ريمٌ على القاع بين البان والعــلـــــــمِ *** أحلّ سفكَ دمي في الأشهرِ الحــــــــــرمِ
رمى القضاءُ بعيني جُؤذر أســـــــداً *** يا ساكن القاع ، أدرك ساكن الأجـــــــمِ
لما رنا حدّثتني النــــفس قائلــــــــةً *** يا ويح جنبك ، بالسهم المُصيب رُمــي
جَحَدتُهَا ، وكتمت السهم في كبــــــدي *** جُرح الأحبة عندي غيرُ ذي أَلـــــــــــمِ
رزقتَ أسمح ما في الناس من خُــــلق *** إذا رزقت التماس العُـذر في الشِّيـــــــَمِ
يا لائمي في هواه - والهوى قـــدرٌ - *** لو شفَّك الوجــدُ لم تعَذِل ولم تلـــــمِ
لقد أنَلْتُكَ أذناً غــــــــير واعـيـــــة *** ورُبّ منتصتٍ والقلــب في صمــــــمٍ
يا ناعس الطرف ، لا ذقتَ الهوى أبداً *** أسهرت مُضناك في حفظ الهوى فــــنم
أفديك إلفاً ، ولا آلو الخيال فِــــــدىً *** أغراك بالبخل من أغراه بالــكــــرم
سرى ، فصادف جُرحاً دامياً ، فَأَســــا *** ورُبّ فضل على العــشاق للحــــــــــــُلم
من الموائس بانــاً بالــرُّبى وقَنــــَاً *** اللاعباتُ بروحي ، السافحات دمـــتي
السافرات كأمثال البُدور ضُــــــــــحًى *** يُغرن شمس الضُّحى بالحَلْي والعصــــم
القاتلاتُ بأجفان بها ســــــــــــــــقم *** وللمنية أسبــــاب مــالسّقـــــــم
العاثرات بألباب الرجــال ، ومــــــــا *** أُقِلن من عثرات الدّلّ في الرســـــــم
المضرمات خُدوداً ، أسفرت ، وجَلَــت *** عن فتنة تُسلمُ الأكباد للضـــــــــــرم
الحاملات لواء الحسن مختــلفــــــاً *** أشكاله ، وهو فــردٌ غير منقسِــــــم
من كل بيضاء أو سمــراء زُيِّنتـــــا *** للعـين ، والحُسن في الآرام كالعُصـــــــم
يُرَعْن للبصر السامي ، ومن عجــــب *** إذا أَشـرن أَسِــرْن الليث بالعنـــــــــمِ
وضعت خدي وقسَّمتُ الفؤاد ربـــــــىً *** يرتعن في كُنُس منه وفي أكـــــــــــــــــم
يا بنت ذي اللَّبَد المحميّ جــانبـــه *** ألقاكِ في الغاب ، أم ألقاك في الأطُـــــم
ما كنت أعلم حتى عنّ مسكنــــــــه *** أن المُنى والمنايا مضربُ الخيــــــــــــم
من أنبت الغصن من صمصامة ذكرٍ ؟ *** وأخـرج الريم من ضــرغامة قَــــــــرِِم ؟
بيني وبينك من سُمر القَنا حُجـــــب *** ومثلها عفّة عُذرية العِصَــــــــم
لم أغش مغناك إلا في غضون كـــرًى *** مغناك أبعدُ للمشتــــاق مـــــــن إرم
يا نفس دنياك تُخفى كل مُبكيــــــــةٍ *** وإن بدا لك منها حسن مُبتـســـــــــــم
فُضِّي بتقواك فاها كلما ضحكـــــــت *** كما يُفض أذى الرقشاء بالثّــــــــــرم
مخطوبةٌ - منذ كان الناس - خاطبـــةٌ *** من أول الدهر لم تُرمـــل ، ولم تئــــــم
يفنى الزمان ، ويبقى من إسـاءتهـــا *** جرحٌ بآدم يبــــكي منه فـــــــــــــي الأدم
لا تحفلي بجناها ، أو جنــايتهــــا *** الموت بالزّهر مثل المـــوت بالفحــــــم
كم نائم لا يراها وهي ساهـــــرة *** لولا الأمانيّ والأحــــلام لمينــــــــم
طوراً تمدّك في نُعمــي وعافيــــــــة *** وتارةً في قرار البؤس والوَصَـــــــــــم
كم ضلّلتك ، ومَـن تُحجب بصيرتـــــه *** إن يلق صاباً يرد ، أو علقماً يسُـــــــــــم
يا ويلتاهُ لنفسي ! راعهـا وَدَهـــــــا *** مُسْودّة الصّحف في مُبيضّــة اللّمـــم
ركضْتها في مَرِيع المعصيـات ، ومـا *** أخذتُ من حمية الطاعات للتُّخــــــــــــم
هامت على أثَرِ اللّذات تطــلبُهـــــا *** والنفسُ إن يدْعُها داعــي الصّبا تهـــــــم
صلاحُ أمرِك للأخلاق مرجــِعـــــــُه *** فقوِّم النفس بالأخلاق تستقــــــــــــــم
والنفس من خيرها في خيرِ عافيــــة *** والنفس من شرها في مرتعٍ وخـــــــــــــم
تطغى إذا مُكِّنت من لذّة وهـــــــــوًى *** طَغْي الجياد إذا عَضَّـت على الشُّكـــــــم
إن جَلّ ذنبي عن الغُفران لي أمـــــلٌ *** في الله يجعلني في خيـــر مُعتصـــــــم
ألقي رجائي إذا عزّ المُجيرُ علــــى *** مُفرِّج الكرب في الدارين والغمــــــــمِ
إذا خفضتُ جناح الذّلّ أســألــــــه *** عِزّ الشفاعة ؛ لم أســأل سـوى أمـــــــــَمِ
وإن تقدّم ذو تقـــوى بصالحـــــــةٍ *** قدّمت بين يديـــه عَبــْرة النـــــــــــدم
لزمتُ باب أمير الأنبــياء ، ومــــن *** يُمسك بمفتـــاح باب الليث غتـنـــــم
فكلّ فضل ، وإحسان ، وعـارفــــةٍ *** ما بين مستلم منه ومُلتـــــــــــزم
علقتُ من مدحه حبلاً أعــزُّ بـــــه *** في يوم لا عزّ بالأنســاب واللُّحـــــــم
يُزري قريضي زهيراً حين أمـدحـــه *** ولا يُقاس إلى جودي لدى هــــــــــــــــرم
محمدٌ صفوة الباري ،ورحمـــتُـــــهُ *** وبغيةُ الله مـــن خلق ومن نَسَــــــــــم