بسم الله الرحمان الرحيم الللهم صلي على عبدك ورسولك محمد واله وصحبه اجمعين وبعد :
وجوب وحدة العمل الاسلامي
تكاد تكون التعددية في العمل الاسلامي ظاهرة لم ينجو منها قطر من الاقطار صغيرا كان او كبيرا بل لم تنجو منها اية مجموعة او جالية اسلامية على امتداد العالم..
ففي كل مكان عشرات التنضيمات والهيئات والجماعات والمشيخات والاحزاب الاسلامية ..
والغريب ان بعض العاملين في الحقل الاسلامي يعتبرون التعددية هذه ظاهرة صحية ؟وأنها مدعاة الى احتواء اكبر حجم من الناس وتغطية مساحة اوسع من العمل ..وكأن القضية قضية حجم وسعة في الانصار والانتشار وليس في نوعية العمل وفاعليته في احداث التغيير الاسلامي
فالتحديات والشبهات التي ظن تنظيم ما انه سيكون في مأمن منها ومنجاة لحقته جملة وتفصيلا وقد غاب عن باله ان الاسلام هو المستهدف والمقصود في الاساس ان العاملين للاسلام كائنا ما كانت اسمائهم ومسمياتهم امام مصير مشترك؟
وان العيب الذي كان يراه في غيره اصبح متهما به هو لو جئنا الى هذه التنظيمات والى هذه الحركات التي تطعن في من تمسك بالتوابت وثبتت على مبادئه ولو بحثنا في ما حققته هذه الجماعات المتشرذمة وماهي المكاسب التي حققتها لوجدنا ان هذه الحركات ضررها على العمل الاسلامي اكثر من نفعها ومشكلة التعددية ليست في عدم تحقيقها فائدة ما في نطاق العمل الاسلامي فحسب وانما في ما خلفته من اثار سيئة في الساحة الاسلامية من هذه الاثار على سبيل المثال انها اعطت كثيرا من المسلمين مبررات للهروب من العمل الاسلامي الجاد الحركي بسبب دريعة التحير التي يبديها هؤلاء حيان كثرة الاتجاهات والمناهج والافكار المتضاربة والطعن المتبادل انها فتت القوى الاسلامية واضعفتها ولم تكن عملا في تطوير العمل الاسلامي واغنائه وانما كانت عملا في تشرذمه وتخلفه ..وعاملا في التشكيك فيهانها سهلت على اعداء الاسلام عملية تصفية الاتجاه الاسلامي باستفراد كل كيان على حدة ولم تكن باعث صمود امام التحدي .
أفرزت حساسيات لدى اتباع كل تنظيم من التنظيمات الاخرى مما زاد في تشرذمها , وأجج العصبية والحزبية بين افرادها وجعل بأسها بينها بدل أن يكون بينها وبين عدوها ..
وهذا كله عمل على تاخيرها وتاخرها وعدم وصول واحدة منها الى اهدافها, وبلوغها الى الغاية التي حددتها لنفسها....
بل على العكس دخلها اليأس من تحقيق اهدافها والغاية التي جائت من اجلها ودخل الشعور بالاحباط فبدأت بالتنازل عن مبادئها بل تتبرأ من الشريعة كما فعلت تنضيمات عدة ومازال قادة بعض الجماعات والاحزاب الاسلامية يستعطفون الغرب ويتوددون اليهم ويظهرون ولائهم للديمقراطية الغربية وفي كل مرة يطمأنون الغرب انهم لن يطبقو الشريعة وياللاسف واي فوائد و مصالح سيحققها للعمل الاسلامي بعدما اعلنو انهم لن يطبقو الشريعة وانهم ديمقراطيون ومنهم من زين له الشيطان الديمقراطية فاصبح يقارنها بالشريعة ويزعم ان لا خلاف بين الديمقراطية والشريعة بل بعض الخطباء فوق المنابر يقولون نحن نريد اسلاما ديمقراطيا ...
والحقيقة أن الأسباب التي يبرر بها ذها التنظم أو ذاك وجوده وقيامه
,غير مقبولة لكو نها غير شرعية وغير منطقية وغير صحيحة ..
من الخلفيات الكامنة وراء العتددية أسبابا وخلفيات كثيرة منها دولية ومنها (الزعامية ) ومنها النزعة المادية ......
وحدة العمل ا لإسلامي فريضة شرعية :
ومما لاشك فيه ان الاصل في الشريعة هو وحدة العمل الاسلامي وليس تعدده ..
وان هذه الوحدة تعتبر فريضة شرعية من عدة وجوه الاصل وحدة المسلمين ووحدة الامة لقوله تعالى ( ان هذه امتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) وقولة تعالى (وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون )والايات والاحاديث معروفة في هذا الباب وهذا يدخل في باب بما يسمى الدين بالضرورة أحببنا التذكير فقط ومن اراد ان يتوسع في الباب فل يرجع للايات والتفاسير والمكتبة الاسلامية الحمد لله غنية بالمراجيع .........
فالتغيير الاسلامي عملية شاقة وضحر القوى الجاهلية عن موقعها وتحقيق قوامة الاسلام على المجتمع فكرا وسلوكا ونظاما يفرض تلاحم القوى ضمن اطار وحدة (اندماجية) لا تنسيقية ..
والتواطئ الدولي على الاسلام واهله يفرض بالتالي وحدة المواجهة والتصدي.. فالدول الغربية يجمعها حلف شمال الاطلسي ثم ان القوى والاحزاب المحلية المعادية للاسلام باتت تجمعها اليوم جبهات على امتداد العالم الاسلامي هذه الجبهات لاتفتأ تدرس وترصد وتخطط وتستعد على كل صعيد ,ومع ذلك الحركات الاسلامية متشرذمة مفككة
ان مصيرا مشتركا رهيبا ينتظر كل القوى الاسلامية مالم تباذر الى نسيان النفس والذات وتخرج من دوامة النفس والذات لتلتقي جميعا على الله وعلى مصلحة الاسلام العليا.....
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد واله واصحابه الميامين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين