بسم الله الرحمن الرحيم
يقول ربنا عز وجل عن مثل هؤلاء: (واذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين) [يس/47].
كل ذلك تبريرا لتخلفهم عن الحق، وسعيا للتملص من المسؤولية. ولكن المؤمنين يدركون غنى الله تعالى، وأنه إنما فرض الإنفاق ليبتلي عباده ويستأديهم ميثاقه بالطاعة له.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: (أسهروا عيونكم، وأضمروا بطونكم، واستعملوا أقدامكم، وأنفقوا أموالكم، وخذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم، ولا تبخلوا بها عنها، فقد قال تعالى: (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وقال تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم). فلم يستنصركم من ذل، ولم يستقرضكم من قل. استنصركم وله جنود السماوات والأرض، واستقرضكم وله خزائن السماوات والأرض وهو الغني الحميد. وانما أراد ان يبلوكم أيكم أحسن عملا، فبادروا بأعمالكم تكونوا من جيران الله في داره).
نعم؛ انه تعالى لا يحتاج إلينا، ولا لأحد من خلقه، وإن ما نملك من شيء فهو من فضله ورزقه. ودعوته لنا إلى الانفاق في صالحنا؛ فبالإنفاق في سبيله نعالج مشاكلنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ونزكي أنفسنا، وفي الآخرة أجر وثواب عظيمان. فلنستمع لندائه ولنستجيب دعوته.
(من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا)
إنه لا يريدنا ان ننفق كل أموالنا في سبيله، إنما يريد بعضها. فالقرض هو الاقتطاع، ولعل في الكلمة إشارة إلى الصعوبة التي يواجهها الإنسان عند الانفاق، والتي تشبه القرض. أو ليس يريد مخالفة هواه وحبه للمال؟
إذن فليتحمل، وليعلم انه في صالحه دنيا وآخرة.
الاسم :مؤمن ابو الدهب ابو الفضل عبد الرحيم
الشعبة:اجتماع
نظام الدبلومة العام الواحد