نكاح الجني للإنسية و الإنسي للجنية

نكاح الجني للإنسية و الإنسي للجنية
فقيل إنه غير ممكن ،والحق إمكانه. قال الثعالبي :زعموا أن التناكح و التلاقح قد يقعان بين الجن و الإنس ،قال تعالي : {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ وَ الأوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلا غُرُوراً } الأسراء64 ( لقط المرجان .جلال الدين السيوطي ص29 )
وأخرج الحكيم الترمذي –وهم غير الإمام الترمذي صاحب السنن المشهور – في "نوادر الأصول "عن عائشة :أن رسول الله () قال : (إن منكم مغربين ) قيل :يا رسول الله ،وما المغربون ؟ قال: (الذين يشترك فيهم الجن ).
وأخرج أبو داود في سننه عن عائشة قالت:قال لي رسول الله ()((هل رئي فيكم المغربون ،قلت::وما المغربون قال((الذين يشترك فيهم الجن ) قال ابن الأثير في( النهاية )سموا مغربين لأنهم دخل فيهم عرق غريب ،أو جاءوا من نسب بعيد ،وقيل :أراد بمشاركة الجن فيهم:أمرهم إياهم بالزنى ،ومنه قوله تعالي (وشاركهم في الأموال و الأولاد))لقط المرجان ص31 وعن عطاء ابن عباس،قال:المخنثون أولاد الجن قيل لابن عباس :كيف ذلك؟قال:إن الله ورسوله نهيا أن يأتي الرجل امرأته وهي حائض ،فإن أتاها سبقه الشيطان،فحملت ،فجاءت بالمخنثة لقط المرجان ص30
عن ابن عباس ،قال رسول الله -" صلى الله عليه وسلم "-)لوأن أحدكم أراد أن يأتي أهله فقال:باسم الله ،اللهم جنبنا الشيطان ،وجنب الشيطان ما رزقتنا ،فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً))رواه البخاري ومسلم.
قال الثعالبي في ((فقه اللغة ))يقال للمتولدين بين الإنس والجنية :الخنس،وللمتولد بين الأدمي والسعلي :العملوق ,لقط المرجان ص30 وذكر أبو المعإلي بن المنجا الحنبلي في (شرح الهداية )في امرأة قالت :إن معي جنياً يأتيني كما يأتي الرجل المرأة إنه لا غسل عليها ،وكذا قال بعض الحنفية لانعدام سببه وهو الأيلاج و الإحتلام قال المؤلف:وفيه وجهة نظر ،وينبغي أنه يجب عليها الغسل ،لأنه لولا الأيلاج لما علمت أنه يجامعها كالرجل .لقط المرجان ص30 عن أبي هريرة ،قال:قال رسول الله (): ((أحد أبوي بلقيس كان جنياً))
وأخرج ابن أبي شيبة ،وابن المنذر عن مجاهد قال :صاحبة سبأ كانت أمها جنيه .لقط المرجان ص31
وأخرج ابن أبي حاتم ،عن زهير أن محمداً قال :أم بلقيس فارعة الجنيه.لقط المرجان ص31
وأخرج ابن جريح ،قال: أم بلقيس :بلقية .)لقط المرجان ص 31
وأخرج الحكيم ،وابن مردويه ،عن عثمان ابن حافر ،قال:كانت أم بلقيس امرأة يقال لها :بلقيه بنت شيطان .لقط المرجان ص31
وأخرج بن عساكر ،عن الحسن :أنه سئل عن ملكة سبأ ،فقال:إن أحد أبويها جني ، فقال :الجن لا يتوالدون ،أى أن المرأة لا تلد من الجن .لقط المرجان ص31
قلت: :وهذا الحديث الذي ذكر أن أحد أبوي بلقيس كان جنيناً وقول السلف الصالح عن أم بلقيس وبقولهم إنها من الجن كل هذا يعتبر رد علي كل من أنكر أن الرسول ()أو السلف الصالح قد تحدثوا في هذا الموضوع وهو التناكح بين الجن و الإنس فمنهم من قال نريد الدليل علي ذلك من الكتاب والسنة والسلف الصالح فأقول والدليل هو الحديث السابق وأنه قد جاء بسند ضعيف في قصص الأنبياء لابن كثير وصحيح من كلام قتاده من تفسير ابن جرير . ومنهم من قال لو نظرنا إلي هذا الأمر وهو التناكح بين الجن و الإنس من ناحية العقل سنجده مستحيل حيث أن الجن عالم خفي و الإنس عالم ظاهر فأقول إن الجن عالم خفي عنا نحن حيث يقول الله تعالي { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } الأعراف27ويوجد من الأحاديث الصحيحة ما يدل علي أن بعض الحيوانات تري الجن مثل الكلاب والحمير. ومنهم من يقول كيف يكون التناكح بين الجن و الإنس وهما من جنسين مختلفين ويقول هل رأيت خروفاً يتزوج دجاجة أو هل رأيت حماراً يتزوج بقرة فكل هذه أمور غير معقولة وكذلك لا يمكن أن يتزوج الجن من الإنسية أو الجنية من الإنس .
فأقول رداً علي ذلك إذا كنت تنكر التناكح بين البهائم إذا اختلف النوع فإنا معك في هذا حيث أن البهائم لا عقل لها يختار بين البدائل ولكن تتحكم فيها الغريزة ،لذلك تجد كل حيوان يميل إلي نظرائه ،أما الجن و الإنس وهم مكلفون ومختارون بين البدائل فمن الممكن أن يشتهي جني إنسية أو جنية تشتهي إنسي ،كما يحدث ذلك في الواقع عندما يشتهي إنسان منتكس الفطرة البهائم ،فمن الممكن أن تجد إنسان يشتهي البهائم ويقع علي البهيمة ،ومن هنا جاء في الفقه الإسلامي حكم إتيان البهائم ،وإنما حدث ذلك لأن الإنسان له عقل يختار بين البدائل،ومن هنا جاء ميله إلي جنس مخالف وهو الحيوانات ،وهذا كله لأنه مخلوق عاقل والجن مثله فمن الممكن أن يحدث ميل بين الإنس والجن مع أنهما جنسين مختلفين لأنهما عاقلان ،أما البهائم فلا يحدث ذلك بينهما لأنهما لا يستطيعان الأختيار بل تتحكم فيهم الغريزة .