منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور ياسر عبدالله

إسلامـــــــي - تربـــــــــوي - تعليـــــــمي - إجتماعــــــي- تكنولوجـــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القابضات على الجمر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
علاءمحمدحسين خلف الله
عضو ملكي
عضو ملكي
علاءمحمدحسين خلف الله


عدد المساهمات : 1622
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 43

القابضات على الجمر  Empty
مُساهمةموضوع: القابضات على الجمر    القابضات على الجمر  Icon_minitimeالخميس 11 أغسطس 2011 - 13:06

بقلم: عزة مختار

تتراءى أمام عيني عشرات الصور، ويختلط الماضي بالحاضر ويتداخل بشكلٍ مبهم، لا أستطيع معه التركيز أو اتخاذ قرار صائب أو حتى خطأ، قرار سوف تتحدد به إلى أين تكون خطواتي التالية ووجهتي المنتظرة، أنظر هناك إلى حيث الماضي القريب حين غضب الحياء وصرخت المروءة وضاعت في متاهات المخبرين الحقيقة، وحين حطموا باب بيتي في جوف الليل، وقلبوه رأسًا على عقب باحثين عن ذلك الشريف المطالب بالإصلاح- وتلك في نظرهم تهمة ليس لها غفران- روعوا الأطفال الأبرياء الذين لا ذنبَ لهم إلا أن أباهم يقول ربي الله، وتعدوا على حرمة النساء الطاهرات العفيفات المبتغيات في بيوتهن الستر والعفاف.



وتتداخل صورة أخرى، فها هو المسجد الذي طالما جلسنا فيه جماعات تذكر اسم الله وتسبح بحمده في حلقات تحفها الملائكة، فتهرب من عيني دموع الشوق والحنين إلى تلك الأيام المباركة التي تجمعنا فيها على مائدة القرآن ومأدبة ذكر الله، ثم تبدو من بعيد جحافل أخرى في سيارات مصفحة ومليئة بجنود لا تكاد ترى في عيونهم إلا الجهل والخوف وتنفيذ أوامر هم أول المكتوين بنارها، عشرات ومئات من تلك الجحافل تحيط بحينا وتطوقه؛ وذلك ليس خوفًا على أهل الحي من عدوٍ قد أحاط به، ولكن جاءوا ليمنعوا أهله من الوصول إلى صناديق الاقتراع التي دعونا بشدة أن نخرج لنشارك فيها.



ثم صورة أخرى لذلك المجرد من إنسانيته الذي جاء ليرفع يده- قطعت يداه- ليدفعني بعيدًا عن مقر اللجنة ويقول: اذهبي من هنا فليست تلك ببلدكم وإلا سألقي بكن جميعًا في البحر، ثم يتوجه إلى أنصاره ومؤيديه الذين اشتراهم- الواحد بعشرة جنيهات- يقول لهم: مَن تقترب من اللجنة اقتلوها وعلى مسئوليتي، وترتفع العصي الغليظة مهددةً النساء بلا رحمة، وأذكر كيف جاهدنا وجاهدنا ورابطنا كي نصل إلى مقر اللجنة، وأذكر كم شعرنا بالانتصار حين تمكنا من الوصول وكم شعرنا بالفخر حين أمسكنا بالقلم واخترنا مَن ارتضينا دينه ووثقنا به.



ثم تتوالى الصور أمام عيني من اضطهادٍ في العمل بسبب الانتماء، ومن اضطهادٍ من الناس بسبب الفكر والاتجاه، ثم تخفت الصور وتخفت ويتدخل صوت بداخلي يعلو شيئًا فشيئًا: وماذا جنيتِ من كل هذا؟ ما حصيلة ذلك المشوار الطويل الذي سرته؟ هل تغير شيء؟ هل انحسر الفساد؟ إن كل ما حدث أن انفلت الأمر من أيدي المنادين بالإصلاح، ووضعوا في المعتقلات، وضاقت بهم سبل العيش وتعرضوا لاضطهاد تلو الآخر، واستفحل الأمر وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، وحكم الطغاة الأرض وأفسدوها بالقوانين المشبوهة التي لا تخدم إلا مصالحهم الخاصة.



