حب الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم
عطش أبو بكر الصديق
يقول سيدنا أبو بكر: كنا في الهجرة وأنا عطشان جدا ، فجئت بمذقة لبن فناولتها للرسول صلى الله عليه وسلم، وقلت له : اشرب يا رسول الله، يقول أبو بكر: فشرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى ارتويت
لا تكذّب عينيك فالكلمة صحيحة ومقصودة، فهكذا قالها أبو بكر الصديق ..
هل ذقت جمال هذا الحب؟انه حب من نوع خاص .. أين نحن من هذا الحب؟
--
واليك هذه ولا تتعجب، انه الحب.. حب النبي أكثر من النفس ..
يوم فتح مكة أسلم أبو قحافة [ أبو سيدنا أبى بكر ]، وكان إسلامه متأخرا جدا وكان قد عمي، فأخذه سيدنا أبو بكر وذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه ويبايع النبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ' يا أبا بكر هلا تركت الشيخ في بيته، فذهبنا نحن إليه ' فقال أبو بكر: لأنت أحق أن يؤتى إليك يا رسول الله .. وأسلم أبو قحافة.. فبكى سيدنا أبو بكر الصديق، فقالوا له : هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم ونجا من النار فما الذي يبكيك؟تخيّل .. ماذا قال أبو بكر..؟قال: لأني كنت أحب أن الذي بايع النبي الآن ليس أبي ولكن أبو طالب، لأن ذلك كان سيسعد النبي أكثر ..
سبحان الله ، فرحته لفرح النبي أكبر من فرحته لأبيه أين نحن من هذا؟
ثوبان رضي الله عنه
غاب النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم عن سيدنا ثوبان خادمه وحينما جاء قال له ثوبان: أوحشتني يا رسول الله وبكى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ' اهذا يبكيك ؟ ' قال ثوبان: لا يا رسول الله ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة فنزل قول الله تعالى { وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا [69] سورة النساء
------------
سواد رضي الله عنه
سواد بن عزيّة يوم غزوة أحد واقف في وسط الجيش فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجيش :' استووا.. استقيموا '. فينظر النبي فيرى سوادا لم ينضبط فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ' استو يا سواد' فقال سواد: نعم يا رسول الله ووقف ولكنه لم ينضبط، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بسواكه ونغز سوادا في بطنه قال: ' استو يا سواد '، فقال سواد: أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق فأقدني فكشف النبي عن بطنه الشريفة وقال:' اقتص يا سواد '. فانكب سواد على بطن النبي يقبلها . يقول: هذا ما أردت وقال: يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك
... ما رأيك في هذا الحب؟
------------
وأخيرا لا تكن أقل من الجذع....
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في مسجده قبل أن يقام المنبر بجوار جذع الشجرة حتى يراه الصحابة .. فيقف النبي صلى الله عليه وسلم يمسك الجذع، فلما بنوا له المنبر ترك الجذع وذهب إلى المنبر 'فسمعنا للجذع أنينا لفراق النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر ويعود للجذع ويمسح عليه ويقول له النبي صلى الله عليه وسلم :' ألا ترضى أن تدفن هاهنا وتكون معي في الجنة؟ '. فسكن الجذع ..
جزاكم الله خير..
واليكم هذه الفتوي
للشيخ عبد الرحمان السحيم حفظه الله
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ورد في الأثر هذا الكلام ؟ هل يجوز نشرها عبر المنتديات والإيميل ؟
وجزاكم الله كل خير ..
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
أما الرواية ألأولى فلم أقِف عليها ، وفي خبر الهجرة ما سطّره الصّدّيق رضي الله عنه مما هو أعظم من ذلك .
روى الحاكم من طريق محمد بن سيرين قال : ذكر رِجَال على عهد عمر رضي الله عنه فَكأنهم فَضَّلوا عُمر على أبي بكر رضي الله عنهما , قال : فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه ، فقال : والله لليلة مِن أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ؛ لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه حتى فَطِن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أبا بكر ! مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذْكُر الطَّلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك ! فقال : يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ، ما كانت لتكون مِن مُلِمّة إلاَّ أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر : مكانك يا رسول الله حتى أستبرىء لك الغار ، فدخل واستبرأه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الحجرة ، فقال : مكانك يا رسول الله حتى أستبرىء الحجرة ، فدخل واستبرأ ، ثم قال : انزل يا رسول الله ، فَنَزَل , فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين لولا إرسال فيه ، ولم يُخَرِّجاه .
قال ابن حجر : وفي دلائل النبوة للبيهقي مِن مُرْسَل محمد بن سيرين – ثم ذكَرَه – .
وقصة إسلام والد أبي بكر رضي الله عنهما مشهورة ، وقصة قول أبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم في شأن إسلام أبي طالب ، رواها الطبراني ، وابن عساكر في تاريخ دمشق .
وذَكَر ابن حجر في " الإصابة " بعض أسانيد هذه القصة ثم قال : أخرج عمر بن شبة في كتاب مكة وأبو يعلى وأبو بشر سمويه في فوائده كلهم من طريق محمد بن سلمة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أنس - في قصة إسلام أبي قحافة - قال : فلما مَدّ يَده يُبايعه بَكى أبو بكر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما يُبكيك ؟ قال : لأن تكون يَد عَمّك مَكان يَده ويُسلم ويُقِرّ الله عينك أحبّ إليّ مِن أين يكون . وسنده صحيح ، أخرجه الحاكم من هذا الوجه وقال : صحيح على شرط الشيخين . اهـ .
وقصة ثوبان رضي الله عنه جاءت في تفسير الآية . وقد رواها الواحدي عن الكلبي ، ومن طريق الواحدي رواها ابن عساكر في تاريخ دمشق .
وقال الألباني : أخرجه الطبراني في المعجم الصغير ، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية ، وعنه الواحدي ، وابن مردويه ، والمقدسي في " صفة الجنة " من حديث عائشة مُختَصَرا ، وقال المقدسي : لا أرى بإسناده بأسا . وله شاهِد مِن حديث ابن عباس وآخر مِن مُرسَل سعيد بن جبير ، وغيره ، أوردها الحافظ ابن كثير في " البداية " . اهـ .
وجاء في الأحاديث أن القائل رجل مِن الأنصار ، وفي بعضها : رَجُل ، وفي بعضها " ناس من الأنصار " .
قال ابن كثير في التفسير : وقد رُوي هذا الأثر مرسلا عن مسروق وعن عكرمة وعامر الشعبي وقتادة وعن الربيع بن أنس ، وهو مِن أحْسَنها سَنَدًا . اهـ .
وفي حديث عائشة رضي الله عنها : قالت : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم – فذَكَرَته –
قال الهيثمي عنه : رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عمران العابدي وهو ثقة . اهـ .
وقصة سَواد بن غُزية رضي الله عنه صحيحة مشهورة .
وقصة الجذع وحنينه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُخرّجة في الصحيحين دون ما يتعلّق بالدّفن !
وفي حديث جابر رضي الله عنه : فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْهَا ، فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ وَكَانَ عَلَيْهِ فَسَمِعْنَا لِذَلِكَ الْجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ الْعِشَارِ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا ، فَسَكَنَتْ . رواه البخاري .
قال الحسن البصري : حدثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَخطب يوم الجمعة ويُسند ظهره إلى خشبة ، فلما كثر الناس قال : ابنوا لي منبرا ، فبنوا له منبرا ، فتحوّل من الخشبة إلى المنبر . قال : فَحَنَّت والله الخشبة حنين الوالد . قال أنس : وأنا والله في المسجد أسمع ذلك . قال : فو الله ما زالت تَحِنّ حتى نَزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر ، فمشى إليها فاحتضنها ، فسكتت فيها الحسرة . وقال : يا معشر المسلمين الخشب يَحِنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أفَليس الذين يَرجون لقاءه أحّقّ أن يَشْتَاقوا إليه ؟ رواه ابن المبارك .