adham عضو جديد
عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 20/09/2011
| موضوع: سؤال مهم ارجو الاجابه عليه الأربعاء 21 سبتمبر 2011 - 14:06 | |
| معايير اختيار الزوجه الصالحه | |
|
أحمد سلامه مشرف سابق
عدد المساهمات : 1609 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 40
| موضوع: رد: سؤال مهم ارجو الاجابه عليه الأربعاء 21 سبتمبر 2011 - 16:16 | |
| الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . أما بعد .
أخى الكريم ... سعدت بسؤالك هذا ؛ لأنه يدل على تفكير واعٍ متفتح ... ولهذا من المهم حين يقبل الشاب على الزواج أن يقبل عليه وهو يستشعر عظمة هذه الشعيرة في نفسه ، ومن هنا كان التخطيط السليم ، وعدم التسرع والعجلة ؛ حتى يكون الاختيار اختياراً ناجحاً ، ومن ثم تكون العشرة طيبة ومستمرة ، وحين يقبل على إنشاء هذه الأسرة بصورة صحيحة وعلى أساس متين يضمن بقاء هذه الأسرة حتى تؤدي دورها في المجتمع ، لأنه إذا صلحت البدايات أشرقت النهايات .
ولهذا كان لابد من الاختيار الواعي الذي يوازن بين اعتبار القيم ومعايير القبول عند وضع الشروط المراد توافرها في شريكة الحياة ، ومن قيم و أسس الاختيار :
الدين – الحسب – المال – الجمال .
أخى الكريم ... تأمل قول الرسول - صلي الله عليه وسلم - : " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " رواه البخاري ومسلم .
يذكر الحديث الشريف المقاييس التي وضعها الناس عند اختيار الزوجة ، ثم يذكر لنا المقياس الذي وضعه الإسلام على لسان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وهو مقياس الدين .
ومعنى الحديث : إن لم تظفر بذات الدين التصقت يداك بالتراب ، أو ملئت بالتراب ، ولو كنت متزوجا بأجمل وأغنى وأحسب من في الأرض ، لأن الدين هو أصل كل صلاح في الوجود ، وهذا دعاء بالفقر على من لم يكن الدين من أهم أهدافه عند الزواج .
أخي الفاضل ... إن الإسلام حين حثَّ على الظفر بذات الدين ، لم يأمر الشاب بأن يتزوج بفتاة فقيرة دميمة وضيعة ، ولكنه يريد ذات الدين التي أخذت حظها من الجمال والشرف ، فذلك أحب إلى الزوج وأعف له وأغض لبصره وأجمع لشتات قلبه .
والجمال هو أحد الاعتبارات التي تحصل بها الألفة بين الزوجين ، ومما يدل على ذلك ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال : إني تزوجت امرأة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا نظرت إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً " ، وهنا لابد أن تعي أن الجمال في المرأة له شقان :
الشق الأول : جمال الظاهر ، وهو جمال الصورة ، وهذا أمر نسبي عند الرجال ، فعين ترى المرأة جميلة ، وعين لا تراها كذلك ، والمعول هنا على الرؤية الشرعية .
الشق الثانى : جمال الباطن ، وهو جمال الروح المتوج بالدين والأخلاق والأدب ، فكم من فتاة غير جميلة الصورة لكنها جميلة بروحها وشفافية أخلاقها ، وكم من جميلة في الصورة دميمة في مخبرها وخلقها وسلوكها .
واعلم أخى الكريم ... أن جمال الصورة تبليه السنون ولا يقبل النماء ، بعكس جمال الروح فإنه قابل للنماء والتألق ، وهو الجمال الذي امتدحه الله تعالي بقوله : " فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ..." [النساء : 34] .
إن جمال الصورة قابل للتنازل بعكس جمال الروح فإنه لا يقبل التنازل عنه أو التساهل فيه . يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : " لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن ، ولكن تزوجوهن على الدين ، ولأمة خرماء ذات دين أفضل " أخرجه ابن ماجه ، والخرماء : أي مشقوقة الأنف والأذن .
وأيضا من الصفات التي يجب الحرص عليها في الفتاة ، الطاعة والأمانة ، سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم : أي النساء خير ؟ قال : " التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها ولا في ماله " رواه أحمد .