ماذا جنيت من ذلك المشوار الطويل انتخابات وراء انتخابات ومعتقلات تليها معتقلات وهوان يزيد بشاعةً يومًا بعد يوم وبطون خاوية تنتظر ما تبقَّى من موائد اللئام كي تنال ما يقيم أودها.
ماذا جنيت من كثرة الكلام والنصح للناس غير مصمصة الشفاه وبعض الدمعات المعبرة عن التأثر بذلك الوعظ الذي سرعان ما ينسى على باب المسجد حين يغادره الحاضرون؟



ماذا جنيت سوى أن يضطهد الأولاد في الجامعات وفي حقوقهم في الحصول على فرصة سكن متواضعة بين زملائه الطلاب لا لشيء سوى لأن أباهم أو أمهم لهما انتماء لا يرضى عنه المفسدون؟



ماذا جنينا سوى المزيد والمزيد من الفساد بعدما باعوا مستقبل بلادنا بثمن بخس وكانوا فيه من الزاهدين؟ مستقبل أبنائنا الذين طالما حلمنا معهم بأن يعيشوا غدًا أفضل مما عشناه وأرحب مما عرفناه، فرصة عمل ومسكن يؤويهم ورغيف خبز ليس مغمورًا في عرق الطوابير وفرصة في علاج آمن ليس مغشوشًا ودم ليس ملوثًا في أكياسه المعقمة، وسيارة يسافر بها على طرق ممهدة، ومقعد بمدرسة يحفظ كرامته وإنسانيته، ثم إذا أراد يومًا أن يسافر فيجد عبَّارةً لا تغرق به في عرض البحر.



ماذا جنينا سوى العذاب والتسلط والقهر والفقر والمرض والجهل؟ ماذا جنينا سوى أننا في هبوط وهم في صعود؟ ماذا جنينا سوى أن أصواتنا بحت وما علت اليوم إلا أصواتهم، وهم من يستمع إليهم الناس البسطاء ويتبعونهم إما خوفًا أو طمعًا.



يعلو الصوت بداخلي وتتراءى الصور الباهتة وتنهمر الدموع، لست أدري لماذا، وأنتظر جوابًا لسؤالي وماذا بعد؟



هل أستمر في نفس الطريق وبين هؤلاء الناس المقهورين مكتوفي الأيدي والذين لا يريدون الحركة أو التضحية، ونظل نحن في مقدمة الصفوف دون ظهر يحمينا حتى من هؤلاء الذين نناضل من أجل أن يعيشوا حياة كريمة؟



هل أستمر وحدي أو مع قلة لا تكاد تستطيع حماية نفسها؟ هل أخرج من بيتي الدافئ الآمن إلى المهانة والسباب من السفهاء والمتطاولين على شريعة الله عز وجل ممن دنسوا أنفسهم وتمرغوا في تراب السلطان؟



وتمر الصور سريعة فها هم من كنت أحسبهم لا يتحركون قد تحركوا وها هو الشعب الذي طالما كان مطمعًا للطامعين ينتفض ويقول كلمة لم يستطع من قبل أن يقولها، وهي كلمة "لا"، انطلقنا بكل الميادين ولم نكن وحدنا هذه المرة بل كل طوائف الشعب، كل المقهورين وكل المظلومين، والكل كان مقهورًا ومظلومًا، قضينا الأيام والليالي بالشوارع لم ننم ولم نهدأ، وقررنا أن نكون، وقررنا أن نسقط الطاغوت، وارتقى الشهداء وارتوت الأرض بالدماء، وحين تُروى الأرض الدماء فسوف نجني منها لا محالة الرجال.



وسقط الفرعون وقد حسبنا أنه خالد، وسقط النظام الذي ظننا أنه لا يُقهر، وقبل كل هذا قال الشعب كلمته، كلمة واحدة جمعت الجميع وهدف واحد وميدان واحد وشارع واحد ولقمة واحدة كان يقتسمها المجموع.



واكتشفت أننا جنينا الكثير من الخروج، وأن الثمن الذي دفعناه لم يذهب سدى، وأن كل قطرة دماء كانت تعني للوطن الكثير، ووجدت أن قضاء بعض العمر في المعتقلات جنى مقابلاً له الحرية.



واكتشفت في خضم الأحداث أنه كان لا بد من دفع الثمن حتى نظفر بلحظة كتلك التي مرت بنا يوم 11 فبراير أو كلحظة نرى فيها الفرعون خلف القضبان في نفس المكان الذي كان فيه يعذب الأحرار ولكن في قضية ليست كقضيتهم، وإنما بتهمة قتل شعب وإهدار كرامة أمة.
كان لابد من دفع الثمن، ونفخر أننا قد دفعناه كاملاً، من حريتنا ولقمة عيشنا وراحتنا وراحة أبنائنا وأرواح أزواجنا التي حملوها على أكفهم فداءً للدين والوطن.



