dr.office عضو سوبر
عدد المساهمات : 166 تاريخ التسجيل : 19/05/2010
| موضوع: قوة الإيحاءات.. وصناعة النجاح في الحياة الخميس 26 مايو 2011 - 15:49 | |
| اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم إلى قيام يوم الدين
مقدمة: قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبُه.. حتى يستقيم لسانـــــــه)
وقال الباقر (ع) في قوله تعالى {وقولوا للناس حسنا} : (قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم، فإنّ الله يبغض اللّعان السبّاب، الطعّان على المؤمنين، المتفحّش السائل الملحف، ويحب الحييّ الحليم، العفيف المتعفّف). ص161
هل تصدق بأن أقل من 3% في العالم يعيشون أحلامهم؟!! ليس لأنهم أذكى أو أرقى أو لأن عندهم علاقات أو أموال.. لا ولكن لأنهم تمكنوا من اكتشاف استراتيجيات فعالة جعلتهم يعيشون أحلامهم.. فهل تريد أن تكون منهم وأن تعيش حلمك على أرض الواقع؟!!
إذن تعال معي لنتعلم فناً من فنون صناعة النجاح والوصول إلى الهدف والتفوق بسلاسة..
وأول خطوة في هذا الطريق هي تحديد الحصيلة والتي هي عبارة عن الهدف والنتيجة النهائية التي تريدها.. ماذا تريد؟!!.. ماذا تريدين؟!! ومن الأهداف المشتركة بين جميع الناس قاطبة.. هو: مبدأ الوصول إلى السعادة
تقول بعض الدراسات النفسية أنه: حتى سن 18 عاماً نكون قد تلقينا 150000 رسالة سلبية 400 - 600 رسالة إيجابية!! إن الصورة الذاتية هي مفتاح شخصية الإنسان وسلوكه إذا تغيرت الصورة فإن الشخصية والسلوكيات تتغير. وتشير الدراسات بأن الإنسان يتحدث إلى نفسه يومياً بحدود 5000 كلمة، 80% منها بطريقة سلبية.. كالتخويف والتشاؤم والتحبيط والقلق والتحزين..إلخ لذا.. ترى أن الإنسان كلما كبر ازداد همّاً وقلقا ذلك أنه كل يوم يزداد سلبية أكثر
وهناك أناس قلة، وهدفي أن تكون منهم إن شاء الله.. يفكرون بطريقة إيجابية.. هؤلاء كلما كبروا كلما سعدوا أكثر.
الإيجابية ثورة: إننا بحاجة إلى ثورة إيجابية تبدأ بالنفس وتنتقل إلى محيطنا الأسري ثم إلى بيئة العمل، ثم إلى المجتمع ثم إلى العالم كله. إنني أجزم.. أننا نملك المؤهلات ذلك أننا نملك ما لا يملكه البقية المشكلة تكمن في العملاق النائم داخلنا.. من يوقظه؟!!..
الكثير منا يوحي لنفسه إيحاءات سلبية.. وبتراكمها مع مرور الزمن يكون الإيحاء من مجرد لفظ أو فكرة تعشش في رأس ذلك الشخص إلى فعل ثم إلى عادة ثم إلى سجية.. وبالتالي تتحدد الشخصية والمصير.. لذا: راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك
وكمثال ظريف على ذلك.. وجود المطبة في الشارع!! عندما تذهب يوميا إلى عملك وتمر على هذه المطبة بطبيعة الحال أنك عندما تقترب منها تخفف السرعة.. حسنا.. بعد فترة أزلنا المطبة من الشارع.. ما الذي سيحدث عندما تمر عليها وبالأخص أول مرة؟.. أيضا بطبيعة الحال والأغلب أنك ستخفف.. طيب ليييش؟!! نعم السؤال هنا لماذا تخفف السرعة بالرغم من أن المطبة أُزيلت؟!!.. الجواب هو أن المطبة مازالت في رأسك.. وعندما تزيلها من رأسك حينها ستمر على ذلك الشارع دون تخفيف السرعة.. وصدق الباري: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فالبعض بعد إزالة المطبة يبدأ في القول لنفسه المطبة أزيلت إذن لا داعي للتخفيف.. والبعض يقول أبقى على نفس سرعتي لأنه لا توجد مطبة والبعض يقول الشارع مستوٍ فسأبقى على سرعتي..وهكذا فتختلف قوة الإيحاء الإيجابي هنا من شخص إلى آخر وذلك على حسب الكلمة المُستخدمة في الإيحاء.. وبالتالي.. نجد أن البعض يبقى لمدة شهرين كل يوم يمر على المطبة المُزالة وهو يخفف.. والبعض بمجرد إزالة المطبة خلال اليوم الثاني لا يخفف..
ونستطيع القول بأن تكرار الكلمات من سلبية أو إيجابية ما هي إلا برمجة للعقل الباطن والذي بدوره يحدد شخصيتك في الحياة (العقل الباطن اللاواعي، والعقل الظاهر الواعي) (والفص الأيمن من الدماغ والفص الأيسر) موضوع هام تأتي سياغته في موضوعات قادمة بتوفيق الله تعالى..
