الصدقه الخفيه احد ابواب الجنه
اللهم صلي على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
الصدقة أحد أبواب الجنة. والصدقة الخفية هي تلك التي يخرجها المسلم في السر، فلا يعلم بها إلا الله عز وجل، ويجب أن تكون الصدقة وسيلة لسد حاجة المحتاج، دون أن تُخدَش كرامته، عندئذ يقوى الصف المسلم، ويرتبط المجتمع برباط المودة والتعاطف، ويتبدل شعور الحسد والحقد إلى شعور الحب والاحترام، يرحم فيه القوي الضعيف ويحنو الغني على الفقير، فيصير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ".
حينئذ يغمر الفقير شعور نفسي بأنه لبنة في ذلك البناء المسلم المتكامل، وأنه ليس كماً مهملاً أو فرداً منبوذاًِ.
كما أن المتصدق يغمره شعور نفسي بناء، إنه يشعر بسعادة عند العطاء، وهو يخرج من الأنانية الفردية إلى رحابة التعاون والسمو، إنه يحصن أمواله وهو يعطي بعضاً منها للمحتاج؛ حتى يطفئ انفعالات عوزه وحاجته، وبذلك يكون الإنفاق صدقة على نفس المتصدق. يقول الحق جل وعلا: وما تنفقوا من خير فلأنفسكم (سورة البقرة : الآية 272)، ويقول كذلك: وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون (سورة البقرة : الآية 272).
إن المتصدق بهذا السلوك يعالج قلقه وخوفه وتوتره، وتأتي الصدقة في خفية لتعطيه فرحة من الأعماق، وهو يسمع ثناء ودعاء المتصدق عليه، ولننظر إلى قوله تعالى: ومثل الذين ينفقون أموالهم \بتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير (سورة البقرة : الآية 265)،
ولنطالع بقلب واعٍ قول النبي صلى الله عليه واله وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ".... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه."