أحمد سلامه مشرف سابق
عدد المساهمات : 1609 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 40
| موضوع: " رمضان والحياة من جديد " الثلاثاء 2 أغسطس 2011 - 1:40 | |
| " رمضان والحياة من جديد "
نتمنى حلول رمضان , و نتشوق لاستقباله , ونعلم جميعا أنه بإذن الله سينقضي وينتهي كما انقضي غيره , تلك سنة الله - سبحانه - , وتمر الأيام الجميلة مرورا سريعا , تمر وربما نكون عنها غافلين .
لقد تزينت الدنيا بزخارفها , و كثرت مشاغل الحياة حتى شغلت الخلق عن دورهم الحقيقي , فنسوا الغاية التي خلقوا من أجلها والتي قال الله عنها : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "
لذلك علينا أن نجعل الدنيا زادا للآخرة فقد يسرقنا الوقت وفجأة نجد أنفسنا بين الحياة والموت وعندها نتذكر حق الله - سبحانه وتعالى - ونتمنى أن يجعل لنا من العمر بقية لكي نعود إليه سبحانه , فهل يا ترى إذا تحقق ذلك وزاد العمر من جديد سنعود إلى الله فعلا بالإنابة والعمل أم سننسى أنفسنا مرة ثانية ونغتر بالدنيا ونتشاغل مع من يتشاغل ؟!
في رمضان الماضي كنت استشعر أنه آخر رمضان في حياتي وكنت أشعر بمرور دقائقه حريص أشد الحرص على جمع ما استطيع ليقبلني ربي عنده في ذلك الشهر فما لبثت أن مرت الأيام .. عام كامل .. وجاء رمضان جديد فشعرت انه قد بعثني ربي مرة ثانية فتذكرت الآية من قوله تعالى : " وَأَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ " ( المنافقون : 10 )
فذلك العبد يتمنى تأخير الأجل بعض الوقت ليكثر من فعل الخيرات رغم أن الحياة كانت أمامه , ولكنه كان غافلا عن يوم لقاء ربه فأراد منحه أياما من عمره ليكثر فيها من الطاعات .
وهكذا وبنفس الطريقة اليومية يأتي الليل ويعم السكون وينقلب الأحياء جميعهم أمواتا , وإن كان موتهم موت مؤقت ,لكنه أشبه ما يكون بالموتة الكبرى إنني , أشعره كذلك عندما أردد دعاء الاستيقاظ من النوم " الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور " " الحمد لله الذي رد عليّ روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره " , حال النائم كحال مفارق الحياة لا يشعر وهو مستغرق في نومه بما يدب حوله , إنها لصورة مصغرة للموت الكبير , لكن ترى هل يعتبر الإنسان بعد الاستيقاظ من نومه أنه قد بعثه الله - سبحانه - من جديد في يوم جديد يسعى سعيه في الإكثار من الصالحات .
كذلك حال من يمر به حادث ما فيكون قريبا من الأموات وينظر إليه الجميع أنه كذلك , وقد يتغير حاله بحال آخر فتتحسن صحته وتبدأ تعود له الحياة من جديد , فهل اعتبر مما حدث له , فإن الله قد بعثه للحياة من جديد وأمده بعمر جديد ليعمل ويكثر مما يقربه من ربه .
نحن بحاجة أن نقف مع أنفسنا محاسبين لها على هذا المفهوم الذي نفرط في معناه , هل سنستيقظ من رقدتنا وغفلتنا ؟ وهل سيكون حالنا في ذلك الشهر العظيم كحالنا في غيره تلهنا سكرة الهوى وطول الأمل ؟!
إننا بحاجة ماسّة إلى أن نستشعر بمعاني المحاسبة والتدبر فقدم إلينا شهر غذاء للأرواح , وبلسم للجراح , ومقيد للشهوات, مقو للهمم , غنيمة للصالحين وفرصة للعصاة والمذنبين فالكثير يتناسى آثاره الخيّرة وسننه النيّرة واكتفى من الصيام بحبس نفسه عن الطعام والشراب !!
كذلك حال الغريق يندرج به الموج ويشتد عليه فلا يستطيع الخروج مما فيه ويتلقف أنفاسه الأخيرة بلحظة واحدة ثم يجد من يرفعه من أعماق الماء ويبدأ ليستنشق نسمة هواء لعمر جديد فهل علم انه قد بعثه ربه من جديد وأعطاه فرصة جديدة للعمل ليغير من حاله ويعود لربه بأعمال كثيرة تقربه من الله - سبحانه - ليدخر زاده المطلوب للقاء الحق الذي كتبه الله عليه ؟!
