نظرة واحدة لما حولك تكفي للبرهنة على أن هذا الكون قام على الإيجابية «الحق» أليس أقصى درجات الإيجابية هو التناغم مع طبيعة هذا الكون بما فيه ؟ فهذه الشمس تشرق بهدوء لتعطي الضياء والحيوية للحياة «إيجابية» وهذا القمر ينير الليل المظلم «إيجابية» وهذه النجوم تلمع لتهدي الضالين في زوايا هذا العالم اللا متناهي «إيجابية» ثم قال الرب بعد ذلك بإيجابية: ﴿ تبارك الله أحسن الخالقين ﴾ فتخلقوا بأخلاق الله.
في كتاب The Art Of POSSiLity تأليف «روزامند ستون زاندر» و«بنيامين زاندر» وجاء فيه «بأن أحد مصانع الأحذية أرسل اثنين من المتخصصين في الاستطلاع السوقي إلى إحدى المناطق الإفريقية لدراسة إمكانية إقامة مشروعات هناك. فأحدهما بعث إلى المصنع برقية يوصف الوضع فيها بقوله: «موقف ميئوس منه. الجميع هنا لا يرتدون أحذية».
في حين بعث الآخر ببرقية إلى المصنع يقول فيها: «فرصة عظيمة ليس لديهم أحذية هنا».
أرأيت الفرق بين التفكيرين؟.
نستنتج من هذه القصة الفرق الشاسع بين نظرتين تجاه تفسير الواقع فأحدهما نظرته سلبية تجاه الواقع ورأى استحالة تغيير الواقع، والآخر كانت نظرته إيجابية تعكس عن طبيعة تفكيره الداخلي وتفسيره إلى الأمور بطرق إيجابية. إن الحالة الداخلية التي نفكر بها تنعكس على أداءنا العملي وعلى حالتنا النفسية، فإن كان التفكير مشحون بالرهبة والخوف والتردد فسيجعلنا حتماً في وضع متوتر وقلق مما يؤدي إلى تفاقم الوضع السلبي لدينا لدرجة كبيرة.