ومن الإيحاءات السلبية وأثرها على قوى الإنسان الإيحاءات بالمرض.. وكدليل قوي على ذلك قول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تمارضوا فتمرضوا فتموتوا) بمعنى أن الشخص المعافى عندما يوحي لنفسه بإيحاءات سلبية بأنه مريض.. فإن تراكم هذه الإيحاءات ستجعل منه شخصا مريضا.. وإذا استمر به الحال فإنه سيموت مباشرة.. ولننظر إلى خطر وسرعة ذلك حيث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استخدم حرف العطف (الفاء) وهو ما يدل على الترتيب والتعقيب المباشر..
بالتالي الإيحاء يكون بالكلمة بداية.. بالرغم من عدم قناعة الشخص الداخلية بأنه مريض ولكن كونه يقول الكلمة فهو يسمعها.. بالتالي العقل الباطني يرسمها ويصدقها ويعمل عليها ومثال على ذلك.. عندما أقول لك تخيل: فيلاً وردياً يطير في الهواء بأجنحة فراشة ويغرد ويشقشق كما تشقشق العصافير!! مباشرة عزيزي القارئ تخيلت ذلك ورسمت الصور تباعا كما أحسست بالشقشقة أيضاً سؤال/ هل يوجد فعلا على أرض الحقيقة والواقع فيل وردي يطير بأجنحة فراشة ويغرد كالعصافير؟!! بكل تأكيد لا.. ولكن عقلك الباطني عزيزي صدق ذلك لدرجة أنه رسم الصورة وتفاعل معها.. وهكذا هو الحال مع كلمة أنا مريض كما نبهنا منها المعلم الأعظم والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم
قصة واقعية: كان هناك رجلٌ لا يبرح عن الإدعاء بأنه مريض وأن ليس له علاج، وقد أخذه أهله إلى أطباء كثر بل إلى أطباء مشاهير وعلى قدر عال من الاختصاص وكل محاولات الأطباء باءت بالفشل، فلم تنفع معه الأدوية وأخيراً التقى بحكيم يفهم ويعي مقولة النبي الأكرم ص فقال له إن علاجك سهل فقط عليك التطبيق لما أقوله فقال الشاب المريض لا تحاول فأنا مريض ولن ينفع معي أي علاج تعطيني إياه، فقال له الحكيم بل علاجك سهل وأريد منك تطبيقه،، وماهو العلاج.. العلاج هو: أن تجلس من الصباح الباكر وتعتلي تلة وتقول لنفسك: أنا مُعافى، أنا قوي، أنا نشيط.. وكررها سبعاً.. فقال الشاب، ولكني مريض كيف أقول لنفسي بأني معافى؟ فقال له الحكيم، أنت قل الكلمة وليس شرطاً أن تقتنع بها وفعلا.. الشاب المريض جلس كل صباح وأخذ يكرر الكلمات وفي ظرف أسبوع واحد شُفي من مرضه وصار نشيطاً.. هذا اللي ما نفعت معاه أدوية ومراهم وكبسولات ولا مضادات حيوية ولا حتى منشطات لماذا؟!!.. لأن العقل الباطني قوة خارقة يجب أن نعيها ويجب أن نوججها التوجيه الأسلم لنستفيد منها..
قصة واقعية أخرى.. من منا لم يسمع بالرئيس الهندي (غاندي) الذي حرر الهند من الاستعمار البريطاني الغاشم هل تعلمون أحبائي أن غاندي كان خجولا جداً؟!! هل تعلمون أنه عندما يريد التكلم فقط يجد صعوبة بالغة جداً لدرجة أنه سقط أكثر من مرة مغمى عليه عندما يريد أن يخاطب غيره؟!! كيف صار رئيسا؟!! بل كيف لهذا الخجول الذي يقع على الأرض مغماً عليه أن يكون البطل الأسطوري والمحرر لشعب الهند؟!! إنه الإيحاء الإيجابي.. نعم.. فقد عزم هذا الرئيس على أن يغير من نفسه بأن ينهض كل صباح ويقول ويكرر: (أنا رجل شجاع) أنا رجلٌ شجاع.. أنا رجلٌ شجاع.. أنا رجلٌ.. شجااااااااااااع.. إلى أن غير من نفسه وتغلب على الخجل.. وشيئاً فشيئاً وبتكرار الكلمة الإيجابية الشجاعة.. درس الحقوق وصار محاميا وتغلب على مخاوفه عند لقائه بالجمهور، فشاعت خطبه الرنانة والصداحة.. إلى أن وقف في وجه الاستعمار وصرخ بوجههم بكل شجاعة.. لن تستعمورنا.. وسأحرر أرضي كما حررت نفسي من قبل.. والحمد لله فهذا الرجل الهندي بفضل الحسين عليه السلام وبفضل أنه تعلم من الحسين كيف يكون مظلوما فينتصر.. بفضل تعلمه الإيحاء والكلمة الإيجابية: أنا رجلٌ.. شجاع.. استطاع تحرير القارة الصغيرة أرض وشعب الهند كافة..
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: (أتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر!!)
يُتبع.. موضوع منقول | |
|