اهمية الانفاق في المجتمع
إن استخدام "العفو" في تحقيق مصالح المسلمين، مع الاحتفاظ بملكيته، يمثل الحد الأدنى لإنفاق "العفو" في سبيل الله تعالى. فبناء المشروعات الاستثمارية التي تحقق مصالح من يبنيها، وتحقق في نفس الوقت مصلحة المجتمع الإسلامي، يمثل صورة من صور إنفاق "العفو" في سبيل الله تعالى. . وعدم إنفاق "العفو" في هذه الصورة، يعني تعطيل المال والجهد، وإضاعتهما، وفاعل ذلك يقع تحت طائلة النهي عن إضاعة المال، وتبديد الجهد. وتتدرج صور إنفاق "العفو" صعوداً بعد هذه الصورة، التي تشتمل على تحقيق مصلحة صاحب العفو بتنمية ثروته، وزيادة دخله، وتحقق مصلحة المجتمع بإيجاد فرص للعمل، وسلع للاستهلاك، حيث تليها صورة كثيراً ما استخدمها المسلمون، ودعا إليها النبي - صلوات الله وسلامه عليه - وتتمثل في إنشاء مشروع، يزيد من حجم ثروة صاحب "العفو"، لكن دخله وعوائده تكون للمجتمع، مثل من يبني دوراً يملكها، ويزيد بها حجم ثروته، لكنه يخصصها لسكنى الفقراء، وأبناء السبيل مثلاً، وينتفع بها إذا احتاج إليها، وهي "المنيحة" التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم عندما دعا إلى تقديم الناقة، أو البقرة، أو العنزة، إلى من يستفيد بما تدره، ثم يستعيدها إذا احتاج إليها، أو عند انتهاء المدة المقدرة، "ألا رجل يمنح أهل بيت ناقة تغدو بعس وتروح بعس، إن أجرها لعظيم " (23) فهذه صورة أعلى من الصورة السابقة، وتعلوها الصورة الأسبق، والتي تتمثل - كما قلنا- : في التخلي عن ملكية "العفو"، لصالح المسلمين أفراداً أو جماعة.
الاسم : نورا مبارك عبد السميع الفاوي
دبلومه عامة نظام العام الواحد
شعبة تاريخ
مجموعة (3)