رامى فوزى عضو جديد
عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 02/06/2011
| موضوع: خطبة أم زرع ( 1 ) فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري الخميس 2 يونيو 2011 - 16:10 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الخطبة الأولى أما بعد فيا عباد الله بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم كعادته يجلس مع عائشة يتجاذبان أطراف الحديث إذا به عليه الصلاة والسلام يذكر في معرض حديثه حديث وشأن ونبأ وخبر بنت أكهل بن ساعد وصويحباتها ، ألقى النبي صلى الله عليه وسلم على مسمع عائشة خبر ونبأ تلك المرأة فأحب أن ألقي على أسماعكم ما ألقاه النبي صلى الله عليه وسلم على مسمع عائشة فيا ترى ما أمر هذه المرأة ؟ وما شأن صويحباتها ؟ وما فحوى خطابهن ؟ وما هي الثمار والفوائد المجتناة من هذا الخبر ؟ هذه تساؤلات، وهذه التساؤلات سيجاب عنها في معرض شرحي لهذا الخبر ولهذا النبأ ، وقبل أن أجيب عن هذه الأسئلة أحب أن ألقي هذه النبأ ولكن يجب أن تكون القلوب حاضرة والأفهام خالصة لأن هذا الحديث وهذا الخبر ألفاظه صعبة من أول سماعها لكنها سرعان ما تسهل إذا شرحت ألفاظها ، فقد ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه هذا الخبر ذكره في كتاب النكاح ، وأخرجه الإمام مسلم في كتاب الفضائل وأخرجه النسائي وأخرجه الترمذي في الشمائل ، يقول عليه الصلاة والسلام محدثا عائشة يقول : ( جلس إحدى عشرةَ امرأةً في الجاهلية فتعاهدنَ وتعاقدنَ على أن لا يكتُمنَ من أخبار أزواجهن شيئا ) ونحن في هذا المقام نحن الأزواج ينبغي لنا أن يصنف كل منا نفسه من أي الأصناف من هؤلاء الأزواج يكون ، فإن كان حسن العشرة فليلزم هذا الطريق ، وإن كان سيئ العشرة أو فيه بعض هذه الصفات الذميمة التي تذكرها بعض النساء فعليه أن يبتعد عنها وأن يتنحى عنها ، (فتعاهدنَ وتعاقدنَ على أن لا يكتُمنَ من أخبار أزواجهن شيئا ، قالت الأولى : زوجي لحمُ جَمَلٍ غَثّ، على جَبَلٍ وَعْر ،لا سهلٍ فيُرتقى، ولا سَمين فيُنتَقل . قالت الثانية : زوجي لا أبثُّ خَبَره، إني أخاف ألا أَذَرَه ،إن أذكرْهُ أذكُر عُجَرَهُ وبُجَرَه قالت الثالثة : زوجي العَشَنَّق، إن أنطق أُطلَّق، وإن أسكُت أُعلَّق . قالت الرابعة : زوجي كليل تِهامةَ، لا حَرٌّ ولا قُرٌّ ولا مَخافَةَ ولا سآمة. قالت الخامسة: زوجي إن دَخَلَ فَهِدَ، وإن خَرَجَ أَسِدَ، ولا يَسألُ عما عَهد . قالت السادسة: زوجي إن أكل لَف،َّ وإن شَرِبَ اشتفَّ، وإن اضطَجَعَ التفَّ, ولا يُولِجُ الكفَّ ليعلم البثَّ . قالت السابعة : زوجي غَيَاياءُ - أو عَيَاياءُ - طَباقاء ،كلُّ داءٍ له داءٌ، شَجَّكِ أو فلَّكِ أو جَمَعَ كلاًّ لكِ .قالت الثامنة : المسُّ مسُّ أرنَبٍ، والرِّيحُ ريح زَرنَب، وأنا أغلبه والناس يغلب .قالت التاسعة : زوجي رَفيعُ العماد، طويل النِّجادِ، كثير الرَّماد ،قريب البيت من الناد قالت العاشرة : زوجي مالك ، وما مالك ؟ مالِكٌ خيرٌ من ذلك ،له إبلٌ كثيراتُ المبارِك ، قليلات المسارح ، وإذا سَمعنَ صَوْتَ المِزْهر أيقنَّ أنهُنَّ هَوَالِك .قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زَرْع فما أبو زرع ؟ أناسَ من حُليٍّ أُذنيِّ، وملأ من شحم عَضُدَيَّ، وبَجَّحَني فَبَجِحَت إليّ نفسي ، وَجَدَني في أهل غَُنْيمةٍ بشق ، فجعَلَني في أهل صَهيل وأَطِيط، ودائسٍ ومُنَق ، فعنْدَهُ أقول فلا أقبَّح ، وأرْقدُ فأتصبح وأشرب فأتقمح .أمُّ أبي زرع ، فما أم أبي زرع ؟ عُكُومُها رَدَاحٌ، وبيتُها فَسَاح . ابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع ؟ مَضجِعه كمسَلِّ شَطْبِة ، وَيُشْبعُهُ ذِراع الجَفرَة بنت أبي زرع ، فما بنت أبي زرع ؟ طوعُ أبيها وَطَوْعُ أُمِّها ، وملْءُ كِسائها، وغيظُ جارَتها ، وزين أهلها . جارية أبي زرع ، فما جارية أبي زرع ؟ لا تَبُثُّ حديثَنا تَبثيثاً، ولا تنَقِّثُ مِيرتَنا تنقيثاً ، ولا تملأ بَيتَنَا تَعشيشاً . قالت : خَرَج أبو زرعٍ والأوْطابُ تُمْخَضُ ، فَلقيَ امرأةً معها وَلَدان لها كالفَهْدَين يَلعبان من تحت خَصْرها برُمّانَتين، فَطلقني ونكحها، فَنكَحْتُ بعدَهُ رَجلاً سَرِياً، ركِب شَرِيًّا ، وأَخَذَ خَطِّياً وأراح عليّ نَعماً ثَرياً، وأعطاني من كل ذابحةٍ ) وفي رواية ( من كل رائحةٍ ) زوجاً . وقال : كلي أمَّ زرع، وميري أهلكِ ،قالت : فلو جمعت كل ما أعطانيهِ ما بلغ أصْغَر آنيةِ أبي زرع ) هذا الحديث عباد الله / هو الحديث المصطلح عليه عند المحدثين بأنه حديث أم زرع قوله عليه الصلاة والسلام ( جلس إحدى عشرة امرأة في الجاهلية ) قيل إنهن بمكة ، وقيل إنهن باليمن ، فتعاقدن وأخذن العهد والمواثيق على بعضن ألا تكتم امرأة من أحوال زوجها الحسنة أو السيئة شيئا قالت الأولى : توضح وتبين سوء عشرة زوجها وسوء أخلاقه ، قالت ( زوجي مثله مثل لحم جمل ) معلوم أن لحم الضأن عند كثير من الناس هو أنفع وأطيب من لحم الجمل ، لكن مع ذلك هو لحم جمل ( غث) رديء ، ( على جبل وعر ) مع أن هذا اللحم لحم جمل ورديء فهو على ( جبل وعر ) يعني ليس هذا الجبل سهلا فتسهل النفس الوصول إليه ، ( ولا سمين فينتقل ) يعني ليس هذا اللحم ثمينا فتتكلف النفس المصاعب والمشاق فتصل إلى هذا اللحم ، لأن قولها ( لا سهل فيرتقى) الشيء المزهود فيه إذا كان قريبا يمكن أن يؤخذ أما أنه مزهود فيه ورديء وعلى جبل وعر وهو مع ذلك ليس بـ( سمين فينتقل ) فيدل على رداءة أخلاق زوجها ، ( قالت الثانية : زوجي لا أبث خبره ) تقول لهم دعوني لا تفتحوا علي أبواب الهموم والأحزان فإن لزوجي من المساوئ الباطنة والظاهرة ما لو فتحت الحديث عنه لأخذت عليكم المقام ، قالت ( زوجي لا أبث خبره إني أخاف ألا أذره إن أذكره أذكر عجره وبجره ) العجر والبجر هي العيوب الباطنة والظاهرة ، ( قالت الثالثة ) وهي أيضا تصف سوء زوجها ، ( قالت زوجي العشنق) أي الطويل ، تقول ليس فيه نفع ولا فائدة إلا أنه طويل ، والطول تتمادح به العرب تقول هو طويل لكن بلا نفع ولا فائدة تقول (زوجي العشنق إن أنطق أطلق ) تقول إن أخبرت عن مكنون ما في نفسي وذكرت له شكايتي طلقني ، وإن سكت على حالي علقني ، فجعلني امرأة لا عزباء ولا متزوجة ، فقالت ( زوجي العشنق إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق ) ( قالت الرابعة ) وهذه تصف سعادتها ولذاذتها مع زوجها كما يتلذذ أهل تهامة بجو ليلهم الذي يختلف عن جو نهارهم قالت ( زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر ) يعني لا حر مزعج ( ولا قر ) يعني لا برد مزعج ( ولا مخافة ولا سآمة ) بلاد تهامة كما هو معلوم لدى الجميع هي منطقة حارة ولكن أهلها يأنسون بليلها لأنه أبرد من جو النهار فتقول كما أن أهل تهامة يتلذذون بليلهم كذلك أنا مع زوجي في لذاذة كلذاذة أهل تهامة بجوهم ، فتقول ( زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة ) تقول لا أخاف غائلته لكرمه ولا يسأم كلامي ولا يسأم أفعالي ، ( قالت الخامسة ) وهي أيضا تمدح زوجها قالت ( زوجي إن دخل فهد) يعني مثل الفهد ينام كثيرا كما يقال ( أنوم من فهد ) وهذا يدل على أنه لا يبقى مستيقظا فيتتبع أفعالها وأقوالها وزلاتها ومع ذلك ( إذا خرج أسد ) يعني هو شجاع فكونه ينام لا يدل على جبنه أو ضعفه ، لا ( إذا خرج أسد ) وصفته بالشجاعة ( ولا يَسألُ عما عهد ) وصفته بالكرم يعني إذا وضع شيئا في البيت من الطعام والشراب لا يَسألُ أين هو ؟ لماذا نفد ؟ لماذا فرغ ؟ وإنما لكرمه لا يتعاهد ما يضعه في بيته ولذا قالت ( زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد ) ( قالت السادسة ) وهي تصف سوء زوجها ولؤمه وبخله وضعفه في مجامعة النساء ، تقول ( زوجي إن أكل لف ) تقول إن أكل الطعام لم يبق منه بقية ( وإن شرب اشتف ) يعني يستوعب ما في الإناء من مشروب فلا يترك منه شيئا ، ( وإن اضطجع التف ) يعني إذا كان معها في الفراش أخذ اللحاف واضطجع به دونها ( ولا يولج الكف ليعلم البث ) يعني لا يدخل يده ولا يعاشرها ولا يؤانسها ليعلم حزنها ويعاشرها كما يعاشر الأزواج أزواجهن وإنما هو في صدود عنها والعرب تذم من كان أكله كثيرا ومن كان شربه كثيرا ومن هو قليل الجماع ، ولذا قالت ( زوجي إن أكل لف وإن شرب اشتف وإن اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث ) ( قالت السابعة ) وهي تذم زوجها تقول ( عياياء غياياء طباقاء ) تقول هو أحمق ومع حمقه فهو طباق قد انطبقت عليه أقواله وأفعاله وجوارحه فهو لا يحسن شيئا ( زوجي عياياء غياياء ) يعين أحمق ( طباقاء ) ( شجكِ ) تقول أنا معه في هم مستمر وذلك أن هذا الرجل قد اعتاد ضربها إما أن يشجها في رأسها وإما أن يضربها في جسمها وإما أن يجمع في بعض الأحيان بين هذا وهذا ولذا قالت ( زوجي عياياء غياياء طباقاء كل داء له داء ) تقول ما تتصوره من عيب يوجد له في الناس فهو فيه بل كل عيب فيه قد بلغ منتهاه وغايته وأعلاه ( كل داء له داء شجكِ ) يعني في الرأس ( أو فلكِ ) يعني في الجسم ( أو جمع كلا لكِ ) يعني جمع كلا لك .( قالت الثامنة ) تصف حسن معاشرة زوجها واهتمامه بنفسه وتجمله لها ولذا قال المفسرون عند قوله تعالى { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ } ذكروا قول ابن عباس رضي الله عنهما إذ قال ( إني لأحب أن أتجمل للمرأة كما أحب من المرأة أن تتجمل لي ) ( قالت الثامنة : زوجي المس مس أرنب ) تقول للين عريكته وحسن أخلاقه ودماثة أخلاقه مثل جلد الأرنب لكونه ناعما و( والريح ريح زرنب ) يعني أنه يتطيب فأنا متلذذة به كما يتلذذ الإنسان بالطيب ومع ذلك فإنه يتعاهد نفسه وثيابه بهذا الطيب الزكي ( المس مس أرنب والريح ريح زرنب ، وأنا أغلبه ) تقول لكرمه معي وحسن أخلاقه يدعني فأغلبه ومع ذلك قد يتوهم متوهم بأنه ضعيف أو جبان ولذا قالت وهذا من باب التتميم كما عند البلاغيين قالت ( وأنا أغلبه ) لكن ( والناس يغلب ) إذا خرج فهو يغلب الناس فكوني أغلبه لا يدل على ضعفه وعلى جبنه ، لكن هذا لكرمه فإذا خرج غلب الناس هذا هو قول الثامنة ، أما قول التاسعة وما بعدها فسنتحدث عنه إن شاء الله عنه بعد جلسة الاستراحة الخطبة الثانية أما بعد فيا عباد الله /( قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد ) تقول : إن زوجي لكرمه قد بنى بيته في أعلى مكان في القرية لم ؟ ليراه الوافدون والضيوف فيقدمون إليه فيكرمهم ولذا قالت ( زوجي رفيع العماد ) وهذا يدل على سعة هذا البيت وكثرة خدمه وحشمه ( رفيع العماد ، طويل النجاد ) النجاد هو السيف فوصفته بالشجاعة مع كرمه فهو شجاع والعرب كما أسلفنا تتمادح بالكرم وبالشجاعة وبحسن ضراب النساء ومجامعتهن ، قالت ( زوجي رفيع العماد طويل النجاد كثير الرماد ) فهو يشعل النيران فتتضح بيوته للقادمين فيفدون إليه ومع ذلك إذا قدم الوافدون فإنه يعد لهم الأطعمة والأشربة فينجم من ذلك أن رماد هذه النار يكثر ، قالت ( زوجي رفيع العماد طويل النجاد كثير الرماد قريب البيت من الناد ) فبيته قريب مع كونه في مكان عالي فهو قريب من ذويه قريب من أهل قريته فإذا أرادوا منه مالا أو أرادوا منه مشورة فسيجدونه قريبا لا يختفي ولا يتوارى عنهم ( قالت العاشرة : زوجي مالك ) ثم استفهمت لتعظيمه قالت ( وما مالك؟ مالك خير من ذلك ) تقول : مهما وصفت مالك من المحاسن ومن المدائح فمالِك يفوق هذا الوصف ، قالت ( وما مالك خير من ذلك) واكتفت بذكر خصلة واحدة من خصاله الطيبة وهي خصلة الكرم قالت ( له إبل ) معلوم أن الإبل هي من أنفس أموال العرب ومع ذلك هذا الرجل لكرمه يعد إبله للضيوف فإذا قدموا سقاهم من ألبانها وأطعمهم من لحومها وهذا يدل على كرمه ولذا قال عليه الصلاة والسلام مبينا فضل الإبل عند العرب قال عليه الصلاة والسلام لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حُمْر النَعم ) ولذا قال عز وجل {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ } وهي النوق التي حملت وهي أنفس أموال العرب إذا أتت القيامة فإنه تعطل وتترك ولا يلتفت إليها لهول الموقف ، قالت ( له إبل قليلات المسارح ) ما تسرح في المراعي إلا بقدر الضرورة ولكنها ( كثيرات المبارك ) لماذا ؟ إذا قدم الضيوف سقوا من ألبانها بل أطعموا من لحومها ، ولذا حتى الإبل فيما بينها تعارفت أنها إذا سمعت ( صوت المزهر ) وهي آلة طرب يضربون بها إذا قدت القافلة، هذه الإبل إذا سمعت هذه الآلة أيقنت أنها هالكة لم ؟ لأن مالك سوف ينحرها لهم ، ولذا قالت ( زوجي مالك وما مالك ؟ مالك خير من ذلك له إبل قليلات المسارح كثيرات المبارك إذا سمعن صوت المزهر ) وفي رواية ( المزاهر ) ( أيقن أنهم هوالك ) أما قول الحادية عشرة وهي قول أم زرع فلها حديث طويل والنبي عليه الصلاة والسلام قد قال فيها قولا لم يقله في بقية النساء ، فيا ترى ما هو هذا القول ؟ وما هي الفوائد والثمار المجتناة من هذا الخبر الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عائشة ؟ كل هذا سيعرف بمشيئة الله جل وعلا في الجمعة القادمة .الخاتمة :......... | |
|