ابني يكره المدرسة.. ماذا أفعل؟!
م. القاهرة
أنا أم لستة أولاد وطفلي صاحب المشكلة ترتيبه الخامس، وله أخوات في الجامعة والمدارس، وبينه وبين الأخت التي تكبره مباشرة 8 سنوات، وهو يرفض الذهاب إلى المدرسة، وكلما سمع سيرتها ثار وردد: "أنا مش هروح المدرسة.. أنا أكره المدرسة.. والواجبات صعبة.. والمدرسين بيزعقوا وبيضربونا".
ويظل يردد مثل هذه الكلمات مع البكاء والعصبية، فأحاول أن أشرح له قيمة التعليم، ومكانة المتعلم عند الله وفي المجتمع، وكثيرًا ما أحكي له القصص والحكايات بهذا الشأن دون جدوى، لدرجة أنني أصبحت أخشى أن يصبح فاشلاً أو يرفض الذهاب إلى المدرسة عندما يأتي وقتها.
أرجعت ذلك- ربما- لأنه دخل المدرسة مبكرًا عن أقرانه، مع العلم أنه في الصف الثالث بالمعهد الأزهري، وفكرت أن أنقله إلى مدرسة خاصة في المرحلة الابتدائية، وربما يكون سبب نفوره راجعًا إلى تعامل المحيطين به، والمدرسة الخاصة من الممكن أن يكون بها مدرسون أفضل واهتمام أكثر، ولكني أخشى أن يترك الأزهر، ولا يحب الاستمرار فيه إذا كبر.
أرجو الإفادة من المتخصصين ولكم جزيل الشكر
يجيب عنها معتز شاهين الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):
الأخت الفاضلة:
ما يعاني منه ابنك الحبيب هو ما يمكن أن نسميه (إرهاب المدرسة School Phobia)، وهي حالة يعاني منها نسبة لا تقل عن 2.4 من الطلاب في سنواتهم الدراسية الأولى، وقد تمتد لفترة المراهقة إذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم.
وهنا تبدأ في الظهور على الطفل أعراض عديدة ومتنوعة، مثل: (ألم بالبطن، أو الصداع والغثيان، أو تسارع نبضات القلب، أو تعدد مرات التبول، والعرض الأعم والغالب وهو البكاء).
وقد تكون تلك الأعراض تظاهرية يتظاهر بها الطفل؛ للهروب من الذهاب إلى المدرسة، وقد يشعر بها فعلاً؛ نتيجة للحالة النفسية السيئة التي يمر بها (أعراض نفسية جسمية)؛ لذا يرجى التعامل مع تلك الأعراض بشكل من الجدية، وعدم تسفيه تلك الأعراض.
ويبدأ العلاج هنا بعدة خطوات:
- أهمها وأولها معرفة الأسباب وراء ذلك الخوف غير المبرر من المدرسة، ومحاولة علاجها وحلها إذا كان ممكنًا، بالتعاون مع إدارة المدرسة ومُدرِّسي الطفل.
- عدم الامتثال لرغبة الطفل في المكث في البيت، وذلك يكون بلا شدة أو قسوة، ولكن بصرامة؛ حتى يتأكد الطفل أنه لا طريق له للهرب من الذهاب إلى المدرسة.
- إذا لزم الأمر، من الممكن مرافقة الطفل إلى المدرسة، والبقاء معه مدة معينة، ويتم تقليل ساعات البقاء معه تدريجيًّا؛ حتى يألف الطفل المدرس والتلاميذ بشكل خاص والمدرسة بشكل عام، وهذا يسمى في علم النفس "العلاج بأسلوب التعرض وإزالة الحساسية".
- تحفيز الطفل إيجابيًّا، من خلال تحديد أوقات للاستجمام واللعب، ورحلات وخلافه في حال الانتظام في الذهاب للمدرسة والتفوق.
- خلق جو من المودة بينه وبين مدرسيه، والعمل على توثيق علاقته بأصدقائه في المدرسة؛ حتى يكون هناك حافز لديه للذهاب والمكث في المدرسة.
وختامًا ذكرتِ في رسالتكِ أن طفلكِ يخشى المدرسين وتعاملهم معه، وكذلك صعوبة المواد الملقاة على عاتقه، وأنا مع اقتراحك بنقله إلى مدرسة أخرى، أو نقله إلى التعليم العام إذا لم يستمر في التعليم الأزهري؛ نظرًا لصعوبته بالنسبة لطفلكِ.