الإنفاق طريق لرفع الفقر
الانفاق هو احد الوصايا والأوامر الالهية القيمة التي هي موضوع بحثنا هنا. إنَّ القرآن المجيد أكَّد كثيراً على موضوع الانفاق وقد كان هذا الامر موضوعاً لكثير من آياته، والآيات التي تضمنت مادة الانفاق تقدر بسبعين آية، وإذا اضفنا اليها الايات التي اشارت لهذا الموضوع من دون أنْ تأتي بمادة الانفاق، فالعدد يتجاوز عن هذا الحد بكثير.
أمر الله في القرآن الإنسان أنْ يدفع مقداراً مما كان من نصيبه في هذه الحياة الدنيا. الآية 19 من سورة الذاريات أمرت بهذا بتعبير جميل: ( وَفِي أمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ والمَحْرُومِ )، وبناء على هذه الآية فان للفقراء والمساكين حقاً في أموال الناس.
ولأجل تشجيع الناس على الإنفاق جاء القرآن بآيات عبرت عن الأمر بتعابير جميلة:
يقول الله في الآية 96 من سورة النحل: ( مَا عِنْدَكُم يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاق ).
يا له من تعبير جميل! فالعبارة تضم معان كثيرة رغم صغرها. وهي تعني أنّ الإنسان إذا صرف الملايين من امواله فان تلك الملايين تعد نافدة ومستهلكة، بينما إذا صرف اقل مقدار من امواله انفاقاً في سبيل الله فإنَّ ذلك سيبقى في خزينة الله الغيبية ولا ينفد، وهذا خلاف ما يتصوره اكثر الناس.
:D