ومن صفاتها أيضا أن تكون ودودة متحببة لا جافية ولا غليظة ولا مسترجلة ، فكم من خلق حسن أبقى على عقد الزوجية ، وكم من خلق سيئ قطع الأوصال ، وكما يقولون ... البر شيء هين وجه طليق وكلام لين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة ؟ الودود الولود العؤود ، التي إذا ظُلمت قالت : هذه يدي في يدك ، لا أذوق غمضاً حتى ترضى " رواه الدار قطني والطبراني وحسنه الألباني .
والولود هي المرأة التي ترغب في كثرة الإنجاب ، ولا تتعلل بالعزوف عنه بدعوى عدم التفرغ ، أو خوفاً على جمالها أو شيء من هذا القبيل والذي كثر الحديث عنه في هذه الأزمان ، والودود المتحببة إلى زوجها ، والعؤود التي تعود عن خطئها وتعتذر منه ، بل وتطيب خاطر زوجها ولو كان هو المخطئ ، كما بين صلى الله عليه وسلم ذلك أنها تقول لزوجها : " هذه يدي في يدك ، لا أذوق غمضاً حتى ترضى " أي التي لا تنام حتى ترضي زوجها ، ويرضى عنها زوجها وإن كان هو الظالم لها .
ويخبر صلى الله عليه وسلم أن الذي يريد الزواج مبتغيا به غير ما يقصد منه ، من تكوين الأسرة ، ورعاية شؤونها ، فإنه يعامل بنقيض مقصوده فيقول : " من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذُلاً ، ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقرًا ، ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة ، ومن تزوج امرأة لم يرد بها إلا أن يغض بصره ، ويحصن فرجه ، أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه " رواه الطبراني .
والقصد من هذا الحظر ألا يكون القصد الأول من الزواج هو هذا الاتجاه نحو هذه الغايات الدنيا ، فإنها لا ترفع من شأن صاحبها ، ولا تسمو به ، بل الواجب أن يكون الدين متوافرا أولا ، لأن الدين هداية للعقل والضمير ، ثم تأتي بعد ذلك الصفات التي يرغب فيه الإنسان بطبعه وتميل إليها نفسه .
أخى الكريم ... قد تسأل وتقول : وكيف أظفر بذات الدين ؟؟ هناك خطوات عملية للوصول إلى هذا الهدف منها :
1- أخلص النية ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه " . رواه البخاري ومسلم .
2- الدعاء ... كان ابن مسعود رضي الله عنه يقرأ القرآن فإذا فرغ قال : " أين العزاب ؟ فيقول ادنوا مني ، ثم يقول لكل واحد قل : اللهم ارزقني امرأة إذا نظرت إليها سرتني ، وإذا أمرتها أطاعتني ، وإذا غبت عنها حفظتني " .
3- البحث والسؤال .. فتسأل أخى الكريم عن دين من رشحت لك ، وتسأل أيضا عن دين وأخلاق أبيها وأمها ، حتى تحصل على المرأة الصالحة .
4- ابحث كذلك عن المرأة التي صفاتها : الجميلة ، المطيعة ، البارة ، الأمينة . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا أقسمت عليها أبرتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك " أخرجه النسائى .
5- المنظومة الثلاثية .... وهي الإيمان والأخلاق والفاعلية ، فمن كانت تعيش وفق هذه المنظومة فإنها متدينة حقيقة ، وهنا الفاعلية بمعنى أن يكون لها دور في إصلاح المجتمع ، وتقف على ثغرات الإسلام ، ولها دور دعوي ولو كان دوراً صغيراً .
كما أن أخى الكريم لا يكون الاختيار أساسه الزي الشرعي فقط ، فارتداء المرأة للزي الشرعي الذي حدده الله – سبحانه وتعالى – لها ليس كافيا ، فالتدين يكون بالمظهر والمخبر ...
ولا تنس باقي آليات اختيار شريكة الحياة ، ابتداءً من الاستخارة ، ثم الاستشارة ، ثم البحث عن التكافؤ ، فكل هذه الأمور من شأنها زيادة التفاهم والتقدير والاحترام .
وفقك الله – سبحانه وتعالى – للاختيار الأمثل للزوجة الصالحة التي تقر عينك ، وتعينك على طاعة الله في ظل حياة طيبة وربيع دائم يغلفها طول العمر .... اللهم آمين .
| |
|