أهمية الإنفاق في سبيل الله
أيها الناس : اتقوا الله تعالى واشكروه على ما رزقكم وأنفقوا مما آتاكم واعلموا أنه ليس لكم إلا ما قدمتم لآخرتكم . قال عليه الصلاة والسلام " أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ؟ قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه , قال : فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر" رواه البخاري.
ومعناه : أن ما ينفقه الإنسان من ماله في حال حياته في وجوه البر والإحسان من صدقات وإقامة المشاريع الخيرية , والأوقاف النافعة وكفالة اليتامى وإطعام الجائعين وسد حاجة المحتاجين وإعانة المعسرين , كل هذا يقدمه أمامه ويجد ثوابه مدخراً عند الله ومضاعفاً أضعافاً كثيرة , فهو ماله الحقيقي الذي يبقى لديه ويجري نفعه عليه , وما عداه فإن ملكيته له محدودة بحال صحته وسلامة فكره , لأنه إذا مرض الموت , فإنه يحجر عليه فلا يتصرف فيه بصدقة ولا هبة , بل ولا يصح في هذه الحالة إقراره بحق عليه لأحد.
ففي هذه الحال يمنع الإنسان من التصرف في ماله الذي أتعب جسمه وفكره وقضى عمره في جمعه , لأنه على وشك زوال ملكه وانتقاله إلى غيره وقد فرط في حال الصحة يوم أن كان ملكه عليه تاماً وتصرفه فيه نافذاً , فينبغي أن يقدم منه شيئا لنفسه يبقى له , وينعم به في الدار الآخرة نعيماً مؤبداً . نعم قد رخص الله له قبل الموت أن يوصي بشيء منه في وجوه البر بعد وفاته في حدود الثلث فأقل لغير وارث . عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم زيادة في حسناتكم ليجعلها لكم زيادة في أعمالكم "…..
الاسم:إيمان حسين محمد محمود
المجموعة :(4)
قسم: اللغة الفرنسية