ثم تمر صور أخرى يظهر فيها الحاقدون من الفلول وبقايا الطغاة ومن أجهزة مخابرات عالمية، تحاول أن تهدم صرحًا بنيناه بأجساد أبنائنا ودماء شهدائنا، وتختلط الصور وتختلط الأصوات وكأننا لم نتعلم من أخطاء الماضي، ولم نعرف أنهم إنما يحاولون تفرقة الصف وتفتيت الكلمة تحت رايات متعددة وكل منهم يدعي مصلحة الوطن- وهو صادق- لكن الوطن من أفعال الجميع بريء فيدب اليأس إلى نفسي شيئًا فشيئًا، وتصارعني تلك النفس أن دعينا نسترح فلطالما تحركنا ولطالما قدمنا ولطالما تقدمنا الصفوف فماذا جنينا؟ من نحميهم بدمائنا صاروا يرفعون رايات ضدنا ومن عملنا من أجلهم يناصبونا اليوم العداء بينما كنا ندفع الثمن الغالي كانوا هم في حجراتهم يتنعمون بالأمن والأمان وتصارعني نفسي وتسألني هل أواصل الطريق؟



بهتت الصور وتباعدت وخفت الصوت بداخلي وتراءت صور أخرى أمامي، فها هو الحبيب المصطفى في رحلته إلى الطائف، وقد دميت قدماه فيربطهما بخرقة بالية من شدة الإصابة، ويتعرَّض له سفهاء الطائف وصبيانها بالشتائم والسباب، وها هو الكافر اللعين يبصق في وجه النبي الشريف، وجه حبيبنا وحبيب الرحمن وخير من طلعت عليه شمس من البشر، ومع ذلك يصبر ويرفع يده بكل كرم ورحمة "اللهم اهدِِ قومي فإنهم لا يعلمون".



وها هم الصحابة والصحابيات من بعده يسيرون على نفس الخطى محتملين نفس العنت، وها هم الأئمة والعلماء عقدًا بعد عقد يتطاول عليهم الظالمون بالعذاب تارةً والتسفيه تارةً واتهام بالكفر والزندقة مرات ومرات، وها هم الفراعنة يرتدون أثوابًا أخرى ويتحلون بوجوهٍ ليست بوجوههم، لكنهم في المنطق سواء وفي دعواهم سواء وها هو التاريخ يشهد بأن الظلم إنما هو جولة وأن الظالمين إلى زوال وأن الحق باقٍ بأهله وإنها لإحدى الحسنيين، وأن الجميع قد مات ووقف بين يدي ربه حاملاً معه ما قدمه في هذه الدنيا، كل خطوة خطاها وكل فعل وكل لفظ وكل لمحة عين، كل ذهب إلى ربه وبقي الحق قائمًا كما هو رافعًا رايته وملتفًًّا حوله أهله الذين هم دائمًا قلة في كل وقت وحين، ثم ها هي القلة يتفلت منها البعض ويسقطون، ويذهب أناس ويأتي آخرون والحق باقٍ ما بقيت الأرض إلى أن نلقى الله .



كل الفرق الآن أمامي، ويتردد السؤال في جنبات نفسي مع من أحب أن أكون؟ ويأتيني النداء الرباني: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)) (البقرة).



ويأتيني نداء آخر: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمْ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)) (آل عمران).



تتراجع نفسي وأحاول أن أصم أذني عن الحوار، تلك النفس التي طالما سعت وسعت، ها هي اليوم تحاول أن تركن إلى الدعة والراحة والسكون وإيثار السلامة، تنتقد الناس وتتهمهم بالسلبية، ثم هي الآن تأمرني بها وتدعوني إليها.



ما جدوى الخروج؟ هكذا تصرخ نفسي: ما جدوى الخروج؟

وإذا بي أرد عليها وبكل ثقة وما جدوى القعود؟ (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) (الرعد: من الآية 11).



إذا تغيَّر جزءٌ من المجتمع من حركتي أليس ذلك أفضل من لا شيء، إنَّ علينا الغرس والرعاية وقد أخذنا أجرنا كاملاً ومع هذا فقد وُعدنا النصر.



" وإذا اشتد الأمر فأبشر بانفراج"

والآلام والتضحيات وضيق العيش والاضطهادات؟ فيجيبني مولاي: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)) (آل عمران).



وناداني الحنين، حنيني إلى أيامٍ عشتها في رحاب دعوة الله وحث الخطى على طريق نبيه الكريم وقررت أن أعود، فإذا أهين نبينا واستبيحت أعراضنا وضُيعت حقوقنا ونهبت أموالنا وتطاولوا على شريعتنا وانتهكوا حرمات بلادنا فلِمَ القعود؟ إنه ذلك الزمان الذي بشرنا به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "يأتي على أمتي زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر"، ونحن قد قبضنا على الدين زمانًا في ظلِّ حكم الطغاة وأذنابهم ووفينا، فلِمَ التخاذل اليوم؟ ولِمَ القعود؟ وإذا لم أكن أنا لها- وهذا تاريخي- فمَن يكون؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دموع تائبة
عضو ملكي
عضو ملكي
دموع تائبة


عدد المساهمات : 2108
تاريخ التسجيل : 21/11/2010

القابضات على الجمر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: القابضات على الجمر    القابضات على الجمر  Icon_minitimeالسبت 13 أغسطس 2011 - 2:49

جزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القابضات على الجمر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القابضات على الجمر- السيخ محمد العريفى
» الثلج....الجمر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور ياسر عبدالله :: البيت المسلم السعيد-
انتقل الى: