هناك ولا شك عوائق كثيرة غير أن أبلغها أثرا وأشدها خطرا ـ في نظري ـ المشكلة السياسية التي تعيشها الحركة الإسلامية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها الدعوي، ومما يدل على خطورة هذه المشكلة أننا نشاهد انقسام الجماعة الواحدة وتشرذمها لا لخلافات فكرية عقائدية، وإنما لأهواء وآراء سياسية، وإن حاول بعضهم تبرير هذه الانقسامات والخلافات بأنها لأسباب عقائدية، وتتمثل هذه الأزمة السياسية في صور عديدة هي في بعض فصائل الحركة أوضح من بعضها الأخر ومن هذه الصور :
1- غياب الأهداف الرئيسية : فقد كان سبب قيام الحركات الإسلامية سببا سياسيا وهو سقوط الخلافة الإسلامية التي ترمز إلى وحدة الأمة السياسية، ثم ما ترتب على ذلك من دخول الاستعمار الغربي وتقسيمه العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة مستعمرة، وطمسه الهوية الإسلامية وذلك بمحاربة للشريعة واللغة العربية.
فقامت الحركات الإسلامية ونصب عينيها تحقيق الأهداف الرئيسية الثلاثة وهي:
(أ) عودة الخلافة الإسلامية التي هي من أوجب الواجبات الشرعية والتي تمثل الوحدة السياسية للأمة.
(ب) تحكيم الشريعة الإسلامية في واقع حياة المجتمع الإسلامي.
(جـ) إحياء روح الجهاد في سبيل الله لدفع الاستعمار وحماية الأمة.
وقد واجه الاستعمار هذه الهداف بوسائل كثيرة وبواسطة بعض رجال الفكر والقلم أستطاع التشكيك بأهمية بل وشرعية الخلافة، وأن الدولة القومية أو الوطنية هي الأقدر على التطور والنهوض بالعالم الإسلامي، وبلغ من أثر هذا التشكيك أن صارت بعض فصائل الحركة الإسلامية تستهجن فكرة عودة الخلافة وتستعبدها في الوقت الذي ينادي فيه رجال الفكر في العالم الغربي إلى وحدة أوروبا التي لا تملك من مقومات الوحدة ما يملكه العالم الإسلامي
الاسم:اميرة احمد محمد
الفرقة:الثالثة الشعبة:تاريخ