كتبت- رشا سعودي:
شهدت الأيام القليلة الماضية كثير من الصيدليات وعيادات أمراض النساء، إقبالاً كبيرًا من النساء من عمر الـ17 عامًا إلى الـ30 عامًا، اللاتي يطلبن حبوب تأخير الحيض، وبات سؤال: هل يمكن تناول الحبوب حتى لا نفطر في رمضان أو نعتمر أو نحج على الوجه الأكمل؟
يتردد على ألسنة الكثير منهن؛ فكلٌّ منهن تتمنى أن تصوم شهر رمضان كاملاً، أو تؤدي مناسك العمرة أو الحج كاملةً؛ ويزداد الطلب على تناول تلك الحبوب- في الـ10 الآواخر من رمضان، وفي الحج، وفي الأوقات المشهورة بزيادة المعتمرين فيها- إلا أن هناك الكثير من المحاذير يطلقها الأطباء من جرَّاء تناول تلك الحبوب؛ خاصةً على الفتيات غير المتزوجات.
أم ملك (مدرسة) تتناول حبوب تأخير الحيض، منذ عدة سنوات في رمضان؛ حتى تستطيع التعبد وتلاوة القرآن والصلاة والصيام دون أن يفوتها أداء أي فريضة، كما أنها تناولتها عندما ذهبت إلى العمرة أيضًا، ولا ترى أي ضرر أصابها إلى الآن!
بينما ترى هبة يوسف (مهندسة) أنها على الرغم من رغبتها في إتمام صيام رمضان كاملاً إلا إنها لن تجرب هذه التجربة مرة أخرى؛ حيث إنها تناولت هذه الحبوب العام الماضي؛ وتسببت لها في مشاكل عديدة، منها أن الدورة الشهرية جاءتها مصحوبة بآلام شديدة، وبغزارة أشد مما تعهده؛ حتى سبب لها ذلك ضعفًا صحيًّا شديدًا.
وتقول ناهد لطفي (مدرسة): إنها تفضل الحبوب بآثارها السلبية إن وجدت على أن تفطر في العشر الأواخر، أو ألا تؤدي مناسك الحج والعمرة كما هي!!
وتضيف قائلة: إن غذاءها الروحي تأخذه من الخشوع والبكاء بين يدي الرحمن في التهجد والقيام بهذه العشر؛ ولذا فهي مستعدة للتحمل من أجل الشعور بهذه اللذة التي تنتظرها عامًا بعد عام، وتفقدها عندما تداهمها الدورة الشهرية في معظم الأعوام.
وتؤكد صفاء سعداوي (صيدلانية) أن الطلب على حبوب تأخير الحيض زاد في رمضان عن بقية شهور السنة بنسبة 20%، مقارنةً ببقية شهور السنة، وتضيف أن الطلب زاد أكثر بدايةً من يوم 20 رمضان، وأيام الحج، وأشهر رجب وشعبان ورمضان وعمرة المولد النبوي.
كوارث وأضرار!
وتحذر الدكتورة شيماء محمد عمر (طبيبة أمراض النساء) من تناول تلك الحبوب وتأثيرها الضار؛ خاصةً على الفتيات غير المتزوجات، وتتعجب من زيادة الاستشارات الطبية الخاصة بكيفية تأخير الدورة الشهرية خاصةً تلك الأيام.
وتوضح أن أكثر من يلجأن إلى تناول وسائل لتأخير نزول دم الحيض هن السيدات المتزوجات، وعدد قليل من البنات اللائي لم يسبق لهن الزواج التي تلجأ لمثل تلك الحبوب؛ نظرًا للأضرار الناتجة منها، وخشية من أن تؤثر هذه الحبوب على فرصتها في الإنجاب فيما بعد؛ لذا فهي تتقبل فترة الحيض في رمضان درءًا لمفسدة أكبر.
وتبين أن حقيقة أمر هذه العقاقير أنها لا تمنع الحيض نهائيًّا، بل تؤخره لبعض الوقت نتيجة أنها تزيد من نسبة وجود بعض الهرمونات في الدم فتؤدي إلى إيهام الجسم أن ميعاد نزول الحيض لم يحن بعد.
وترى أنه من الأفضل عدم استخدام هذه الحبوب؛ حيث إنها قد تؤدي إلى ما يعرف عند العامة بالنزيف الكاذب، وهو نزول الحيض بغزارة شديدة؛ حيث إن تأخير نزوله يؤدي إلى زيادة سمك بطانة الرحم، ومن ثم نزول الحيض بعد تأخيره عمدًا بغزارة شديدة؛ مما قد يؤثر سلبيًّا على نفسية المرأة.
وتؤكد أن المشكلة لا تقتصر فقط على ذلك؛ بل قد يحدث أحيانًا خلل في بعض الهرمونات الخاصة بالتبويض؛ مما يؤدي إلى تباين وعدم انتظام ميعاد الدورة الشهرية، محذرةً الفتيات اللاتي لم يسبق لهن الزواج من تناول مثل تلك العقاقير؛ حيث إن احتمال حدوث خلل هرموني يزداد لديهن.
وتوضح أن الله عز وجل هو الذي خلق المرأة وهو أعلم بما يصلح حالها، وأنه ما دام اختار لها ذلك فعليها أن ترضى بذلك، فهي لها في حالة مرضها أجر ما كانت تفعله وهي صائمة وصحيحة.