بطبيعة الحال ... كل فرد منا يطالب من حوله بأن
يتفاعلوا مع اطروحاتِه – رأيه، موقفه، اقتراحاته – وإن لم يفعلوا ذلك أصبح
إنساناً مهمشا منعزلا لاقيمة له ! وعلى حد سواء فإن الإنسان السلبي
والإنسان الإيجابي يطالب محيطه بالتمازج معه، ومنشأ ذلك عند السلبي هو
إظهار النفس وإثبات الذاتية، أمّا الإيجابي فمنطلقه خدمةَ الإنسانية لنيلِ
رضى المولى عز وجل .
الأطفال بما يحوطهم من براءة يرفضون التهميش، فإن كان لديك طفلين جرب أن
تهتم بأحدهم في حضرة الآخر، ستجدُ الأخير يكسر كأساً أمامك أو يقلب طاولة
أو يشد أنفك بقوة ! لهدفٍ واحدٍ فقط، وهو إعطائه العناية ! ولا عجب من ذلك
فطبيعة الإنسان وفطرته تحتم عليه حب الظهور . التلاميذ في الصف صنفان ؛
مشاكس ومهذب، فهل سألت نفسك يوماً لماذا هذا التلميذ مشاكس ؟! الإجابة هي
أن هذا التلميذ يحاول لفت مدرسه بعنفه وشراسته، عكس ذلك تماماً التلميذ
المجتهد الذي استطاع ان يكسب قلب مدرسه باجتهاده وامتيازه .
إن ثقافتنا الإسلامية الإيمانية تدعونا للعطاء أياًَ كان موقعنا، بين
إخوتي، مع أصدقائي، في مدرستي، وأثناء عملي، عليَّ أنْ أكون مبادراً
للخدمةِ والعطاء، والعطاء لايتحقق إلاّ إذا كسبنا ثقافة التأثير الإيجابي
. إذا فلنبدأ بتعلم كيف نكون مؤثرين إيجابيين من الآن، فللتأثير الإيجابي
– الذي يحقق الهدف - قواعد أساسية يجب الإعتناء بها، وهي الآتي :
• أن يكون المرء خلوقاً صادقاً في كل أوقاته .
• الإلمام والثقافة العامة أقلها في مايود التعبير عنه .
• التفكير الجيد في ماتقول قبل النطق به، فالحديث أسيرك مالم تتحدث به، فإن نطقت به أصبحت أسيره .
• التحدث في الوقت المناسب، وبالمقدار الذي يحقق الهدف .
• اللباقة واللطافة في الطرح .
• الاستماع الجيد بالقلب والعقل والوجدان، ثم التعقيب من دون استطراد .
• مبادرة التفكير الإبداعي، وإبداء الرغبة في تحمل المسؤولية .
• النظرة التفاؤلية اتجاه المواقف والآراء .
• البحث عن نقاط الإلتقاء، والابتعاد عن نقاط التفرق قدر الأمكان .
• التمرّن على طرق تفعيل ملامح الوجه وحركات اليدين والوقفة الصحيحة في خدمة ماتود طرحه .
كل ذلك من شأنه أن يساهم في جعلكَ إيجابياً " مؤثّراً " اتجاه الحياة بكامل