ان وحدة العمل الاسلامي واجب شرعي وضرورة حركية تفرضها طبيعة المرحلة التي تمر بها الحركة الاسلامية في مصر بعد ثورة 25 يناير المباركة حيث تنادي كافة الفصائل الاسلامية بضرورة الحفاظ على الهوية الاسلامية لمصر واقامة دولة اسلامية حضارية ترسي اسس العدل و المساواة وتحفظ حقوق المسيحيين من خلال تطبيق الشريعة الاسلامية ، وهناك اعين في الداخل والخارج متربصة شرا بالاسلاميين وتتحين الفرصة للانقضاض عليهم وتستغل أي هفوة لأي فصيل إسلامي فتقوم بتضخيمها وتبحث عن مواطن الخلاف بين الجماعات الإسلامية لتؤججها وتزيد من الشقة وتقطع الطريق أمام أي محاولة للتقريب بين الإسلاميينلأنه لو حدث وتوصلت الجماعات الإسلامية إلى تشكيل تحالف إسلامي واسع فإن أحلام العلمانيين واليساريين في حكم مصر ستذهب أدراج الرياح وتتحول إلى سراب ، وفي هذا الاطار ضخمت الصحف غير الاسلامية من الانباء التي ترددت عن وجود خلافات بين الجماعات الاسلامية على الساحات العامة لتنظيم صلاة العيد .كلامي هذا بمثابة جرس انذار للاسراع في التقريب بين الاسلاميين وتناسي الخلافات التاريخية وتشكيل تحالف واسع بين مختلف الفصائل الاسلامية ، لان الظروف التي تمر بها مصر تحتم على الاسلاميين التسامي فوق الجراح ان كانت هناك جراح من الماضي والتعالي فوق الخلافات النظرية والتاريخية المتوارثة من جيل الى جيل على بعض القضايا ، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة بين الاسلاميين والعلمانيين على هوية مصر ، وهو ما يتطلب سرعة توحيد العمل الاسلامي لتضافر الجهود لاعادة بناء مصر ويجب ان تكون الروح السائدة بين الجماعات الاسلامية هي روح الحب والاخاء و التعاون و الولاء ، والعمل - بما لا يخالف الشرع الاسلامي- بمقولة " يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ويعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا فيه " وهي المقولة التي قالها صاحب المنار الاستاذ محمد رشيد رضا ونقلها عنه الاستاذ حسن البنا ورفضها بعض الاسلاميين الا ان الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله رحمة واسعة كان له تعليقٌ حسنٌ عليها ولا يمكن لاسلامي يزعم انه متمسك بالمنهج الاسلامي ان يعارض تفسير العلامة ابن باز ولو عملنا بتفسيره لتلك المقولة لعالجنا الكثير من اسباب الخلاف بين الاسلاميين ، قال شيخنا ابن باز" : نعم يجب أن نتعاون فيما اتفقنا عليه من نصر الحق والدعوة إليه والتحذير مما نهى الله عنه ورسوله ، أما عذر بعضنا لبعض فيما اختلفنا فيه فليس على إطلاقه بل هو محل تفصيل فما كان من مسائل الاجتهاد التي يخفى دليلها فالواجب عدم الإنكار فيها من بعضنا على بعض أما ما خالف النص من الكتاب والسنة ، فالواجب الإنكار على من خالف النص بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن عملا بقوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) سورة النحل الآية 125 وقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) صحيح مسلم الإمارة (1893),سنن الترمذي العلم (2671),سنن أبو داود الأدب (5129),مسند أحمد بن حنبل (4/120)."