وعند حلول الشهر اذكر في نفسي من كان معنا في رمضان الماضي من الأقارب والمعارف والطيبين ولكنه حال الموت بينهم وبين إدراك رمضان هذا العام , بل وافاهم رمضان وهم تحت الثرى وأتساءل هل كانوا على وعي بأنه سيكون رمضان الماضي آخر رمضان لهم ؟! , ويا ترى ماذا فعلوا في رمضانهم الأخير هذا وهل أعدوا الزاد للقاء ربهم ؟
وعند قدوم الشهر يعلو في الأفق نسيم نفسي عجيب يشعر المسلم به عند إعلان رؤية الهلال ففيه خصوصية لا توجد في غيره , فالصدقة فيه أفضل من غيره وفيه تتضاعف الحسنات وفيه يزيد إقبال قلوب العباد على الله - عز وجل - كما أن من فضله أيضا العمرة فيه تعدل حجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ففي الصحيحين : " عمرة في رمضان تعدل حجة " أو قال : " حجة معي " .
وفي رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر فلنضاعف الحسنات فيه ونغتنم ذلك الشهر . علينا أن نشكر الله عز وجل الذي أمدنا ومنحنا عمرا جديدا , فلنكثر من قول " اللهم بلغنا رمضان " , وعلينا أن نصلح ما بيننا وبين الله عز وجل , وما بيننا وبين الناس , وما بيننا وبين أنفسنا , ونستعد لحسن العمل , وصدق النية حتى نخرج من رمضان بتجارة رابحة وصدق القائل : " رمضان سوق يقوم ثم ينفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر " . إن رمضان فرصة للتغيير ,
فيه يجد المسلمون فسحة جديدة للعبادة والإقبال فيجب أن يكون منطلقا لرجعة ثابتة , وعودة صادقة إلى الله عز وجل , ليس تغييرا مؤقتا في أيام معدودة فإذا كانت القلوب غافلة والنفوس شاردة عليها أن تقبل على الله - سبحانه - قبل فوات الفرصة وانقضاء الأعمار . | |
|
اشرف خلف مشرف
عدد المساهمات : 1904 تاريخ التسجيل : 01/06/2011 العمر : 37
| موضوع: رد: " رمضان والحياة من جديد " الثلاثاء 2 أغسطس 2011 - 1:58 | |
| بارك الله فيك اخي الحبيب احمد موضوع قيم واكثر من رائع ونصائح غاليه لنستشعر منها خوفنا وحرصنا علي طاعة الله والقرب منه سبحانه وتعالي جزيت خير الجزاء وسقيت من حوض المصطفي عليه الصلاة والسلام | |
|
أحمد سلامه مشرف سابق
عدد المساهمات : 1609 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 40
| موضوع: رد: " رمضان والحياة من جديد " الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 1:55 | |
| أشكرك أخى الحبيب أشرف خلف على مرورك الكريم والعطر والمشرف لى ، وعلى تقييمك الجميل للموضوع ، و دعائك الطيب لى - جزاك ربى بمثله وزيادة - شكـــــــرا جزيلا .
بارك الله فيك ولك ، وجازاك - سبحانه - خير الجزاء وأحسنه ، وحماك من كل مكروه وسوء ، ورزقك الفردوس الأعلى ، وشفاعة الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم الموقف العظيم . | |
|
مى محمد مشرف سابق
عدد المساهمات : 971 تاريخ التسجيل : 08/01/2011
| موضوع: رد: " رمضان والحياة من جديد " الإثنين 8 أغسطس 2011 - 8:16 | |
| | |
|
هبة الله مشرف
عدد المساهمات : 2310 تاريخ التسجيل : 23/05/2010
| موضوع: رد: " رمضان والحياة من جديد " الإثنين 8 أغسطس 2011 - 15:05 | |
| بارك الله فيك أخي الكريم أحمد
وجزاك الله خير الجزاء
اللهم اجعلنا من عتقاء شهر رمضان , اللهم أعنا علي الصيام والقيام | |
|
أحمد سلامه مشرف سابق
عدد المساهمات : 1609 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 40
| موضوع: رد: " رمضان والحياة من جديد " الثلاثاء 9 أغسطس 2011 - 1:30 | |
| أشكركما مى محمد - هبة الله على مروركما الكريم والعطر والمشرف لى ، وعلى دعائكما الطيب لى - جزاكما ربى بمثله وزيادة - شكـــــــرا جزيلا .
بارك الله فيكما ولكما ، وجازاكما - سبحانه - خير الجزاء وأحسنه ، وحماكما من كل مكروه وسوء ، وتقبل منكما دعائكما الكريم ، ورزقكما الفردوس الأعلى ، وشفاعة الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم الموقف العظيم . | |
|