه، وفور هدوئها يعمل على تحسينها بالعلم والعمل والإصرار.
6. الشخص الإيجابي وتفاعله مع الحياة.. إن صاحب الشخصية الإيجابية هو الذي يتفاعل مع الحياة، فلا يجلس في بيته ينتظر أن يصبح صاحب نفس سعيدة مطمئنة وهو يشتكي، بل يبحث ويقرأ ويسمع ويشاهد ويحضر الدورات والندوات والمؤتمرات ويسافر لطلب العلم الذي يريده. ثم هو لا يركن إلى السماع والقراءة فحسب، بل يتفاعل ويطبق، فهو أحيانا يصيب وأحيانا يخطئ، لكنه حتما في الطريق ليصل إلى ما يريد. والإيجابي يفكر دائما بطريقة إيجابية ربحية له ولغيره. فهو دائم التغيير والتطور والتنمية، لا ينفك عن فعل ذلك أبدا، وهو يعلم أن الحياة تقف عندما يقف التطور والعلم.
..أعلى درجات الإيجابية..
قال تعالى (( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) فصلت 33. تعتبرالدعوة إلى الله من أهم وأعظم وأشرف الأعمال التي يمكن للمسلم المؤمن القيام بها، وهي أعلى درجات الايجابية، فهي مهنة الأنبياء والمرسلين والصالحين. ويقول الرسول (صلى الله عليه وسلم)(( والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده، ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم )).
قال تعالى (( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي )) يوسف 108، فهل أنت إيجابي ومتبع في أمر الدعوة أم لا؟ ولابن القيم كلمة جميلة في هذا المقام، يقول: اعلم أن مقام الدعوة إلى الله وإصلاح الأرض أعلى مقامات العبودية لله، لأنه مقام محمد (صلى الله عليه وسلم). إنها قضية يجب أن تكون محور حياة كل مسلم، فكل مسلم مطالب أن يكون إيجابيا في أمر الدعوة إلى الله تعالى.
وقفة مع ومضات مضيئة من علم النفس - تأثير الإيحاءات السلبية على النفس
يبدأ ( الدكتور جوزيف ميرفي –أحد ابرز رواد علوم التنمية البشرية وتطوير الذات ) الحديث في أحد فصول كتابه ( قوة عقلك الباطن ) متسائلا: "هل قبلت بأي من هذه؟"، ثم يضيف قائلا: "يقابل أغلبنا منذ الطفولة إيحاءات سلبية كثيرة ولأننا لا نعرف كيف نقومها، فإننا نقبلها بدون وعي منا مما يجعلها حقيقة. وإليك بعض الإيحاءات السلبية:
V أنت لا تستطيع
V إنك لن تبلغ أو تصل إلى أي شيء
V إنك سوف تفشل
V إنك على خطأ
V ليس هناك فائدة من ذلك
V ما الفائدة، لا أحد يهتم
V لقد كبرت على ذلك
V إن الأمور تزداد سوءا
V ليس هناك أمل
V لا فائدة من المحاولة"
يوصي ( ميرفي ) قراءه أن يحذروا من تقبل مثل هذه الإيحاءات أو أي إيحاءات سلبية أخرى؛ يقول: "اكبح باستمرار جماح الإيحاءات والافتراضات السلبية التي يطلقها الناس. فأنت لست مضطرا لأن تتأثر بإيحاءات هدامة من الآخرين. فأغلبنا قد عانى منها في طفولته وفي متقبل عمره. وإذا رجعت للوراء واسترجعت ذكرياتك بسهولة، ستجد كيف أسهم الوالدان والأصدقاء والأقارب والمدرسون في جملة من الإيحاءات السلبية. وعملية الإيحاء الخارجي تتم بشكل متواصل في كل بيت ومكتب ومصنع. وسوف تجد أن الكثير من هذه الإيحاءات غرضها أن تجعلك تفكر وتشعر وتتصرف مثلما يريد الآخرون وبالوسائل التي يرغبونها هم.
بتقبل هذا النوع من الإيحاءات –السلبية- الخارجية فأنت تشترك في إمكانية تحقيقها. عندما كنت طفلا لم يكن لك حول ولا قوة أمام اقتراحات وإيحاءات من يهمونك من الكبار، فلم تكن تعلم شيئا، وكان العقل بجانبيه الواعي والباطن يمثل شيئا غامضا لم تفكر فيه ولم يكن يشغل لك بالا. ولكن كشخص بالغ وراشد الآن فلديك القدرة على الاختيار".
والإنسان المسلم المؤمن الذي ارتضى الاسلام دينا له، هو واحد من اثنين:
• إما ايجابي، عامل وداعية إلى لله تعالى:
وهو بذلك قد أدى الواجب، وفاز بثواب الله، ما في ذلك من شك، متى توافرت شروطه.
وبقيت الإفادة والنتائج وهذه أمرها إلى الله، فقد تأتي فرصة لم تكن في حسابه تجعل عمله يأتي بأبرك الثمرات. وهو بذلك –وبدعوته وعمله وعدم قعوده- قد اوجد فرصة الافادة التي قد تأتي فيقطف ثمارها باذن الله، وقد لا تأتي فيقطف ثمارها اولاده والجيل الذي يليه.
• وإما سلبي، قاعد:
وهو بذلك قد لزمه إثم التقصير، وضاع منه أجر الدعوة.
وحرم الإفادة قطعاً.
كن إيجابيا ولو بآية
إن الدعوة إلى الله أمر سهل جدا، معناها أن تأخذ بيد أهلك وأقاربك وأصحابك وزملائك في العمل وجيرانك لكي يتقربوا إلى الله، ولو خطوة واحدة. هذه هي الدعوة إلى الله تعالى بكل يسر وبساطة. يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)(( بلغوا عني ولو آية )). فإذا لم تعرف في الإسلام إلا شيئا واحدا من الخير فادعوا الناس إليه.