أهميـة الإنفــاق في سبيــل اللــه
الإنفاق في سبيل الله له أجره سواء كان من الإنفاق الزكاة المفروضة أو من صدقة التطوع أو الوقف الخيري.
يقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون (254) (البقرة) وهذا دليل على أهمية البذل والإنفاق في سبيل الله وقال: وسارعوا إلى" مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض (آل عمران:133) وقوله: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم 261 (البقرة) فعندما تبذل شيئاً بسيطاً تجد نتائجه وفوائده مضاعفة، وهذا نعمة من الله، كذلك ما ورد عن رسول الله في فضل الإنفاق "مانقصت صدقة من مال بل تزده بل تزده" وما ورد أيضاً: "أنه يقف ملكان في كل صباح فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً" وما روي عنه: "مالفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على الذين من قبلكم فتتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم".
نعم فالله يعطينا الغنى والمال ليختبرنا ماذا عملنا به؟ هل نصرنا به الإسلام والمسلمين؟، هذا المال الذي ورد فيه أنه خضرة حلوة من أخذه بحق فنعم المعونة، ومن أخذه بغير حق كان كالذي يأكل ولايشبع.
متى يذم المال أو يمدح؟ يذم المال في قوله: ألهاكم التكاثر (1) حتى" زرتم المقابر (2) (التكاثر) وما روي عن الرسول في ذم المال والدنيا: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله" وهناك أدلة لاتمانع جمع المال : وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله (المزمل:20) وقوله عليه السلام: "نعم المال الصالح للرجل الصالح".
فالجواب عن السؤال واضح حيث إنه متى ما كان المال شاغلاً عن ذكر الله وطاعة الله فهو جيفة وبئس المال، ومتى ماجمعته وصرفته في غير حله، أما إذا لم يشغل عن طاعة الله.. وذكره وجمعته وأنفقته بما فيه نصرة للإسلام وما أوجب الله عليك فنعم المال الصالح.
فنحن نختبر بوجود المال عندنا فلاتزول قدما ابن آدم حتى يسأل عن ماله من أين أخذه وفيم أنفقه.. هل صرفنا المال فيما يرضي الله ويفيدنا في الدين والدنيا ونؤجر على ذلك، أم صرفناه فيما يغضب الله ويجعله هزيمة ـ شكر نعمة المتفضل: لئن شكرتم لأزيدنكم.
ـ تعويد النفس على البذل والعطاء وتهذيبها واجتثاث صفات الشح: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون(9) (الحشر) "لايجاورني فيها بخيل".
ـ الإنفاق من أسباب التيسير لليسرى فأما من أعطى" واتقى" (5) وصدق بالحسنى" (6) فسنيسره لليسرى" (7). (الليل)
ـ من أسباب البعد عن النار: "اتق النار ولو بشق تمره".
ـ من أسباب الرزق والنصر وكما روي (وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا أو تنصروا أو تجبروا).
ـ من أسباب زيادة العمر، واختلف فيه العلماء، فمنهم من قال إنها زيادة حقيقية، وقيل الأعمار مقدرة، وإنما هو زيادة للبركة والخير والحسنات.
ـ سبب من أسباب استظلال المسلم في ظل الله ففي الحديث: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" وذكر منهم "رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ما أنفقته يمينه" "المؤمن يستظل بصدقته يوم القيامة".
ـ يساعد على التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع ويدعو للتعاون بينهم: وتعاونوا على البر والتقوى .. "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً".
ـ سبب في دفع البلاء والمصائب عن الفرد والمجتمع ودفع ميتة السوء: "الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء".
ـ من أسباب الشفاء من الأمراض والأسقام، فإذا نويت بهذه الصدقة وجه الله، وتطلب من الله أن يعافيك من مرض ابتليت به: "داووا مرضاكم بالصدقة".
ـ من أسباب استمرار الأجر لك حتى بعد وفاتك: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث" ذكر منها عليه السلام صدقة جارية.
ـ تنمية الأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة والتطهر من دنس الذنوب والمعاصي فهو يخفف من هذه الذنوب خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها (التوبة: 103).
ـ إضعاف الحسد والبغضاء والحقد في نفوس الناس، لأن الفقراء إذا رأوا الأغنياء ينفقون عليهم تخف الحقد والحسد ويحل الوئام والأخوة.
ـ من أسباب البركات ونزول الخيرات ومضاعفة المال.
وعن الإنفاق ينبغي أن تتوافر عند المسلم، النية الصالحة: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ ما نوى".
كما أن السرية في النفقة أبعد عن الرياء وإذا أعلن فإنما يكون ذلك تشجيعاً للآخرين ليبذلوا بشرط أن تكون نيتك خالصة لوجه الله: إن تبدو الصدقات فنعما هي وفيه فتح أبواب مغلقة للناس، لأن الإسلام يأمرنا أن نتعاون.
ايمان"يوسف الشهير عبدالمنعم"مصطفى
دبلومة تربوى نظام العام الواحد لغة عربية
مجموعة (1)