السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جامعة جنوب الوادي
كلية التربية
الدبلومة التربوية العامة نظام العام الواحد ( 2011 - 2012 )
الإسم : عبيد خير شبل
القسم : إجتماع
رقم المجموعة : 51
الموضوع:
أهمية تطوير الذات
عندما أفكر في تطوير ذاتي لا بد لي من أن أفهم أولا المقصود بتطوير الذات، وتطوير الذات يعني أن تسعى نحو تحسين قدراتك ومؤهلاتك وكفاياتك الشخصية مثل تحسين القدرات العقلية كالتركيز والقدرة على التفكير أو تحسين مهارات التواصل كالإستماع وحسن الكلام والقدرة على فهم الاخرين أو تحسين مهارة التعامل مع الذات أو تحسين القدرة على السيطرة على الإضطرابات النفسية والتحكم في المشاعر والسمو بذاتك وجعلها أكثر قوة ومهارة باكتساب سلوكيات إيجابي والتخلص من السلوكيات السلبية، وتعلم السيطرة على مشاعرك وردود أفعالك، وتعني أيضا معرفة مصادر قوة الذات ومكامن ضعفها لتحسين هذه المصادر القوية في الذات، وتقوية مكامن ضعفها، إذن فتطوير الذات هي عملية تحويل هذه الذات إلى ذات أفضل وأيضا هي عملية لفهم مكونات الذات وكيفية تحسينها، وفي الحقيقة ليس هناك تعريف محدد لمفهوم تطوير الذات إذ أنها تمتلك دلالات كثيرة.
كل شخص يمتلك أحلاما وأهدافا في حياته يسعى لتحقيقها، ونتيجة ذلك فإنه من الطبيعي أن يبحث عن السبل وعن كل الطرق المؤدية إلى تحقيق هذه الأهداف، هذه العملية أي عملية البحث عن هذه السبل تعتبر ممهدة نحو معرفة كيفية تطوير الذات فبها نستطيع أن نعرف حجم قدراتنا و مقدار طاقاتنا الخاصة وما نحتاجه لكي تكون لنا القدرة على تحقيق ما نصبوا إليه من الأهذاف يشبه ذلك كثيرا عملية بناء منزل، فلبناء منزل لا بد أولا أن نرسم مخططا لهذا المنزل ثم أن نوفر كل الأدوات والمواد التي نحتاجها في هذا البناء وبعد ذلك يبقى علينا اتباع المخطط المدروس واستعمال الأدوات ومواد البناء، وإذا شرعنا في تطبيق ما وصلنا إليه من معرفة ونتائج فإننا بذلك نقوم بتطوير ذواتنا من دون أن نعلم ذلك مع إمكانية تحقيق الأهذاف التي نصبوا إليها، وهذا ما يجعل تطوير الذات مهما جدا جدا.
عندما نقوم بتطوير ذواتنا فإننا نقوم بخطوة كبيرة نحو الوصول إلى أهدافنا وغاياتنا التي نحلم بتحقيقها، فتطوير الذات له فوائد عظيمة، فمن شأنها تحسين طريقة تواصلنا مع الاخرين عبر تطوير المهارات التي نحتاجها من أجل ذلك، مما يوطد علاقاتنا الإجتماعية والأسرية والعملية، ويظهر قوة ذاتنا وميزتها ونضجها، وكذلك تطوير ذواتنا تجعلنا نشعر بالسعادة لأننا نكون بذلك قادرين على معرفة ما يستطيع إسعادنا ومعرفة ما يجعلنا نحزن فنكون قادرين على التصدي له، كذلك تطوير ذاتنا يجعل شخصيتنا قوية تستطيع مواجهة المصاعب والمواقف المحرجة، وهذه ليست سوى بعض الفوائد.
يمكن تقسيم عملية تطوير الذات إلى ثلاثة أقسام، وهي كالتالي تطوير نفسي، تطوير عقلي، وأخيرا تطوير جسمي، وأعني بالتطوير النفسي فهم الظواهر والعمليات النفسية التي تحدث في النفس ومعرفة طريقة التعامل معها، كمعرفة السيطرة على الغضب والإنفعالات النفسية والتحكم في الأعصاب، ومعرفت ما يجعل نفسنا في أفضل حالاتها وجعلها تنطبع بالهدوء والإستقرار...، وأعني بالتطوير العقلي أن تقوم بمعرفة قدراتك العقلية وحدودها كمهارة التركيز العقلي والذي يعتبر مهما جدا في كل جوانب حياتنا الدراسية أو العملية أو الإجتماعية... وكذلك مهارة التفكير السليم، و الذاكرة القوية ونحن كلنا نعلم بأهمية أن تكون لك ذاكرة قوية، من أجل القدرة على تذكر الذكريات الجميلة، أو القدرة على تذكر الدروس...، أما التطوير الجسمي يعني أن تهتم بصحتك وعافيتك، ويكون ذلك بمزاولة رياضة معينة كالجري ويعد الجري أفضل رياضة حيث تعمل جميع عضلات الجسم وكذلك لبساطتها أو تعلم أحد فنون القتال، أو بتناول أطعمة مفيدة للجسم كالخضر والفواكه والأكل باعتدال. ويجدر الذكر بأن هذه الأنواع في تطوير الذات أي تطوير النفس، تطوير العقل، وتطوير الجسم مرتبطة ببعضها البعض، لأنه عندما نقوم بتطوير أحدها فإن ذلك يؤثر بشكل إيجابي على الأنواع الأخرى، لأن تطوير والعناية بالجسم أثناء مزاولة رياضة معينة يؤثر على النفس وتجعلها في حالة من الإستقرار والهدوء والراحة، وتؤثر أيضا على القدرات العقلية حيث تحسنها لأن العقل يحتاج إلا كمية كبيرة من الأكسجين من أجل القيام بوظائفه والرياضة تساعد على ذلك، نفس الشيء يفعله تطوير العقل والنفس إذ أكدت البحوث العلمية على أن الأفكار والمشاعر الذاتية تؤثر إما سلبيا أو إجابيا على الجسم.
وأختم هذا الموضوع بقوله تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) مع كل دعواتي لكم بالتوفيق والسعادة.