يعاني شعب الصومال المسلم من مجاعة أهلكت الصغار والكبار، والرجال والنساء، والشباب والشيوخ، ويستغيث الصوماليون من كل مكان، ويقولون: وا غوثاه!! فهل من مغيث!!.
كما أنهم يتعرضون للحملات التنصيرية التي وفدت إليهم بهدف ظاهره المساعدة وباطنه التنصير، فمن يحفظ عليهم عقيدتهم الإسلامية وحياتهم؟ وما هي مسئولية الشعوب والحكومات الإسلامية تجاههم؟ وما حكم إرسال الزكوات والصدقات إليهم؟
هذا ما سوف نتناوله في هذه المقالة:
* وجوب مساعدة شعب الصومال:
يعدُّ غوث شعب الصومال من الموجبات الدينية، والدليل على ذلك من القرآن الكريم قول الله تبارك وتعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ) (المائدة: من الآية 2).
والدليل من السنة المطهرة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (البخاري ومسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشدُّ بعضه بعضًا" (البخاري ومسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من كان عنده فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان عند فضل زاد فليعد به على من لا زاد له" (مسلم).
والدليل من أعمال السلف: ففي عام المجاعة في عهد عمر بن الخطاب، أرسل رسالةً إلى عمرو بن العاص، والي مصر، وقال له: "وا غوثاه!! وا غوثاه!!"، فعندما وصلت الرسالة إلى عمرو بن العاص، أرسل له قافلة من الطعام؛ أولها وصلت المدينة وآخرها في الفسطاط.
من الأدلة الشرعية السابقة يُستنبط وجوب الوقوف بجوار إخواننا المنكوبين في الصومال؛ لحفظ دينهم وأنفسهم وإرادتهم وأعراضهم، ولا نتركهم فريسةً للحملات التنصيرية.
* حكم إرسال الزكاة والصدقات وغيرها إلى شعب الصومال:
يعدُّ غوث شعب الصومال من أولويات مصارف الزكاة في ضوء أحكام ومبادئ فقه زكاة المال، فينطبق عليهم ما يلي:
- مصرف الفقراء والمساكين.. فهم فقراء حقًّا ويقينًا، يعيشون دون حد الكفاية، بل إن بعضهم يعيش دون حد الكفاف، فشتان بين حال فقير يعيش في دولة عربية أو إسلامية وحال فقير من فقراء الصومال يموت جوعًا!.
- مصرف الغارمين.. فهم من الذين أثقلتهم أعباء الحياة المعيشية، ونزلت عليهم الحوائج والمصائب، ومنها اعتداءات الحملات التنصيرية؛ فهم أولى بالزكاة والصدقات من غيرهم.
- مصرف في الرقاب.. ويقصد في هذا المقام حفظ الحرية والإرادة؛ فهم يحتاجون إلى من يدافع عن عقيدتهم وحريتهم؛ حتى لا تسلب من قبل الحملات التنصيرية؛ لذلك وجبت لهم الزكاة والصدقات.
- مصرف ابن السبيل.. لقد شرِّد شعب الصومال من ديارهم وهُجِّّروا، ويعيش معظمهم في خيام دون حد كفاية الحاجات الأصلية من المأكل والمشرب والملبس والمأوى والعلاج والتعليم؛ ولذلك وجبت لهم الزكاة والصدقات.
- مصرف في سبيل الله.. فهم المجاهدون والمرابطون في أرض من أراضي الإسلام، وهم كذلك المجاهدون من أجل المحافظ على إسلامهم، فيدخل ما ينفق عليهم في مصرف في سبيل الله لحفظ الإسلام والمسلمين.
ولقد صدرت العديد من الفتاوى من مجامع الفقه الإسلامي العالمية ومن كل علماء وفقهاء الأمة بجواز نقل الزكاة والصدقات إلى شعب الصومال؛ حيث ينطبق عليهم فقه أولويات مصارف الزكاة، ويجب على حكومات الدول العربية والإسلامية أن تيسر ذلك، وهذا أضعف الإيمان.
وخلاصة القول: يجب على المسلمين دعم إخوانهم فى الصومال بالزكاة والصدقات والنذور والفدية والكفارات، وما في حكم ذلك، ولقد أجمع فقهاء الأمة الإسلامية على ذلك، واعتبروا من أولويات صرف الزكاة جواز نقلها إليهم.
أخي المسلم.. ادفع دينارًا تنقذ صوماليًّا مسلمًا.