أين ذهبت البركة من البيوت؟؟
الدكتور :- شيرين الألفي .
_________________________________________
تأتيني العديد من المشكلات الأسرية المختلفة والغريبة, والتي تقشعر لها الأبدان. .......... فأتعجب ما الذي حدث في البيوت المسلمة, وما هذا الكم من المشكلات العجيبة. كنت أتحدث مع إحدى صديقاتي وتطرق الحديث إلى شابات هذا الجيل المقبلات على الزواج ففوجئت بها تخبرني أن بنات اليومين دول يبالغون مبالغة كبيرة بل ويزايدون على بعض في الجهاز حتى إنهم يأتون مثلا على سبيل المثال بالمناشف (عدد70) فشهقت وصُعقت وتعجبت . ........ هل أصبح كل تفكير هذا الجيل أن السعادة تأتي من الماديات فيحرصون على جمع أكبر عدد من الأشياء, وتتبارى كل منهم أن تنافس الأخرى في عدد ما تأتي به ؟ في فرح إحدى أقاربي (لم أحضره بفضل الله) ولكن حكي لنا مَن حضر أنه كان هناك راقصة شبه عارية. فكَّرت وأيقنت بعدها لماذا بيوت هذا الجيل هشة, ولماذا ارتفعت نسبة الطلاق ولماذا كثرت الخيانات الزوجية؟ تعجبت من أحوال الناس وكم ابتعدوا عن طريق الله فكان جزاؤهم أن نسيهم الله,( نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ). قد يظن البعض أني أبالغ في الربط بين هذا وذاك, ولكني أقول.....ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل. فعندما يبدأ الشاب والفتاة حياتهم الزوجية وهمهم كمية ونوعية الجهاز, وكلام الناس, والأشياء المادية فقط بالإضافة إلى كم المعاصي الذي يحدث في الأفراح, حتما ستكون النتيجة بيت خاو من الحب والسعادة, أما مَن يبدأون بيتهم وكل همهم ألا يغضبوا الله عز وجل ويبدأون على طاعة الله ورضاه, فحتماً سيجزيهم الله بأن يمتلئ بيتهم حباً وسعادة. عايشت كثيراً من البيوت التي أسست على طاعة الله ولم تهتم بالمظاهر, أتعلمون كيف يعيشون؟؟ أعطاهم الله الحب الدائم لدرجة أنه مهما يمر الزمن عليهم يشعرون أنهم في شهر عسل دائم, هذا فقط؟؟ لا بل أعطاهم الله المال ومتَّعهم بكل مباهج الدنيا, فلم يُحرموا من شيء. إن الأشياء التي يدخل بها كثير من الأزواج إلى بيوتهم كفيلة بتجهيز خمس بيوت على الأقل ويكون كثير. هناك كثير من الشباب لا يستطيع الزواج وكثير من البنات الفقيرات واليتيمات لا تجد ما تتجهز به للزواج. ألا يخشى هؤلاء الله؟؟...........من الواضح أن الله ليس في حساباتهم وإنما كما قال الله تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) وهكذا فمن لم يجعل الله في حساباته لم يجعله الله في حساباته ويتركه للضلال ولا يمن عليه بالسعادة. لهذا هربت السعادة من هذه البيوت وهجرتها, لهذا دبَّ الكُرْه بين الأزواج وانتشرت الخيانة, لأنها بيوت لم تبن على تقوى الله وإنما بنيت على أساس هش من الماديات التي تبلى مع الزمن فعشَّش فيها الشيطان. إن الحب والصبر والتقوى والرحمة بالفقراء من أهم دعائم البيوت, إنها بيوت عامرة بالسعادة تلك البيوت التي جعلت الله أساس الزواج, التي تضع الله في حساباتها دائما ولا تفعل إلا ما يرضيه في كل شئ, يمن الله عليهم بسعادة لا تنقطع لا في الدنيا ولا في الآخرة.
_________________________________________